توعد رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال باتخاذ اجراءات تأديبية بحق اعضاء البرلمان الذين ينتقدون علنا السياسة النقدية للحكومة، ما يطرح مزيدا من الاسئلة حول استقلال السلطة التشريعية.

وقال عبد العال الاحد للنواب إن البلاد تواجه “مؤامرات” خارجية، معتبرا ان “النقد مقبول عندما يكون بناء، لكن ليس عندما يأتي في سياق هدام”، بحسب ما اورد الموقع الالكتروني للبرلمان. وهو كان يشير بذلك الى “حملة ممنهجة في الخارج لهدم مؤسسات الدولة الدستورية”.

وتصريحات عبد العال هي الاحدث داخل برلمان يرى محللون ان تشكيلته مصممة الى حد كبير لتمرير قوانين للرئيس عبد الفتاح السيسي، من دون اثارة كثير من الجدل.

وواجه السيسي والبنك المركزي الذي يدير السياسة النقدية، انتقادات متزايدة في ضوء ازمة الدولار الحادة التي ادت الى ارتفاع الاسعار، بما في ذلك الادوية، فيما باتت مئات المنتجات غير متوافرة او يصعب العثور عليها.

ولجأ عدد من الشركات المحلية الى خفض اعمالها، في وقت تكافح لتأمين عملات بالدولار لاستيراد مواد جديدة.

وخفض البنك المركزي المصري في اذار/مارس قيمة الجنيه بنسبة 14,3 بالمئة ليصبح السعر الرسمي لبيع الدولار في المصارف 8,95 جنيها بدلا من 7,8، فيما يباع الدولار في السوق السوداء بمعدلات اعلى من ذلك بكثير.

وقال عبد العال للنواب “دأب البعض على الظهور في البرامج التلفزيونية متناولا الحديث عن السياسة النقدية للدولة، الامر الذي تترتب عليه اثار ضارة”.
واضاف “لذا يجب على كافة اعضاء المجلس عدم التحدث عن السياسة النقدية للدولة (…)”، محذرا من ان “من يخالف هذه التعليمات سيحال الى لجنة القيم”.
وانتقد النائب احمد الطنطاوي تصريحات عبد العال، وقال لوكالة فرانس برس “نحن نتعامل مع اعضاء في البرلمان، وليس مع طلاب مدارس ثانوية”.

غير ان نوابا اخرين عبروا عن تأييدهم لعبد العال.

واعتبر عضو حزب الوفد الجديد مجدي بيومي ان عبد العال “قال (ذلك) بشكل مشورة، وليس كتهديد، وهذا امر مقبول جدا”.
وقال اشرف اسكندر وهو ايضا من حزب الوفد الجديد “ان هذا يندرج في اطار الامن القومي”، مضيفا ان هناك حاجة الى مبادئ توجيهية بشأن كيفية مناقشة موضوع السياسة النقدية.

وانتخب البرلمان الحالي العام الماضي وسجلت عملية الاقتراع انخفاضا في الاقبال بنسبة 28.3 في المئة بعد عامين من اطاحة الجيش بالرئيس الاسلامي محمد مرسي واطلاقه حملة دامية ضد اتباعه.
وتوقف البث المباشر من داخل البرلمان بعد اول جلستين عقدهما، وذلك بعد ظهور عبد العال وهو يصرخ على النواب بسبب عدم اتباعهم الاجراءات.