الثلاثاء 01 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
حين يتحول مشرط الطبيب إلى بندقية.. عبدالرحمن.. قتيل بخطأ طبي
الساعة 17:52 (الرأي برس- خاص)

أبرياء كثر يغادرون الحياة  ضحايا لإهمال من يوصفون بملائكة الرحمة ..

ضعف الكفاءة لدى الاطباء قد يجعل من عملية جراحية مأساة حقيقية .. هنا يبرز السؤال حول الأسباب الحقيقة لتفشي "موضة" الأخطاء الطبية القاتلة في كثير من المستشفيات الخاصة  التي حولت _ بدورها _قطاع الصحة باليمن إلى كابوس مخيف، حيث أصبح كثير من اليمنيين يفضلون تحمل الآلام على أن يضعوا أجسادهم تحت رحمة طبيب متهور قد يفتك بهم أو قد يتسبب في إتلاف عضو حيوي من أجسادهم إسوة بمن سبقهم من "ضحايا" الأخطاء الطبية.

  • ومات عبدالرحمن..

الشاب/  عبدالرحمن أحمد صالح مرشد هو أحد ضحايا الإهمال وتردي كفاءة الطاقم الطبي في احدى المستشفيات التي تنعت بالتخصصي ..

 قدم المريض مع بعض أفراد عائلته يشكو عدم قدرته على التبول والتبرز مع ملاحظة انتفاخ أسفل بطنه وبعد أن تم عرضه على الطبيب أصر الاخير على أن تشخيص الحالة تشير إلى التهاب في الزائدة الدودية وهو التشخيص الذي لم يتقبله أهل المريض وذويه في بادئ الأمر لولا تواصل إصرار الطبيب على ضرورة إجراء العملية وتحميل أقارب المريض كافة المسئولية في حال انفجار الزائدة الدودية_ حسب مزاعمه _ وليت الطبيب اكتفى بذلك ولكنه عند تنويه أقارب المريض إلى وجود انتفاخ أسفل بطن المريض/  عبدالرحمن أحمد صالح مما يؤكد استبعاد تشخيص الطبيب والإيماء إلى خطئه في الاستنتاجات ولكنه تمادى في غيه وجهله واكتفى بقوله" أن ذلك يأتي ضمن احتمالات التشخيص بوجود فتاق أسفل البطن "

أجريت العملية نزولا عند رغبة وإصرار الطبيب بتدخل جراحي على الجهة اليمنى لأسفل البطن وعليه خمس غرز جراحية وحينئذ تسلسلت فصول المأساة وحدث ما لم يكن في الحسبان إذ تكررت شكوى المريض/  المتوفى بعد العملية مباشرة ولوحظ الآلام الشديدة في أجزاء متفرقة من البطن واحتباس التبول والتبرز في الآن ذاته ولم تقم إدارة المستشفى وطاقمها الطبي بمتابعة المريض المتابعة المهنية بواسطة طبيب متمرس قادر على الاكتشاف المبكر لأي مضاعفات جانبية أو تدهور صحة المريض وتصاعد حدة الألم واكتفاء إدارة المستشفى بإيعاز متابعة حالة المريض للتمريض الذي تعد مهامه وقدراته محدودة وبسيطة تجاه تفاقم الحالة الكارثية وتدهور صحة المريض وهو ما أدى بدوره إلى الإهمال المتكرر في قياس وتسجيل العلامات الحيوية للمريض وتأخر وصول طاقم المستشفى مع الطبيب المختص الأمر الذي لم تكن عملية الإنعاش عندئذ فعالة وسريعة بسبب عدم جاهزية العناية المركزة وعدم توفر الأكسجين وتأخر تشغيل المولد الكهربائي وانعدام الأدوات الإسعافية اللازمة لإنقاذ حياة المريض ...

ومات عبدالرحمن .. وماتت معه أخلاق المهنة ومواثيق الشرف الطبي...

وسجلت أسباب الوفاة كما يريدها ملائكة العذاب في ساعة متأخرة من ليل الرداءة والجهل ..

وكان الاستشراغ أحد الأسباب المحتملة في تدهور حالة المريض وتحقق صعوبة في تنفسه معه ازرقاق في أرجاء جسم المريض/  المتوفى وبما يؤكد عبثية أخرى تتمثل في إعطاء المريض جرعات كبيرة من المهدئات والمنومات التي أدت بدورها إلى تثبيط عملية التنفس في الدماغ وتسريع إيقاف وظائف جسد المريض وكذلك وجود سوائل من محتويات الأعضاء في الحوض ..  فماذا يعني وجود مثل هذه السوائل وما دلالات إغفال المجلس الطبي لها وأي مسوغ أتاح لهم القفز عن الإشارة إلى ذلك . .

وأي مبرر أخلاقي دفع بهم باتجاهات تأخير القضية والتلاعب بصياغة التقرير الطبي صياغة ركيكة تخلو من المهنية وتبتعد عن الجدية والاشتراطات الأخلاقية .

إن الخطأ الطبي  والموجب للمسئولية المدنية بصفة عامة يتعلق بأداء مهنة الطب من قبل غير مختص أو طاقم طبي غير مؤهل يرى في حياة البشر سلعة رخيصة يلهو بها من لا ضمير له ... أو المهني المتمثل في الخروج عن الأصول الفنية للمهنة ومخالفة قواعد العلم والأصول الطبية المتعارف عليها أو غير ذلك من الأخطاء الناتجة عن إهمال الطبيب وتقصيره وعدم احتياطاته واتخاذ الحيطة والحذر التي يمليها عليه واجب الحرص وحسن التقدير. ..

  • الانتصار للجناة..

وناشد أقارب المتوفى  منظمات حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الصحة العالمية لمعرفة ما هو السبب الذي أدى لمثل هكذا استهتار يستخف  بأرواح الأبرياء وما الذي يجعل الحقيقة لا تحقق مجراها ولماذا لا يأخذ الطبيب المختص بعين الاعتبار كونه من أجرى العملية ومن أصر عليها. 

ودعوا للوقوف وقفة جادة أمام النيابة العامة لينال المتسبب بهذه الكارثة الانسانية جزاءه ويتوقف العابثون عن محاولاتهم اللإنسانية في عرقلة اكتشاف الحقيقة والانتصار للجناة وتواطؤ النيابة وتورطها بعد ذلك في تأخير إيصال ملف القضية للمحكمة والمثول أمام العدالة بحثا عن الإنصاف و حتى يكون الجاني عبرة لأولئك المتلاعبين بأرواح الناس...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص