رداً على ادعاءات إسرائيلية بوجود تهديدات أمنية تستهدف يهود تونس، قال وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي، اليوم الأحد، إن بلاده تستطيع حماية اليهود أحسن من العديد من دول العالم.

جاء حديث الوزير التونسي في تصريحات لصحفيين من بينهم مراسل "الأناضول"، خلال زيارة قام بها اليوم الأحد إلى جزيرة جربة جنوب شرقي تونس، للوقوف على آخر الاستعدادات الأمنية التي تسبق ما يسمى بـ"زيارة الغريبة"، أو الحج لدى اليهود إلى المعبد القديم الموجود في الجزيرة.   

ورداً على سؤال حول موقفه من التحذيرات الإسرائيلية من مخطط  لشن عمليات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في تونس، قال الغرسلي "نحن لا نستطيع التعليق على هذه التهديدات سوى بالقدوم الى جربة ومشاركة يهود تونس احتفالاتهم، كما نعوّل كذلك على المحبة والتعايش السلمي بين التونسيين باختلاف دياناتهم".

وأضاف بأن بلاده "تستطيع حماية اليهود أحسن من العديد من دول العالم".

وأشار الطرابلسي إلى أنه "يتوقع قدوم عدد كبير من اليهود إلى جربة للمشاركة في زيارة الغريبة هذا العام، ووصل حتى صباح اليوم 60 يهودياً من مختلف أنحاء العالم، ونتوقع أن يصل آخرون، لم يقدّر عددهم، خلال الأيام القادمة".

وبحسب مراسل "الأناضول"، فإن الوزير زار منطقة "الحارة الكبيرة" (تبعد قرابة 2 كلم على مركز جزيرة جربة)، وهو المكان الذي يقطن فيه قرابة 1100 يهودي، كما توجه الغرسلي بعدها إلى مدينة الرياض (تبعد قرابة 5 كلم من مركز الجزيرة) حيث يوجد معبد الغريبة، المكان الذي تقام فيه طقوس زيارة الغريبة كل سنة.

ومساء أمس السبت، قال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هناك مخططا لشن عمليات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في تونس، دون توفير مزيدا من الإيضاحات.

وأضاف المتحدث في تغريدة على حسابه في "تويتر"،: "تحذر هيئة مكافحة الإرهاب من مخطط لشن عمليات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في تونس وتوصي المواطنين الإسرائيليين بالامتناع عن السفر إليها".

وتتبع هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وتصدر تحذيرات بشأن المواقع التي قد تشهد هجمات ضد إسرائيليين ويهود في العالم.

من جهته علّق رئيس الطائفة اليهودية في جربة بيريز الطرابلسي على التحذيرات الإسرائيلية بالقول "هنا(في جربة) لا توجد لدينا أي مخاوف أمنية".

وأضاف في تصريحه للصحفيين خلال جولته مع وزير الداخلية التونسي في جربة، "كل ما يقال حول التهديدات الأمنية تعودنا عليها كل سنة وذلك حتى لا يشجع اليهود إلى القدوم لتونس"، دون أن يوضح الغاية من وراء هذه التهديدات.

ومنذ أول أمس الجمعة، بدأت جزيرة جربة، باستقبال زوار اليهود من حجيج معبد الغريبة، الذي يعد المعبد اليهودي الأكبر والأقدم في أفريقيا.

وعلى مدى يومين(6 و7 من الشهر الجاري) يقوم اليهود بأداء طقوس حجهم في المعبد، الذي يزوره سنويا قرابة 2000 يهودي، حسب تقديرات غير رسمية.

ومن أبرز طقوس الحج اليهودي إلى معبد الغريبة "الخرجة بالمنارة"، وهي خروج جماعي لليهود من المعبد حيث يدفعون عربة فوقها منارة مزيّنة (مصباح تقليدي كبير) ويطوفون في الحيّ المجاور له، ويقرأون كتبهم المقدسة، ويرددون الأهازيج والأناشيد، إضافة إلى عادات أخرى من بينها إقامة احتفالات بالموسيقى التونسية التقليدية تجمع أثناءها التبرّعات للمعبد.