الثلاثاء 01 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
العسلي يكشف عن أقوى ضربة للحوثيين ويعلن نهاية طرافي الصراع بعد شهرين ويستبعد استئناف صرف الرواتب
الساعة 16:08 (الرأي برس- تحرير خاص)

تنهيدة طويلة استعان بها خبير السياسة والاقتصاد البروفيسور سيف العسلي، قبل ان يجزم ان اليمن بحاجة الى معجزة لانتشاله من الوضع المنهار حاليا.. معجزة في تدخل الهي كتلك التي أنقذ الله بها النبي موسى واتباعه من ظلم الفرعون وحلفائه في الزمن الغابر..

لكن الخبير العسلي سرعان ما يبدو مستبشرا وهو يؤكد بلهجة الواثق أن عمر مراوغة اطراف الصراع والتي عانى منها اليمن لن تتجاوز الشهرين.

وفي وقت لايزال الموظف اليمني على أمل في استئناف عملية صرف الرواتب في اليمن الا أن الخبير السياسي البروفيسور سيف العسلي استبعد امكانية ذلك..

العسلي اعتبر استئناف عملية صرف الرواتب دون التدخل من قبل المجتمع الدولي مستحيلا، مؤكدا أن المجتمع الدولي لن يدعم الا الحكومة التي يثق بها.

يشير العسلي الذي شغل منصب وزير المالية ابان نظام الرئيس السابق علي صالح، الى حاجة اليمن الى حكومة ثالثة يثق بها المجتمع الدولي ويدعمها محذرا من ربط تشكيلها بإيقاف الحرب.

يضيف: القوى السياسية في الداخل التي استمرأت الحرب هي من تتحمل مسؤولية افلاس البلاد المتمثل بعدم صرف المرتبات..  لقد استنفذت الحرب معظم موارد المجتمع اليمني، فالدولة انهارت ولم تعد قادرة على تحصيل الموارد ويتعذر فيها ممارسة وظائف الدولة كما قال ذلك في حوار لـ"الشبيبة" ..

  • الخيار الصحيح..

لم يبدي العسلي اية اهتمام بتشكيل حكومة موازية بالعاصمة صنعاء، ملمحا الى ان كلا الحكومتين، تلك التابعة للانقلاب وحكومة الرئيس هادي تشكلان جزء من الأزمة ولن يكون لهما اية نتائج ملموسة على الواقع، لهذا هو يشدد على حكومة ثالثة تحظى بدعم المجتمع الدولي.

يقول العسلي ان المجتمع الدولي لا يمكن ان يدعم حكومة الحوثيين ولا حكومة هادي وان التحالف هو الآخر لا يثق بحكومة هادي وانما يستخدمها ورقة ضغط.. ولو كان يعتزم دعمها لحدث ذلك عقب نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن فخير البر عاجله..

وقال ان على التحالف العربي ان يربط ايقاف الحرب بإجراء انتخابات رئاسية في اليمن ، لافتا الى ان التحالف يستخدم حكومة هادي ورقة ضغط ولا يثق بها..

لم تتمكن هذه القوى بعد عامين من الدمار والقتل والتجويع السيطرة على المجتمع اليمني وليس امامها سوى الخيار السلمي فهو الكفيل بايقاف الحرب الا ان هذه القوى كما يتهمها العسلي شجعت على استمرار الحرب نكاية بالشعب اليمني مع ان التوافق على الانتخابات هو الخيار الوحيد لإيقاف الحرب وهو ما ليس مطروحا في المفاوضات.

يضيف: الحرب لم يكن لها اهداف وطنية والقوى السياسية اليمنية استغلت الحرب لتحقيق اهدافها السياسية للسيطرة على المجتمع اليمني بعيدا عن الاستحقاق المتمثل في الانتخابات وتحت شعارات الاستقلال والحرية والكرامة وكان الافضل ان تخوض المعركة في الداخل بالطرق السلمية من خلال تقديم البرامج والرؤى وفي هذه فان نجاحها سيكون نجاحا ولها وخسارتها ستكون نجاحا للشعب لانها كانت تهدف على نجاح للشعب لا نجاحها على حساب الشعب.

  • ايقاف الحرب طوعا او كرها..

يقول العسلي: هناك استهتار وعدم اكتراث من  القوى السياسية الداخلية والدول المحيطة والعالم باليمنيين.. هذه الحرب لم تكن ضرورية واستمراراها هو نوع من الجنون فلم يكن هناك عداء بين المملكة العربية السعودية واليمن من ناحية ومن ناحية أخرى فان الحوثيين الذين اظهروا عدائهم للسعودية  لا يمتلكون اية قدرة حقيقية فعلية على تهديد المملكة وكان بإمكان المملكة ان تحتوي هذا التهديد بأقل قدر من القوة وكان يمكن ان تكون هناك تسوية بدون تكاليف كبيرة لكل من اليمن والمملكة.

ويؤكد العسلي انه يجب ايقاف هذه الحرب فورا فاستمرارها يعني استنزاف ما تبقى من الموارد وفي هذه الحالة سيموت مزيد من اليمنيين بالحرب والجوع.. على كل القوى السياسية ان تدرك انها لا تستطيع تحقيق أي من اهدافها في استمرار الحرب بل ستجبر على ايقاف الحرب كرها وكان ينبغي ان توقفها طوعا وعليها ان تعترف بأخطائها لتحافظ على الحد الادنى لمشاركتها السياسية.

لكن على اية اساس يتم ايقاف الحرب.. هنا يجيب العسلي مسترسلا: الحرب بغيض ومقرف وان استمرأها الدجالون فالحرب وقودها الناس فهم من يدفعون ثمن استمرارها من عيشهم واستقرارهم ولا يوجد حرب في التاريخ استمرت حتى قيام الساعة ..

ويضيف بأن الشعب سيوقف الحرب سواء بشكل مباشر او غير مباشر ، فما يعانيه الشعب في الوقت الحاضر سيدفعه حتما لمعارضة الحرب (احتجاجات.. اعتصامات) وهذا الجانب الايجابي او من خلال الجانب السلبي والمتمثل برفض رفد جبهات القتال بالمال والسلاح والمقاتلين .. على القوى السياسية ان تقارن بين الموارد المتاحة لها بداية الحرب والمتاحة الآن.. فالحرب انتهت ولم يبقى سوى رمادها وفقا للعسلي..

  • اسقاط الانقلاب..

وحول اصرار الحكومة والتحالف على الربط بين انتهاء الحرب وإنهاء الانقلاب.. يقول العسلي: لقد اخطأ التحالف وتسبب في اضرار كبيرة على اليمنيين ودول الجوار ، فنظام هادي لم يكن كامل الشرعية كونه نظام انتقالي لم ينتخب وفقا للمعايير المتعارف عليها واكمل مدة انتخابه وقصر في مهمته وتآمر ضد المهمة التي اوكلت اليه وهي الانتقال السلمي للسلطة فلم يقم بالتهيئة للانتخابات ولم يدعو اليها، بل عمل كل ما بوسعه على ان يبقى مسيطر على السلطة وكان عليه ان يعود الى الشعب ويترك المهمة لغيره لكنه بعد ان فشل استخدم ما لديه من شرعيه في منع الشرعية الحقيقية وان كانت دول التحالف تحرص على الشرعية فعليها الاتفاق مع الشعب اليمني لا مع هادي ومع الانتخابات لا مع التآمر ضد الانتخابات ومع المصالحة بين اليمنيين لا التحريض وهي ادرك ان هادي فشل في ادارة الدول التي سيطروا عليها ولا وجود لحكومته اية حاضنة شعبية.. ولو تحملت السعودية تكاليف اعادة هادي وحكومته سيفشلون وكان بامكان السعودية تحجيم انصار الله وانقاذ الشعب اليمني من خلال ربط ايقاف الحرب بالانتخابات فالحوثيين لايريدون انتخابات ولولا الحرب لكان الحوثيين سقطوا .. الاصرار على الانتخابات اكبر ضربة توجه لانصار الله وفي هذه الحالة سيكفونا وانفسهم شرور الحوثيين ..

ويعلق العسلي على خارطة وزير الخارجية الاميركية جون كيري بشأن اليمن.. بالقول: هذه المبادرة ايجابية لأنها على الأقل كسرت العزلة التي فرضها "انصار الله" حول اليمن من خلال مهاجمتهم لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والمجتمع الدولي وعدائهم غير المبرر لاميركا وهروعهم نحو محور المقاومة فلم يستطيعوا ايجاد حلفاء دوليين لليمن ولا لهم ولا احد من العالم يدعمهم بسبب تصرفاتهم وشعاراتهم كما انهم لم يعملوا على استعطاف منظمات المجتمع المدني ولم يسمحوا بدخول وسائل الاعلام اليمنية فكل اجنبي عندهم متهما بالجاسوسية واعلامهم يمارس الاستفزاز.

ويشير الى ان التصرفات الصبيانية لأنصار الله ساعدت السعودية والتحالف على فرض حصارا مطبقا على اليمن.. ولأن مبادرة كيري لا تخدم أهداف طرفي الصراع فقد عمل الطرفان على تمييعها والدليل على ذلك ان الطرفين رفضاها بشكل مباشر او غير مباشر فالطرف الذي اعتبرها صالحة لان تكون اساس للحوار فهو يرفضها بشكل غير مباشر والطرف الذي يطالب بتعديلها فهو يرفضها..

هنا يخاطب العسلي الطرفين بان صبر اليمن والعالم قد نفذ ولم يعد لديهم سوى شهرين للمراوغة وستفرض عليهما هذه المبادرة طوعا او كرها..

لكن كيف ذلك.. يوضح العسلي قائلا: من الواضح ان الحكومة التي شكلها الحوثيين لم يعترف بها العالم الخارجي ولن تكن قادرة على فعل اية شيء بدون دعم المجتمع الدولي، كما ان الحكومة التي تدعمها السعودية قد فشلت ولم يستمر العالم الخارجي بدعمها الى مالانهاية فلابد من وجود حكومة محايدة وهي ما اشارت اليه مبادرة كيري.. والتحالف يستطيع التمرد على هذه المبادرة لكنه لايستطيع التمرد على الادارة الاميركية الجديدة والتي ستكون اكثر تشددا ضد انصار الله وضد التحالف فمن اهدافها اقامة حكومات والتعامل مع حكومات فعلية فلن تقبل التعامل مع حكومة انصار الله ولا مع حكومة هادي وينبغي على الطرفين ان يدركا ذلك..

  • تحذير..

ويقول بان المجتمع الدولي ضروري لانقاذ الاقتصاد الذي يحتاج الى دعم بحدود 5 مليار دولار للانتعاش وهو غير متاح الان والمجتمع الدولي قادرا على انقاذ اقتصاد اليمن والضغط على التحالف وتقديم الدعم لحكومة معترفة بها.

والمجتمع الدولي وفقا للعسلي رفض تقديم الدعم لحكومة هادي ولن يقدمها لحكومة انصار الله وعلى الحوثيين ان يدركوا ذلك ويتخلون عن شعاراتهم واستعداء العالم الخارجي، كما لايمكن استئناف صرف الرواتب وتميل السلع الاساسية لليمنيين الا من خلال حكومة يعترف بها المجتمع الدولي..

ويحذر  من ان يتم القبول شكلا بحكومة توافق وربط ايقاف الحرب بتشكيلها حيث التفاوض حول تشكيلها سيأخذ وقتا.

  • نصائح..

ووجه العسلي خلال الحوار عدة نصائح، داعيا  القوى المتحاربة في الداخل الى الاعتراف بأخطائها والتخلي عن قياداتها لإتاحة المجال للشباب .. ودول التحالف الى الاعتراف بأخطائها فان استطاعت اسقاط الحوثي لا تستطيع تجاهل هذه الحرب وعليهم اعادة النظر بأخطائهم..

ونصيحته للشعب اليمني ان يتبرأ من هذه الحرب ولا يبررها ويساند من يعمل على اشعالها ..

ويطالب المجتمع الدولي بالنظر الى ان هناك يمنيين يتعرضون للقتل والجوع وان يعمل على التدخل انسانيا لمساعدتهم في الخروج من الازمة فلهم نفس حقوق البوسنة والهرسك وافغانستان والعراق وليبيا وعليهم ان يعطوا الشعب اليمني نفس الاهتمام والجهود فكأن الشعب اليمني يعاقب من المجتمع الدولي دون ذنب مؤملا ان يصحو ضمير المجتمع الدولي ولو متأخرا للعمل على الحيلولة دون وقوع الكارثة..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص