الاثنين 30 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
مسؤولون دوليون يدعون لتعزيز دور القادة الدينيين في صياغة خطابات بديلة للعنف
 صياغة خطابا دينية
الساعة 19:11 (الرأي برس - وكالات)

جاء ذلك في المنتدى الدولي حول "دور القادة الدينيين في منع التحريض الذي من شأنه أن يؤدي إلى الجرائم الوحشية" الذي انطلقت فعالياته اليوم الخميس في مدينة فاس المغربية (شمال)، والذي يقام المقام برعاية المفوضية السامية لحقوق الإنسان وبمشاركة نخبة من القيادات الدينية في عدد من مناطق العالم

 واعتبر أداما ديانغ المستشار الأممي الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المنتدى، أنه في ظل التحديات العالمية، وانتشار خطابات الكراهية، يجب على القادة الدينيين أن يضطلعوا بدور محوري  في  التصدي للتوترات الدينية، من خلال تأطير أتابعهم وجمهورهم ومجتمعاتهم بقيم التسامح والسلام.

وأوضح ديانغ أن المنتدى يهدف لتعزيز الحوار بين الثقافات ونبذ خطاب الكراهية وإنتاج خطابات بديلة تحض على الحوار والتسامح، مشيرا أن هذا الللقاء ستعقبه عدد من اللقاءات الأخرى في أنحاء مختلف من العالم، لتوضيح دور القيادات الدينية في تعزيز الحوار.

 من جانبه شدد فيصل بن عبد الرحمن بن معمر الكاتب العام  للمركز الدولي للملك عبد العزيز لحوار الأديان والثقافات (هيئة حكومية) على ضروررة مواجهة الخطابات التي تروج للعنف باسم الدين، وتستخدمه  لتحقيق مكاسب سياسية بهدف الهيمنة على الآخرين وتجريدهم من حقوقهم، واشاعة القتل وتبريره.

ودعا إلى الالتزام مختلف المؤسسات الدينية بمناهضة القتل باسم الدين،  وذلك عبر تشجيع دور القيادات الدينية في نشر ثقافة السلام والتعايش واحترام التنوع الثقافي والديني، عوضا عن ترسيخ الأفكار المتطرفة.

وأشار إلى أن  الأحداث الجارية في عدد من نقط التوتر العالمية والاقليمية، كالعراق والصومال ومينامار وافريقيا الوسطى، توضح فشل المؤسسات والقيادات الدينية في مواجهة خطاب العنف باسم الدين، مما يؤدي الى التناحر والقتل وارتكاب جرائم ضد الانسانية باسم الدين.

 واعتبر بن معمر أن ما يعيشه العالم العربي من اضطرابات يعود في جزء كبير منه  لاستغلال السياسة للدين، من أجل تعزيز  الاضطرابات واثارة القلاقل. 

وفي ذات السياق، قال المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان  في المغرب محجوب الهبة، أنه في ظل انتشار خطابات الكراهية  وتنامي ظاهرة الإرهاب، اعتمد بلاده  مقاربة لتبني  اليقظة والمرونة في ذات الآن للوقاية ومناهضة التحريض على الكراهية، من خلال محاربة ظاهرة الفقر والتفاوتات الاجتماعية، ونشر قيم الاعتدال الديني ونبذ العنف، ونشر ثقافة التسامح ونبذ العنف.

ونوه الهبة في كلمته بالمنتدى بالنموذج المغربي في مجال التأطير الديني، وحماية المساجد من أي استغلال، باعتباره نموذجا يسعى إلى مكافحة الإرهاب والتصدي في ذات الوقت لكل مسبباته.

من جانبه، اعتبر محمد العبادي رئيس الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب (هيئة حكومية)، أن شعوب المنطقة التي كانت تأمل في تحقيق احلامها بالأمن والاستقرار، احال خطاب التطرف والكراهية احلامها إلى "دمار وهلاك".

وطالب العبادي القادة الدينيين في المنطقة الاسلامية  بالعمل على انتاج خطابات بديلة لخطابات الكراهية والعنف الرائجة حاليا، وان لا تكون هذه الخطابات نتيجة ردود فعل مؤقتة.

ودعا العبادي الى التركيز على  محتويات الخطاب الديني الرائج في شبكة الأنترنيت، باعتباره  يشكل مركز استقطاب لفئات واسعة من الشباب المسلم الذي يلتحق بمعسكرات التطرف. 

ويناقش المشاركون في المنتدى على مدى يومين، بحسب بيان صادر عن  مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، وصل الأناضول نسخة منه، الدور الذي يضطلع به القادة الدينيون في "منع التحريض الذي من شأنه أن يؤدي إلى الجرائم الوحشية كالإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".

ووفق البيان، يهدف المنتدى الذي ينظم بشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الدولي لحوار الأديان والثقافات، والمندوبية السامية لحقوق الإنسان بالمغرب، والرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، إلى "التأكيد على أدوار القادة الدينين بمختلف مشاربهم وأطيافهم في بناء خطاب ديني إيجابي قائم على أساس احترام حقوق الإنسان، وفي التصدي  لكل السلوكيات المتضمنة لخطابات عنف وكراهية وقدرتهم على محاصرتها".

كما يتطلع المنتدى إلى "بناء شبكة دولية للقادة الدينين لتسيير حوار الأديان، والإسهام في إرسال السلم داخل مجتمعاته".

وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان قد نظمت عام 2012 ملتقى دولي بالعاصمةالمغربية الرباط، شارك فيه عدد من المسؤولين الأممين من أجل مناقشة خطاب التحريض على جرائم الإبادة الجماعية، فيما عقدت المفوضية عام 2013 بجنيف مؤتمرا دوليا حول ذات الموضوع.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص