دافع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، الذي كان يتحدث يوم أمس السبت، في افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي في كوبا، عن المسار الإصلاحي لاقتصاد السوق الذي انتهجته كوبا على مدار السنوات القليلة الماضية.

وقال كاسترو، خلال افتتاح المؤتمر السابع للحزب الشيوعي في هافانا، إنه يجري تنفيذ التغييرات “ببطء ولكن دون توقف”.

وشارك نحو 1000 مندوب في افتتاح الاجتماع السياسي الأكثر أهمية في نظام الحزب الواحد في البلاد. ويعد المؤتمر، الذي يستمر أربعة أيام، الأول منذ مؤتمر الإصلاح للحزب في عام 2011.

وأوضح الرئيس، البالغ من العمر 84 عاماً، رفضه للمواقف الرجعية. وانتقد ما وصفه بـ”مشاعر الحنين” التي تم التعبير عنها في السنوات الأخيرة، التي تحنّ إلى العصر الذي كانت كوبا فيه مدعومة من الحكومة الشيوعية في الاتحاد السوفييتي السابق، ودول الكتلة الشرقية.

ويأتي المؤتمر وسط دفء في العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة، منافستها اللدود أيديولوجيا منذ فترة طويلة. وفي ضوء تحسن العلاقات، ترغب العديد من الشركات الأمريكية في دخول السوق الكوبي.

وفي خطابه الذي امتد ما يزيد على ساعتين ونصف الساعة، قال كاسترو إن “العقلية التي عفا عليها الدهر” كانت أكبر عقبة أمام الإصلاح. وفي الوقت نفسه استبعد أسلوب “العلاج بالصدمة” المؤيد للرأسمالية مع الاقتصاد الكوبي، قائلاً إنه “في الاشتراكية الكوبية، لا تستخدم أبداً وصفات الليبرالية الجديدة”.

ومن المتوقع أن يبدأ مؤتمر الحزب تغييراً في كبار المسؤولين من جيل إلى آخر، وفقاً لصحيفة الحزب جرانما.

ودافع كاسترو عن خطة للتجديد التدريجي لنخبة الشيوعيين التي تتولى المناصب الإدارية العليا العديدة فى البلاد (النومنكلاتورا)، مضيفاً أن التغيير إلى الجيل القادم يجب أن يتم في غضون السنوات الخمس المقبلة.

ومن بين أمور أخرى، اقترح كاسترو حداً أقصى للعمر بالنسبة للعضوية في المستقبل من 60 عاماً لا يتخطاه الأعضاء الجدد في اللجنة المركزية للحزب.

ويشارك الرئيس راؤول كاسترو (84 عاماً) في الحدث، الذي يتوقع أن يكون الأخير له، بعد أن أعلن في وقت سابق أنه يعتزم تسليم السلطة إلى الجيل المقبل، عندما تنتهي فترة ولايته الثانية كرئيس للبلاد في شباط/فبراير 2018.

وذكرت صحيفة الحزب أنه من المتوقع أيضاً خلال هذا الحدث، الذي يستمر حتى يوم الثلاثاء، أن يناقش 1000 من أعضاء الحزب كيفية مواصلة الإصلاحات الاقتصادية.

وخلال مؤتمر الحزب الأخير في نيسان/أبريل 2011، تم الاتفاق رسمياً على برنامج لينفذ البلد الواقع في الكاريبي الانفتاح الاقتصادي بحرص.

ويأتي مؤتمر الحزب بعد شهر واحد فقط من الزيارة التاريخية لباراك أوباما، أول رئيس أمريكي يزور الجزيرة منذ ما يقرب من 90 عاماً.