الاثنين 30 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
خبراء روس يرفضون التعليق على الدور الايراني في نزاعات الدول العربية
طهران إيران
الساعة 20:42 (الرأي برس - وكالات)

رفض خبراء روس التعليق أو الرد على سؤال وجهه اليهم صحفيون حول الدور الايراني "الواضح" في الازمات او النزاعات الداخلية المشتعلة في الدول العربية، بدءا من ازمة الانقسام الداخلي الفلسطيني، ومرورا بأزمة لبنان وتعطيل عمل حكومته لسنوات وعدم تمكنه من انتحاب رئيس للجمهورية منذ نحو عام وهدم استقرار الأوضاع الأمنية فيه، والأزمات الداخلية التي عاشتها كل من البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية ( في مناطقها الشرقية)، ووصولا الى النزاعات الدموية المسلحة في كل من العراق وسوريا واليمن. 

وركز الخبراء في مداخلاتهم على مسألة الارهاب الذي تنشره الجماعات الاسلامية المتطرفة في المنطقة كتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة والقاعدة وطالبان معتبرين ان هذا الارهاب هو سبب ازمات المنطقة ككل وهو يلقي بظلاله وباخطاره على كل العالم. 

واشار الخبراء الى ان "داعمي الارهاب من بعض دول الخليج والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة انما يسعون باستخدام ادواتهم الارهابية الى تحقيق اهدافهم الجيوسياسية ، دون النظر للوضع الاقليمي والدولي ، ولما يمكن لهذا الارهاب ان يترك من اثار عليهم مستقبلا". 

من جهته اعتبر اندريه بكلانوف المستشار الاول لنائب رئيس المجلس الاتحادي / سفير روسيا السابق لدى المملكة العربية السعودية ان "جذور الازمات في منطقة الشرق الاوسط تعود الى العام 1995 ، حين وصل الى سدة الحكم في اسرائيل بنيامين نتنياهو وتوقف محادثات طابا ، وبعدها تدخل الامريكيون بمبادراتهم الوهمية حتى وصلت الامور الى ما هو عليه اليوم ، وبالطبع كل ذلك ترافق مع العوامل الداخلية وحافة الفوضى". 

وتحدث السفير عن ما وصفه بتطور العوامل الموضوعية والخارجية التي قادت الى ظهور الارهاب وانتشاره ، منوها الى ان "احد العوامل كانت اتفاقية كامب ديفيد التي شقت الموقف العربي وقادت الى تفتت الجبهة العربية الموحدة وهو ما ارادته واشنطن والغرب لتتمكن من السيطرة على موارد بلدان المناطق ، وفرضت على حكومات دول المنطقة الحلول الامنية ، وباتت تلك البلدان غارقة في همومها الداخلية والاقتصادية والعرقية والدينية مما مهد الطريق لانتشار الاستبداد ، الذي قاد بالترافق مع العوامل السابقة الى ظهور الارهاب وانتشاره". 

وتطرق بكلانوف الى تطورات العمليات السياسية قبيل العام 1995 وتوقيع اتفاقيات السلام بين الاردن ومصر من جهة واسرائيل من جهة الثانية ، معتبرا ان اعادة الاعتبار للتفاوض سيكون له اثر ايجابي في الحد من انتشار الارهاب وتحقيق الامن في الاقليم وصولا لاستقرار الاوضاع. 

وعلق الدبلوماسي السابق على ما اعلنته الرياض عن وقف لعمليتها العسكرية في اليمن ، بالقول ان "حكام المملكة اوضحوا ان هذا القرار ما هو الا اعادة صياغة لعدوانهم على اليمن وانهم سيحتفظون بحقهم في الرد على كل ما يهدد بلادهم". 

وحول سوريا اشار الى ان القوات الحكومية باتت تسيطر على نحو 60% من اراضي البلاد والتي يسكنها 70% من السكان ، والى ان داعش ما تزال تسيطر على مساحة من الاراضي والى ان المعارك ما تزال محتدمة ومن غير المرجح ان تجد حلولا قريبة بل هي ستستمر طويلا ما لم تتم تدخلات خارجية سياسية ودبلوماسية واقتصادية معينة تضع حدا للمعارك. 

اما الكسندر اغنتينكو رئيس معهد الدين والسياسة فقد ذكر ان استخدامنا لكلمة الاسلامية في تسمية تنظيم الدولة هو رمزي وان الحديث عن ازمات منطقة الشرق الاوسط يجب ان يشمل باكستان وافغانستان وتركيا لوجود ارتباطات موضوعية وجغرافية ، ان ازمة المنطقة باتت اكبر من ان تتحملها دولة لوحدها وباتت الحرب هي حرب الجميع ضد الجميع ، وهي ليست حربا واحدة بل حروب كثيرة وغابت النزاعات التقليدية ، وقادت الى تفكك دول والى انهيارها كليبيا واليمن والعراق ، و"قد تتشكل دول جديدة كالدولة الكردية ، او دولة الخلافة". 

واشار اغنتينكو الى ما اعتبره "مطامع السعودية وقطر في السيطرة على مصر وقناة السويس للتحكم بطريق نقل النفط والغاز الى اوروبا ، وتطرق الى الدور الايراني منذ عام 1979 واشعال انتفاضة الاحساء الشيعية في السعودية ولم تخف ايران دورها في الامر ، مفصحة عن نهجها في تصدير الثورة ومحاولاتها للتوسع في الاقليم من البحرين واليمن والعراق وسوريا ولبنان ، وانا هنا لا اريد ان ادين ايا من السعودية او ايران ، هما صديقتان لروسيا ، وانا اصف حالة نشوء العالم متعدد الاقطاب ومحاولة كل قوة اقليمية حماية مصالحها دون الاعتبار لمصالح الاخرين ، والسؤال المطروح : كيف نخرج من وضع الاحتراب بسبب المصالح والحسابات الجيوسياسية او الحروب بالوكالة عن قوى خارجية ؟ يجب تحويل الانظار باتجاه الحوار والحلول الوسط والتسوية لوقف اراقة الدماء والدمار الذي يعصف بالمنطقة". 

من جهته وافق نيكولاي سوروكوف عضو مجلس السياسة الدولية لدى الرئاسة الروسية على ما جاء في حديث الخبيرين ، منوها الى ان الخبراء تحدثوا ومنذ بدايات الازمة في تسعينيات القرن الماضي عن "امكانيات تفاقم الازمة لا سيما في البلدان التي تحكمها انظمة شمولية استبدادية ، وعن احتمالات انتشارها الى خارج حدود تلك الدول ، وهو ما رايناه في كثير من الدول بدءا من تونس وانهارت منظومة العلاقات وبات خرق القانون الدولي سمة عامة ، واهم الاسئلة الان : ما هو مصير الدولة الاسلامية ؟ انا اعتقد ان انفراج في العلاقات بين السعودية وايران سيكون له اكبر الاثر في انهاء ازمات المنطقة ، ان السعودية مستفيدة من داعش كحائط صد لوقف التمدد الشيعي لا سيما بعد تبلور الهلال الشيعي، وجاء الغياب الامريكي عن الساحة، وعدم وجود شخصية قيادية يلتف حولها الناس ، ان انفراج العلاقات بين العربية السعودية وايران هو مفتاح حل الازمات هناك ، ولروسيا مصلحة حقيقية في انهاء ازمة منطقة الشرق الاوسط". 

وفي ردود على اسئلة الصحفيين، سخر الخبراء الثلاثة من فكرة ان الازمة تعود لسقوط النظريات الشيوعية والرأسمالية ، معتبرين ان الدول التي تدور فيها الازمات بعيدة كل البعد عن النظريتين. 

وحمل الخبراء على موقف العربية السعودية حيال اليمن معتبرين عملياتها العسكرية "عدوانا سافرا"، ورفضوا التعليق على ما اشار اليه مراسل الاناضول حول وجود دور لايران في ازمات كل الدول بدءا من ازمة الانقسام الفلسطيني الى الازمة اللبنانية الداخلية الى البحرين والكويت ، وصولا الى الحروب الدموية في اليمن وسوريا والعراق. 

وفي رد لبكلانوف على سؤال اخر لمراسل الاناضول حول : كيف يمكن التحدث عن حل لازمات المنطقة دون حل الصراع العربي الاسرائيلي ؟ قال السفير : يبدو ان الطرفين اعتادا الوضع القائم ولا يبديان جدية حيال حل الصراع ونحن لا يمكننا حل الصراع بينهما رغما عنهما. 

وعلق الدكتور ماجد تركي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية السعودي في موسكو لمراسلنا بالقول "يبدو ان الخبراء الروس يعيشون خارج التاريخ ، ولا يعون متغيرات الامور ، ولا يعرفون طبيعة الاسلام ولا طبائع الارهاب ، ولا يدركون ان بلادهم انما ترعى جوانب اخرى من الارهاب ، وان ايران انما تسعى لاعادة امبراطوريتها الفارسية في منطقتنا"، وختم بالقول "انهم يعيشون في الماضي ، ويفكرون بالعقلية السوفيتية وهم كانوا في حينه اشد اعدائها".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص