الثلاثاء 01 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
خبير كاميروني: «بوكو حرام» صناعة غربية لوقف نمو القارة الإفريقية
جماعة بوكو حرام
الساعة 14:27 (الرأي برس - وكالات)

قال المستشار الكاميروني في السياسة وإستراتيجيا الدفاع في باريس، "سيمون تيدغا"، إنّ "بوكو حرام" هي صناعة غربية لوقف نموّ القارة الإفريقية التي تتطلّع بامكانياتها الواعدة لأن تكون مستقبل الإقتصاد العالمي.

وفي مقابلة مع الأناضول، لفت الخبير الاستراتيجي إلى أنّ ظهور نيجيريا كأوّل قوّة إقتصادية في القارة الإفريقية، ورائدة للنمو المستدام في إفريقيا، أثارا بعض المخاوف لدى الغرب الساعي لكبح ذلك النموّ بشتى  الوسائل. ومن هنا، فإنّ "بوكو حرام" ستكون ذات فائدة كبرى بالنسبة للغرب، موضّحا أنّه "خلال السنوات الأخيرة، تواتر الحديث عن صعود القارّة الإفريقية كقوّة إقتصادية، وهذا ما لا  يمكن أن يروق لقوى تكمن مصالحها في أن تظلّ إفريقيا، على الدوام، مجرّد خزان للمواد الأولية".

وللقضاء على المجموعة النيجيرية المسلّحة، دعا "تيدغا" البلدان التي "تعتبر نفسها صديقة" لكلّ من الكاميرون ونيجيريا والنيجر وتشاد، إلى "وقف تمويل وتزويد بوكو حرام   بالسلاح".

 وأشار "تيدغا" إلى أنّ "العمود الفقري لجيش بوكو حرام قائم فقط بفضل القوى العسكرية التي تسوّق له الأسلحة ، لأنّه لا يمكن لجماعة أبو بكر شيكاو (زعيم بوكو حرام) أن تقود  حربا من دون دعم أو حلفاء، بحسب الأستاذ في علم السياسة السابق في مجموعة من معاهد (إيل دو فرونس) في ضواحي باريس.".

وأضاف الخبير: "بوكو حرام كانت، في البداية طائفة، هذا ما قيل لنا..ثم تحولت إلى مجموعة يكتنفها الغموض، أمّا الآن، فقد أصبحت قوّة مسلّحة تمكّنت من غزو مساحة هامة من  الأراضي النيجيرية. وبقوّة مماثلة، فإنّه من البديهي أن يكون لهذه المجموعة تعزيزات قادمة من قوى يمكن أن تكون مالية أو عسكرية".

وتابع "تيدغا" تحليله بالقول أنّ الأسلحة قادمة في معظمها من "البلدان الغربية"، وذلك لسبب بسيط وواضح وهو أنّ هناك "بلدان وجهات  في الشرق الأوسط تدعم بوكو حرام فكريا لكن لا تصنع الأسلحة"، مستشهدا في ذلك بالتصريح  الأخير لوزير الإتصالات التشادي "حسن سيلا بني باكاري"، خلال زيارته للكاميرون، حين قال إنّ "40 % من الأسلحة التي صادرها الجيش الكاميروني من مقاتلي بوكو حرام، فرنسية الصنع".

ومع أنّ الحكومة الفرنسية نفت رسميا الأسبوع الماضي تصريح الوزير الكاميروني، إلاّ أنّ "تيدغا" تمسك بأطروحته، مقدما الحجج اللازمة لتأكيدها قائلا: "ليس من المستغرب ألا ترفض فرنسا –وهي  واحدة من أكثر الدول مبيعا للأسلحة حول العالم، وفي ظلّ الأزمة الإقتصادية التي تهزّها في الوقت الراهن- أي طلبات شراء للأسلحة من أيّ جهة كانت ولو بطريقة غير مباشرة.

وفيما يتعلّق بمسألة الإستراتيجيا التي ينبغي إعتمادها من قبل كلّ من الكاميرون وتشاد ونيجيريا والنيجر، للتصدّي للمجموعة النيجيرية المتشدّدة، دعا المستشار الكاميروني في  الشؤون السياسية وإستراتيجيا الدفاع، إلى وضح مخطّط مخابراتي.

فـ "هذه المجموعة المسلّحة"، يتابع تيدغا، "هي عدوّ خفيّ يظهر حينا ويختفي أحيانا أخرى، ولذلك ينبغي توفير وسائل مخابراتية تمكّن من تتبّع حركتها وتنقّلاتها وأنشطتها على مدى  24 ساعة، دون أن تكون على علم بذلك.. ينبغي إذن وضع نظام مخابرات قوي وفعّال من أجل التصدي لبوكو حرام".

وأوضح صاحب كتاب "الذكرى الخمسين لإستقلال إفريقيا عن فرنسا: تحليل لعلاقة مثيرة للجدل"، أنّ هذه المخابرات ينبغي أن تؤمّن من قبل نيجيريا والبلدان التي تمتلك تغطية القمر  الصناعي للمنطقة".

وبالنسبة للخبير، فإنّ تشكيل قوّة تتألّف من 8 آلاف و700 رجل لا يمكن أن تحلّ الإشكال القائم، إذ أنه يطرح بشأن ذلك مجموعة من الأسئلة: "كيف وقع الإختيار على هذا الرقم، أو  مقارنة بماذا تمّ الإتفاق عليه، في صورة أخذنا بعين الإعتبار أنّ التكوين الأساسي لأيّ جيش ينبغي أن يتناسب مع حجم القوّة التي يواجهها؟"، مضيفا: "أنا كخبير، أرى أنّ بوكو حرام تمتلك قوّة لا أحد يعرف حجمها، فالبعض يقول إنّ عدد مقاتليها يبلغ الـ 15 ألف، فيما يؤكد آخرون يؤّكدون أنّهم 6 آلاف".

ومع أنّ قوّة "بوكو حرام" تظلّ مجهولة بالنسبة إليه، إلاّ أنّ الخبير الكاميروني أوصى في ختام قوله بتجفيف منابع المجموعة المسلّحة، تمهيدا لإضعافها والقضاء عليها في مرحلة  موالية. غير أنّ تجفيف المنابع يمرّ، حسب رأيه، عبر وقف جميع التمويلات التي تصلها..

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص