الاثنين 30 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
رسائل ما بعد «عاصفة الفجر» بالسعودية.. تأكيد لتماسك الداخل وطمانة للخارج
العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز
الساعة 20:04 (الرأي برس - الأناضول)

أمس الخميس.. برقية من العاهل السعودي لأخيه (غير الشقيق)، الأمير مقرن، ولي العهد السابق، يعرب فيها عن تقديره لجهوده الذي بذلها على مدى نصف قرن، وأخرى لابن أخيه الأمير سعود الفيصل يؤكد به أنه رغم إعفائه من منصبه كوزير للخارجية سيكون "قريبا منه ومن العمل الذي أحبه".

ومساء أول أمس الأربعاء.. لقطات مصورة بثها التليفزيون الرسمي السعودي تضمنت قبلة طبعها الأمير محمد سلمان ولي ولي العهد السعودي على يد ابن عمه الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز خلال مبايعة الأخير له، ومبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد السابق لولي العهد وولي ولي العهد الجديدين، بجانب زيارة أجراها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز برفقة ولي العهد  الأمير محمد بن نايف ونجله محمد إلى منزل الأمير مقرن بالعاصمة السعودية، مساء اليوم ذاته، وبعد ساعات من إعفائه من منصبه كولي للعهد.

مشاهد عدة رصدها مراسل وكالة "الأناضول" خلال اليومين الماضيين، فيما يبدو أنها "رسائل تأكيد على تماسك الداخل وطمانة للخارج"، بعد قرارات، الأربعاء الماضي، التي وصفت بـ"عاصفة الفجر"، لصدورها فجرا، ولكونها مثل "العاصفة" في تأثيرها؛ حيث تم بموجبها تعيين محمد بن نايف وليا للعهد، ومحمد بن سلمان، نجل الملك، وليا لولي العهد، وكلاهما من الجيل الثاني للأسرة الحاكمة (أحفاد الملك عبد العزيز).  

وكأن الرسالة المراد توصيلها تقول إن "آلية انتقال الحكم إلى الجيل الثاني من نسل الملك عبدالعزيز مؤسس السعودية تسير بسلاسة، وأنه لا يوجد خلافات داخل الأسرة الحاكمة بهذا الشأن".

هذا المعنى عبر عنه السفير السعودي لدى ألمانيا،0 أسامه بن عبدالمجيد شبشكي، عندما قال في تصريح نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، اليوم، أن الأوامر الملكية الأخيرة "تمثل انتقالاً مبسطاً وسلساً في السلطة للجيل الثاني بكل يسهر وسهولة".

على المنوال ذاته، قالت جريدة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها،  أمس، التي جاءت تحت عنوان: "فجر جديد.. دولة راسخة"، إن "المملكة التي لطالما كانت مضرب مثلٍ في الاستقرار والأمن، هاهي تسطر بمداد من ذهب عصراً جديداً لجيل جديد يقود المملكة في قادم الأيام ويرسّخ هذه النظرة وذلك المفهوم".

وأضافت: "جاءت التغييرات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتؤكد أن سلاسة انتقال السلطة في كل المراحل سمة أصيلة في بيت الحكم السعودي".

اللافت ليس في هذه الرسائل فقط، وإنما أيضا في الإلحاح في نقلها وتكاملية المشهد في تأكيدها، عبر نقلها بأكثر من شكل، وبمشاركة جميع أطراف مثلث الحكم السعودي (الملك وولي العهد وولي ولي العهد) من جانب، ومن يتردد أنهم المتضررون من التغييرات الجديدة على مثلت الحكم في المملكة (الأمير مقرن والأمير متعب).

رسائل الطمأنة الأولى جاءت خلال مراسم البيعة، مساء أمس الأول الأربعاء، حيث قام ولي ولي العهد السعودي الجديد، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بتقبيل يد ابن عمه وزير الحرس الوطني الأمير متعب نجل العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله، خلال تقديم الأخير البيعة له.

وأظهرت لقطات بثها التليفزيون السعودي الرسمي بن سلمان وهو يقبل يد ابن عمه الأمير متعب، والذي سبق أن تحدثت تقارير صحفية عن امتعاضه من التغييرات التي أجراها الملك سلمان في 23 يناير/ كانون الماضي في سدة الحكم (بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد آنذاك)، حيث قيل وقتها إنه كان يطمح إلى منصب ولي ولي العهد.

فيديو "القبلة" تداوله سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، معتبرين إياه دلالة على تماسك الأسرة الحاكمة وعدم وجود خلافات على السلطة.

المشهد الثاني ذو صلة بالمشهد الأول أيضا، وتمثل في تقدم الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد السابق، صفوف المبايعين لولي العهد، وولي ولي العهد الجديدين.

وكان الأمير مقرن بن عبدالعزيز، تم تعيينه، وليا للعهد في 23 يناير/كانون ثان الماضي، قبل أن يتم إعفائه من منصبه، الأربعاء الماضي، "بناءً على طلبه"، وبذلك يكون قد استمر في منصبه 97 يوما فقط كأقصر ولاية عهد بالمملكة، والتي شغلها قبله ثمانية أمراء.

المشهد الثالث هو قيام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة، مساء الأربعاء، لأخيه غير الشقيق، ولي العهد السابق، الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود في قصره بالرياض.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ، والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، رافقا العاهل السعودي خلال الزيارة.

وبثت الوكالة صورة جمعت العاهل السعودي مع الأمير مقرن وولي العهد وولي ولي العهد.

ولم تذكر الوكالة الهدف من الزيارة أو ما جرى خلالها، إلا أن بث خبر الزيارة في حد ذاته قد يأتي بهدف إغلاق الباب مقدما حول أي انتقادات عن آلية انتقال الحكم وتعيين ولي العهد وولي ولي العهد، ودحض ما قد يثار حول الأمر.

ورغم أن المشاهد الثلاثة جاءت كلها في إطار واحد لتؤكد فكرة واحدة مفادها سلاسة انتقال الحكم للجيل الثاني من نسل الملك عبدالعزيز مؤسس السعودية، وعدم وجود خلافات داخل الأسرة الحاكمة على التعيينات الجديدة التي دفعت بنجل العاهل السعودي وابن شقيقه لثاني وثالث أهم منصبين في الدولة، إلا أن العاهل السعودي آثر تأكيد الرسائل ذاتها مجددا وبشكل مباشر عبر برقيتين وجههما مساء الخميس للأمير مقرن ولوزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل حملتا نفس المعاني.

وقال العاهل السعودي، في برقيته التي نشرت نصها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، مخاطبا الأمير مقرن: "تلقينا طلب إعفاءكم من منصبكم بما تضمنه من مشاعر الولاء والأخوة الصادقة، وهذا ليس بمستغرب على أخي العزيز، وقد قضيتم ما يزيد عن نصف قرن في خدمة وطنكم متنقلاً بين أرجائه وتحملتم المسؤوليات المختلفة فيه بكل أمانه وصدق وإخلاص".

وأضاف: "إننا والوطن جميعاً نحتفظ لكم بكل اعتزاز ما قدمتموه من خدمات وما بذلتم في سبيله من جهود، وستظلون كما كنتم دائماً قريبين منا ومن وطنكم وإخوانكم".

وفي برقيته أخرى للأمير سعود الفيصل، قال الملك سلمان إن إعفائه من منصبه كوزير للخارجية "من أصعب الأمور" عليه و"أثقلها على نفسه"، مؤكدا أنه رغم إعفائه سيكون "قريبا منا ومن العمل الذي أحبه".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص