الثلاثاء 01 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
موسوعة فلسطينية: الشيخ أحمد ياسين لم يتحمس لإقامة «الدولة الإسلامية»
الشيخ أحمد ياسين
الساعة 16:05 (الرأي برس - وكالات)

أظهرت موسوعة خاصة بمواقف وأفكار الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنه لم يتحمس لإقامة "دولة إسلامية"، قبل إقامة ما أسماه "المجتمع الإسلامي".

وأوضحت الموسوعة التي أصدرها مركز "التأريخ والتوثيق الفلسطيني"، (غير حكومي)، بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بغزة، اليوم الأحد في الذكرى الحادية عشر لاغتيال ياسين، أنه كان يرى بضرورة "ترتيب الفرد والبيت والمجتمع المسلم أولاً، قبل إقامة الدولة الإسلامية".

وتتكون الموسوعة التي تحمل اسم "الأعمال الكاملة للشيخ أحمد ياسين"، من ثلاثة مجلدات، وتوثّق أهم أقواله، وأفكاره.

وجاء في الموسوعة التي اطّلعت وكالة الأناضول للأنباء على نسخة منها: "في سؤالٍ للشيخ خلال إحدى المقابلات، عن أيهما أولى؛ إقامة المجتمع الإسلامي أم الدولة الإسلامية؟ أوضح أن ترتيب الفرد والبيت والمجتمع المسلم يجب أن يتم أولاً قبل إقامة الدولة الإسلامية".

وأضاف الشيخ ياسين:" فالأهداف الكبرى تتحقق على مراحل (..) هدفنا أولًا بناء المجتمع الإسلامي والحركة الإسلامية، وبعد ذلك نستعد للصراع على الوجود وتحرير الأرض وإقامة الدولة."

وتقول أدبيات جماعة الإخوان المسلمين، التي تتبنى حركة حماس فكرها، إنها تسعى لإقامة "الخلافة الإسلامية".

وفيما يبدو أنه تطبيق لرؤية مؤسسها، لم تسعَ حماس، لإقامة دولة إسلامية في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه منذ يونيو/حزيران 2007.

وتأخذ جماعات سلفية جهادية على الحركة، أنها لم تطبق أحكام الشريعة الإسلامية، في القطاع، وقبلت بالقوانين "الوضعية".

وتبرر حماس، على لسان العديد من قادتها، ومنهم القيادي في الحركة محمد نزّال في تصريح سابق، عدم إقامتها دولة إسلامية بغزة، بقولها إنها "لا تفهم تطبيق الشريعة الإسلامية، على أنها تطبيق للحدود الشرعية فقط، وأنها تحرص على ما يمكن بتسميته المجتمع (المؤمن و"الملتزم)، وتعتمد في ذلك منهجية التدرج، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة".

وخاضت قوات حماس العسكرية اشتباكا داميا مع جماعة "جند أنصار الله في أكناف بيت المقدس"، عقب إعلان قائدها الشيخ عبد اللطيف موسي، عن إقامة "إمارة إسلامية"، في آب/نيسان 2009، من داخل مسجد ابن تيمية في مدينة رفح جنوب القطاع.

وقد انتهى الحادث بصورة دامية، حيث اصطدمت الأجهزة الأمنية مع عناصر الجماعة، ما أدى إلى مقتل نحو 17 عنصرًا واعتقال العشرات.

وفي سياق آخر، أظهرت موسوعة أعمال الشيخ ياسين، مواقفه المتعددة من عدة قضايا، وأبرزها رأيه في إبرام هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.

وجاء فيها أن مؤسس الحركة لا يرى في مبادرة الهدنة لخمس أو عشر سنوات، والتي طرحها هو بنفسه في 1997م، خطأ شرعيًّا ولا وطنيًّا، فالهدنة جائزة في الإسلام، والرسول عليه السلام طبقها، وبالتالي لأي قائدٍ أن يقتدي بهذا المبدأ مع العدو في حالة الحرب، وفق قوله.

وكان موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، قد قال بداية الشهر الجاري، إنه حصل على وثائق، من جهات دبلوماسية غربية، تبين أن حركة "حماس" عرضت هدنة 5 سنوات مع إسرائيل، مقابل رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وهو ما نفاه المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، في تصريحات سابقة لوكالة "الأناضول".

وقال أبو زهري إن "أطرافا دولية، لم يسمها، هي التي قدمت مقترحا لها بشأن اتفاق هدنة مع إسرائيل، لكنها لم ترد عليه حتى الآن"، وأن الرد يجب أن يتم عن طريق "التوافق الوطني".

ومن أبرز ما عرضته الموسوعة، هو رفض أحمد ياسين، لفكرة المقاومة من داخل البلاد العربية، مؤكدا أن ذلك سيصنع "عداوة" مع الحكومات العربية.

وكثيرا ما تؤكد حركة حماس، في خطابها السياسي، ومن خلال كلمات قاداتها، ما تقول إنه "موقفها الثابت من عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة عربية، وأن مقاومتها للعدو ستبقى في نطاق الأراضي الفلسطينية".

وفي سؤال للشيخ ياسين حول علاقة حماس بإيران، رد قائلا:" من يدعم كفاحي ويستعد أن يدعمني سياسيًّا واجتماعيًّا وماديًّا لحدودٍ معينة لِمَ أخسره؟ وأنا سُئلت هذا السؤال في الإمارات، فأجبت: "أنا لا أذهب إلى إيران حتى أدرس عقائدها، أنا أتكلم مع أي بلد في العالم يقف بجواري ويساعدني، حتى لو كان بلدًا مسيحيًّا أقول له: شكرًا".

وعلى مدار سنوات عديدة، أقامت "حماس"، علاقات قوية ومتينة مع النظام الإيراني، ولكن اندلاع الثورة السورية، عام 2011، ورفض "حماس" تأييد نظام بشار الأسد الذي يلقى دعما واسعا من إيران، توتّرت العلاقات بينهم.

واستأنفت "حماس" علاقتها مع إيران بعد أن زار وفد رفيع من قيادتها العاصمة طهران مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وخلال المقابلة التي تعرضها الموسوعة في مجلدها الأول؛ سُئل الشيخ أحمد ياسين عن فكرة الدولة الفلسطينية على حدود المناطق التي احتلتها إسرائيل عام1967 (الضفة الغربية وقطاع غزة) أجاب: "الانتفاضة مرحلة أو خطوة على طريق تحرير كل فلسطين وليست النهاية كما تراها منظمة التحرير الفلسطينية وأنصارها، فمثلاً إزالة العدوان عن أرض 67 تأتي كحلٍ مؤقت أو وضع مؤقت لنستطيع بعد ذلك تحرير بقية الوطن".

ولا تمانع حركة حماس، من قيام دولة على حدود عام 67 أو أي شبر من فلسطين، لكن دون الاعتراف بإسرائيل أو التنازل عن أي شبر من فلسطين، وفق تصريحات سابقة لعضو المكتب السياسي فيها محمود الزهار.

كما أوردت الموسوعة، مقابلة صحفية، قال فيها الشيخ ياسين إنه واثق من "حتمية زوال إسرائيل في الربع الأول من القرن الحالي، وبالتحديد في عام 2027م، وذلك بناءً على ما استنبطه من القرآن الكريم.

ولا يرى الشيخ ياسين في المشاركة السياسية بالانتخابات التشريعية أي حرج أو خطأ-حسب الموسوعة-إذا كانت توافق الظروف المحيطة، ولا تتم في ظل وجود الاحتلال وبحماية دولية، رغم رفضه القاطع لاتفاق "أوسلو" للسلام، بين منظمة التحرير وإسرائيل (أُبرم عام 1994)، الذي تعد الانتخابات من إفرازاته.

وخاضت حركة حماس الانتخابات التشريعية التي جرت مطلع 2006، وحققت فيها مفاجأة بحصد أغلبية المقاعد، لكن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، رفضوا الاعتراف بنتائج الانتخابات، كما رفضت حركة فتح (الخصم السياسي لحماس) وبقية الفصائل المشاركة في الحكومة التي شكلتها حركة حماس، برئاسة إسماعيل هنية، بدعوى "عدم الاتفاق على البرنامج السياسي".

وتقول حماس إن حركة فتح، عملت على الإطاحة بحكومتها، بتعمد إحداث قلاقل داخلية، وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سحب الكثير من صلاحياتها، وهو ما تنفيه حركة فتح، وشهدت تلك الفترة اشتباكات بين عناصر الحركتين، انتهت بسيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالقوة المسلحة عام 2007.

وكانت آخر انتخابات رئاسية فلسطينية جرت عام 2005، فيما التشريعية عام 2006، دون أن تتوافق حركتا فتح وحماس حتى اليوم على تحديد موعد لإجراء الانتخابات المقبلة، جراء الخلاف الحاصل بينهما.

وعرضت الموسوعة دراسة إسرائيلية أعدتها مؤسسة "حيكين" للدراسات الجيوستراتيجية"، "قالت فيها إن حياة الشيخ أحمد ياسين تُثير قدرًا كبيرًا من الدهشة، على الرغم من القيود المادية القاسية والمظهر والخارجي المُشع بالبؤس والشقاء، إلا أنه برهن على قدرة قيادية وإمكانيات تنظيمية كبيرة، فهو أسس تنظيمًا دينيًّا إسلاميًّا لاعبًا مركزيًّا رائدًا في تشكيل الاستراتيجية الفلسطينية في مواجهة إسرائيل.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص