فازت كتلة الوفاء، الذراع الطلابي لحركة حماس في جامعة بير زيت، قرب رام الله، بانتخابات مجلس طلبة الجامعة (غير حكومية)، حسب بيان ألقاه محمد الأحمد، عميد شؤون الطلبة في الجامعة، خلال مؤتمر صحفي تابعه مراسل وكالة "الأناضول".

وخبير فلسطيني أرجع هذا الفوز إلى عدة عوامل بينها: الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة التي زادت التعاطف مع حركة "حماس"، بجانب الاعتقالات التي يتعرض لها طلبة الجامعة. 

وأظهرت النتائج، حسب الأحمد، فور كتلة الوفاء بـ26 مقعدا، بينما حصلت حركة "الشبيبة"، الذراع الطلابي لحركة فتح، على 19 مقعدا، وحركة "القطب"، الذراع الطلابي للجبهة الشعبية، على 5 مقاعد، بينما حصل تحالف قوى يسارية شيوعية (الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني وجبهة النضال) على مقعد وحيد.

من جانبها، اعتبرت حركة "حماس"، فوز ذراعها الطلابي على نظيرتها كتلة فتح الطلابية في انتخابات جامعة بير زيت دليلا على أنها "الأقرب للمواطن"، و"استفتاءً لقوتها في الضفة الغربية وشعبيتها".

وقالت الحركة في بيان صدر في قطاع غزة، ووصل وكالة الأناضول نسخةً منه، إن "الفوز الكاسح الذي حققته الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، دليل على تبني أبناء الشعب الفلسطيني لبرنامج المقاومة".

واعتبرت تراجع كتلة فتح الطلابية في هذه الانتخابات "رسالة إلى حركة فتح لمراجعة برنامجها، وسياستها التي لا ترقى لتطلعات الشعب الفلسطيني"، وفق ما ذكر البيان.

والعام الماضي، فازت حركة "الشبيبة" بانتخابات مجلس طلبة جامعة بير زيت؛ حيث حصلت على 23 مقعدا، بينما حصلت الوفاء على 20 مقعدا.

وتعد هذا أول فوز لحركة حماس في انتخابات طلابية منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007.

وتقول حماس إن أنصارها ومؤيديها في الجامعات يتعرضون لحملة اعتقالات وملاحقة من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي، وهو ما تنفيه السلطات الفلسطينية في رام الله.

وكان طلبة حماس في بير زيت اعتصموا عدة مرات داخل الحرم الجامعي لما وصفوه ملاحقتهم من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية.

وجامعة بير زيت إحدى أهم جامعات الضفة الغربية.

وأمس، تعادلت حماس وفتح في انتخابات جامعة "البولتيكنك" في مدينة الخليل، جنوبي الضفة، بواقع 15 مقعدا لكل منها.

من جانبه، أرجع الخبير في الشؤون البرلمانية والمحلل السياسي في عدد من الصحف الفلسطينية، جهاد حرب، فوز كتلة الوفاء، الذراع الطلابي لحركة حماس، بانتخابات مجلس طلبة جامعة بير زيت إلى ثلاثة عوامل أساسية هي: الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة التي زادت التعاطف مع حركة "حماس"، بجانب الاعتقالات التي يتعرض لها طلبة الجامعة من قبل أجهزة الأمن بالضفة، وهو ما دفع الطلبة للتصويت لحركة "حماس".

أما العامل الثالث لفوز حماس، وفق الخبير الفلسطيني، فهو الأجواء السياسية في الضفة الغربية التي اعتبرها "غير مشجعة"؛ فهناك فقدان أمل في عملية السلام التي تتبناها حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني، وإحباطا من توجهاتها السياسية.

وتنظر الفصائل الفلسطينية لانتخابات الجامعات الفلسطينية بأهمية، وتقول إنها مقياس لشعبيتها في الشارع الفلسطيني.

لكن "حرب" استبعد انعكاس نتائج الانتخابات في الجامعات على الساحة الفلسطينية ونسبة التصويت لحماس إذا ما أجريت انتخابات تشريعية ورئاسية الآن.