الثلاثاء 01 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
مساعد أوباما الجديد.. هل ينجح بجلوس إسرائيل وحماس على مائدة واحدة؟
روب مالي مساعد أوباما للشرق الأوسط
الساعة 00:01 (الرأي برس - الأناضول)

هل سينجح بجلوس إسرائيل وحماس على مائدة واحدة؟ سؤال بات مطروحا بقوة بعد تعيين البيت الأبيض روب مالي، يوم الجمعة، مساعدا خاصا للرئيس الأمريكي باراك أوباما، ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج عوضاً عن سلفه فيليب غوردن.

روبرت مالي (52 عاما) الذي يوصف بأنه مهندس "كامب ديفيد 2" والذي جاء قرار تعيينه بعد توتر العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة على خلفية زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ليخطب في الكونغرس الأمريكي، لا يخفي رؤيته بضرورة إشراك حركة حماس في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

مالي المولود في القاهرة لأسرة يهودية، أبوه سيمون مالي كان صحفيا، عمل في جريدة الجمهورية المصرية الحكومية، وكان مقرباً من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي قام بتكليفه بتمثيل الجريدة في نيويورك حيث التقى بزوجته أثناء تغطيته للأمم المتحدة.

غادر سيمون مالي مصر عام 1969 متجها إلى فرنسا حيث أسس صحيفة مؤيدة أفريقاسيا المدافعة عن حركات التحرر في أفريقيا وآسيا.

درس روبرت مالي في جامعة يال الأمريكية، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة أوكسفورد في الفلسفة السياسية، كما حصل على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة هارفرد.

كتب مالي سلسلة من المقالات في السياسة الخارجية وبالأخص حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعمل ما بين 1994 إلى 1996 مدير مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية في مجلس الأمن القومي ليساعد في تنسيق سياسات اللاجئين، والجهود المبذولة لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في الخارج وسياسة الولايات المتحدة تجاه كوبا.

بعدها صار مساعداً لمستشار الأمن القومي ساندي برغر من 1996 إلى 1998، وفي أكتوبر/ تشرين أول من عام 1998 تم تعيين مالي مساعداً خاصاً للرئيس آنذاك بيل كلينتون للشؤون العربية الإسرائيلية، وظل في هذا المنصب حتى مغادرة كلينتون للبيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني 2001.

لعل أبرز ما تعرفه الأوساط السياسية لروبرت مالي هو اتصاله بمنظمة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ورأيه الذي لم يحاول إخفاءه من قبل في ضرورة إشراك حركة حماس في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

فيما يعرفه البعض على أنه مهندس كامب ديفيد الثانية عام 2000 فترة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، خاصة أنه كان مساعد الرئيس الخاص للشؤون العربية - الإسرائيلية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى عام 2001.

وكتب سلسلة مقالات عن مفاوضات كامب ديفيد الثانية تلك، لم يلقِ فيها اللوم على عرفات فحسب ولكن على باراك، كان أشهرها المقال الذي كتبه لـ"نيويورك بوك ريفيو" تحت عنوان "كامب ديفيد: مأساة الأخطاء" في 1 أغسطس/ آب 2001 يقول "مبادئ باراك تسلط الضوء على نهجه: كل شيء أو لا شيء"، متابعا "لا عودة إلى النهج المؤقت، ولكن بدلاً من ذلك هنالك فقط إما اتفاقية أو الاصطدام".

والبعض انتقده على ذلك الموقف، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر 18 فبراير/ شباط 2014، لكون أبيه سيمون مالي صحفي يهودي، مصري بالولادة، تربطه علاقات بحكومة عبد الناصر الذي يعتبره داعمو إسرائيل في الولايات المتحدة عدوا لها.

وهو أمر رد عليه مالي بالقول إن متهميه يميلون إلى "تجاوز الحدود عندما يجعلونها (آراءهم) شخصية وغير مستندة على وقائع"، مشيراً إلى أنه لم يكن يتفق مع أبيه في كل شيء.

مواقف مالي السابقة وغيرها هي ما دفعه عام 2008 وكأحد المستشارين غير الرسميين في الحملة الانتخابية لباراك أوباما قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، ما جعله ينأى بنفسه عن أوباما خوفاً من أن يتسبب قربه منه إلى "سوء فهم أو تحريف" لأوباما، وذلك بعد أن نشرت "ذي تايمز أوف لندن" البريطانية مقالاً تتهمه فيه بلقاءات مع حماس وهو أمر لم يكذبه مالي.

وقال مالي في رسالة وجهها لصحيفة "نيويورك تايمز": "أنا لم أخفِ أبداً حقيقة أنني التقيت بحماس، فعلت هذا كجزء من عملي كمدير لبرنامج الشرق الأوسط في مجموعات الأزمات الدولية، وقد أشرت إلى هذه المقابلات بشكل متكرر في عدد هائل من مقالاتي المنشورة والمقابلات الإعلامية، وكثيراً ما يسألني مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون لإخبارهم عن هذه اللقاءات".

الهجوم الذي تم شنه على مالي دفع خمسة من زملائه في عهد إدارة كلينتون من اليهود هم مستشار الأمن القومي السابق ساندي برغر، والسفير مارتن إنديك، والسفير دانييل كرتزر، والسفير دينيس روس، والمستشار الأقدم السابق لوزارة الخارجية هارون ميلر إلى كتابة رسالة إلى صحيفة "نيويورك بوك ريفيو" في 20 مارس/ آذار 2008 تحت عنوان "دفاعاً عن روبرت مالي".

وقال الخمسة في الرسالة "خلال الأسابيع القليلة الماضية، سلسلة من الهجمات الخبيثة والشخصية قد انطلقت من صحيفتكم (نيويورك بوك ريفيو) ضد أحد زملائنا وهو روبرت مالي الذي عمل كمساعد خاص للرئيس كلينتون للشؤون العربية الإسرائيلية".

وأضافوا أن منتقدي مالي "ادعوا أنه يحمل أجندة معادية لإسرائيل، ويسعى لتقويض أمن إسرائيل"، قبل أن يتابعوا أن "هذه الهجمات غير عادلة وغير لائقة وخاطئة، وهي محاولة لتقويض مصداقية موظف حكومي موهوب عمل بلا كلل خلال السنين لتعزيز السلام العربي الإسرائيلي والمصالح القومية الأمريكية".

وفي 18 فبراير/ شباط 2014، أعاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعيين روبرت مالي ليصبح المدير الأقدم لمكتب مجلس الأمن القومي لشؤون إيران والعراق وسوريا ودول الخليج ويتولى ملف العلاقات بين السعودية وإيران في المنطقة بحسب مجلة "تابلت" الإلكترونية والمعنية بالأخبار والأفكار والثقافة اليهودية في مقال بعنوان "روبرت مالي ينضم إلى مجلس الأمن القومي".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص