الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قمة بين أرمينيا وأذربيجان بوساطة دولية بعد المواجهات في قره باغ
ناغورني قره باغ
الساعة 00:16 (الرأي برس - وكالات)

يلتقي مساء الاثنين الرئيسان الأرميني والأذربيجاني في فيينا، بحضور وزراء من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، في مسعى لإقناعهما بترسيخ الهدنة الهشة في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها بعد مواجهات دامية الشهر الماضي.

ولم يلتق رئيسا الدولتين منذ تصاعد العنف في النزاع الذي يعود إلى ربع قرن. وقد أدت المواجهات إلى مقتل 110 أشخاص على الأقل في نيسان/أبريل، هم مدنيون وعسكريون من الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في جنوب القوقاز.

وكانت تلك أسوأ مواجهات منذ وقف أول لإطلاق النار أبرم العام 1994، بعد حرب أهلية أسفرت عن سقوط ثلاثين ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف معظمهم من الأذربيجانيين.

وسيلتقي وزيرا الخارجية الروسي والأميركي سيرغي لافروف وجون كيري وسكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية هارلم ديزير مساء الاثنين في فيينا الرئيسين الأرميني سيرج سركيسيان والأذربيجاني الهام علييف.

ومن المفترض أن يلتقي كيري كل من الرئيسين على حده قبل الاجتماع الموسع.

وأكدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي نظّمت اجتماع الاثنين أن “خفض التوتر على طول خط ترسيم الحدود بين البلدين أمر ملح”.

وقالت موسكو إنها تأمل في أن يسمح هذا الاجتماع “باستقرار” الأوضاع، وكذلك ببدء المفاوضات حول وضع ناغورني قره باغ، المنطقة التي يشكل الأرمن غالبية سكانها وانفصلت عن اذربيجان، إلا أن المجتمع الدولي لا يزال يعتبرها جزءاً من أذربيجان.

وأعرب دبلوماسي أميركي رفيع الاثنين عن تفاؤله، معتبراً أن النزاع في هذه المنطقة “يمكن حلّه من دون غالب ومغلوب”.

وأكد أيضا أن موسكو وواشنطن متفقتان إزاء طريقة التعاطي مع ملف ناغورني قره باغ.

وصرّح الخبير السياسي المقيم في أرمينيا هرانت مالك شاهنزاريان لـ “وكالة فرانس برس″ “حالياً، الهدف الرئيسي للوسطاء هو خفض مستوى العنف وإحياء” المفاوضات، لكنه أضاف “من غير المرجح أن يتم التوقيع على أي اتفاق”.

“ابتهاج وطني” 
ومنذ سيطر انفصاليون أرمن على هذه المنطقة، وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الذي أعلن في 1994، لم يجد هذا النزاع طريقه إلى الحل، ولا تزال المواجهات قائمة على طول خط الحدود.

وبينما كانت المحادثات التي تقودها روسيا والولايات المتحدة وفرنسا تراوح مكانها في السنوات الأخيرة، قام البلدان بإعادة التسلّح بكثافة وخصوصاً أذربيجان الغنية بالطاقة.

وتتبادل باكو ويريفان الاتهامات حول اندلاع أعمال العنف الشهر الماضي، لكن عدداً من الخبراء يرون أن الهجوم كان بمبادرة من أذربيجان، التي تعاني من أزمة اقتصادية بسبب تراجع أسعار النفط.

وسيطرت القوات الأذربيجانية على عدد من المواقع الاستراتيجية، واحتفظت ببعضها، رغم هجوم أرميني مضاد، ما أدى إلى تغيير في خط الجبهة للمرة الأولى منذ 1994.

وقال توماس وال، الذي يعمل في مركز كارنيغي للسلام، في مقالة نشرها موقع بوليتيكو الالكتروني، “كانت هناك حالة من الحماسة الوطنية في جميع أنحاء البلاد ما شكّل مادة تشغل الناس عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية”.

ورأى هذا الخبير أن رئيسي البلدين اللذين يلتقيان الاثنين “يريدان أشياء مختلفة”. وأضاف أن “الأذربيجانيين يريدون مفاوضات جديدة واستخدام قوتهم العسكرية وسيلة للضغط”، في حين أن “الأرمينيين (…) متحفّظون على قبول أي شىء يمكن أن يبدو رضوخاً للضغط العسكري الأذربيجاني وطلبوا ضمانات أمنية”.

وتبدو روسيا، التي تبيع البلدين أسلحة، لكنهاأابرمت اتفاقاً عسكرياً مع أرمينيا، طرفاً أساسياً لإنهاء نزاع يخشى البعض أن يمتد إلى المنطقة.

وتعهدت تركيا، التي تتسم علاقاتها مع موسكو بالفتور، منذ إسقاطها مقاتلة روسية عند الحدود السورية، دعم حليفتها أذربيجان.

وقال الخان شاهين أوغلو، من مركز أطلس الفكري في باكو، “إذا لم يفضِ لقاء فيينا إلى أي نتيجة فإن احتمال تجدّد مواجهات نيسان/أبريل كبير”.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص