الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حكومة طرابلس غير المعترف بها تتخلى عن السلطة
حكومة طرابلس
الساعة 09:24 (الرأي برس - وكالات)

 أعلنت الحكومة غير المعترف بها دولياً في العاصمة الليبية مساء الثلاثاء تخليها عن السلطة، لتفسح المجال بذلك أمام حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من الأمم المتحدة لتسلّم الحكم، بعد أقل من أسبوع على دخولها طرابلس.

وقالت الحكومة، التي يترأسها خليفة الغويل، وأدارت العاصمة ومعظم مناطق الغرب بمساندة تحالف “فجر ليبيا” المسلح منذ آب/اغسطس 2014، في بيان تلقته “وكالة فرانس برس″ “(…) نعلمكم بتوقفنا عن أعمالنا المكلفين بها كسلطة تنفيذية، رئاسةً ونواباً ووزراء”.

وأوضحت أنها قررت التخلي عن السلطة “تاكيداً على حقن الدماء وسلامة الوطن من الانقسام والتشظي”، وأنها “تخلي مسؤوليتها وتبرأ أمام الله تعالى وأمام الشعب الليبي من أي تطورات قد تحدث مستقبلاً”.

وجاءت هذه الخطوة، التي تعزز حكومة الوفاق الوطني، بعيد تأكيد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، في طرابلس الثلاثاء أن المنظمة الأممية مستعدة لتقديم “كل الدعم اللازم” لإنجاز عملية تسليم السلطة إلى حكومة الوفاق الوطني.

وجاءت زيارة كوبلر إلى طرابلس في إطار مبادرة دعم لحكومة الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج، فيما تواصل هذه الحكومة تعزيز سلطتها في العاصمة.

وقال كوبلر في تصريحات لـ “وكالة فرانس برس″ إنه يشجع “كل الأطراف على التعاون لتسليم السلطة بشكل فوري وسلمي”، مضيفاً أن “الأمم المتحدة مستعدة لتقديم كل الدعم اللازم للوصول إلى هذه الخاتمة”.

وهذه أول زيارة للمبعوث الأممي إلى العاصمة الليبية، منذ أن منعته السلطات الموازية غير المعترف بها دولياً في المدينة من زيارتها في 23 آذار/مارس، قبيل دخول حكومة السراج المدعومة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى طرابلس.

وأكد الدبلوماسي الألماني أن زيارته هذه، التي التقى خلالها أعضاء حكومة الوفاق الوطني، جاءت “لإظهار دعم الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي لرئيس الوزراء السراج وأعضاء المجلس الرئاسي” في حكومة الوفاق.

جولة في المدينة القديمة

وذكر متحدث باسم البعثة الأممية لـ “فرانس برس″ أن كوبلر وفريقه وصلوا إلى طرابلس عن طريق مطار معيتيقة، وهو المطار الذي كانت السلطة غير المعترف بها في طرابلس قد علقت حركة الملاحة فيه أكثر من مرة، في محاولة لمنع وصول حكومة السراج اليه.

وقام كوبلر بجولة سيراً، بصحبة مرافقيه في المدينة القديمة، قرب ساحة الشهداء، حيث تبادل الأحاديث مع بعض رواد المقاهي، والتقط الصور معهم، بحسب مراسل “فرانس برس″.

وقال في تغريدة على موقع تويتر، أرفقها بصور له خلال لقائه السراج وأعضاء في حكومة الوفاق “مسرور جدًا أن اكون هنا اليوم لمناقشة المضي قدماً”.

ويرى الخبير في الشؤون الليبية في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتييا توالدو أن “زيارة كوبلر إلى طرابلس، بعدما منعته حكومة الغويل في أكثر من مرة من الهبوط في مطارها ودخولها، تظهر مدى سيطرة حكومة الوفاق على طرابلس″.

ووصلت حكومة الوفاق الوطني إلى المدينة الأربعاء الماضي بحراً. وطلب منها مسؤولون في سلطات طرابلس غير المعترف بها على الأثر المغادرة، ملمّحين إلى احتمال اعتقال رئيسها.

لكن باستثناء بعض الأعيرة النارية، وإقفال قناة تلفزيونية محلية بالقوة، بعد ساعات على وصول المسؤولين الليبيين الجدد، لم تحصل حوادث أمنية.

وبعد أقل من أسبوع على دخولها طرابلس، حظيت حكومة الوفاق الوطني بدعم سياسي واقتصادي كبيرين مع إعلان بلديات مدن في الغرب وفي الجنوب الولاء لها، ونيلها تأييد المؤسسات الحكومية المالية والاقتصادية الرئيسية، وهي المصرف المركزي، والمؤسسة الوطنية للنفط، والمؤسسة الليبية للاستثمار في طرابلس.

 اعادة فتح سفارات 

وإلى جانب الدعم المحلي السياسي والاقتصادي والأمني، تلقت حكومة السراج مزيداً من الدعم الخارجي مع إعلان سفارات دول عدة البحث في إعادة فتح سفاراتها في العاصمة.

وأعلنت تونس الاثنين إعادة فتح سفارتها وقنصليتها في طرابلس، بعدما كانت أغلقتهما على التوالي في 2014 و2015، إثر خطف عدد من موظفيهما.

في باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، إثر محادثات مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء “تلقينا بسعادة كبيرة قرار تونس إعادة فتح سفارتها في طرابلس″.

وأضاف أن “مسالة (إعادة فتح) سفارتنا قيد البحث. نتمنى أن تستقر الأوضاع″، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة أيضاً “لمساعدة الحكومة الليبية في مسالة الحفاظ على أمنها إذا طلبت منا ذلك”.

وذكر كوبلر في تصريحاته لـ “فرانس برس″ أن الأشخاص الذين التقاهم خلال تجوله في المدينة القديمة طلبوا “عودة السفارات والأمم المتحدة إلى طرابلس″، بعد أكثر من سنة ونصف سنة من إغلاق أبوابها إثر المعارك التي شهدتها العاصمة بين الجماعات المسلحة فيها.

ويتطلع المجتمع الدولي إلى استقرار حكومة السراج بشكل كامل في طرابلس لمساندتها في مواجهة خطر تمدد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ليبيا، ومكافحة الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية نحو أوروبا.

وانبثقت حكومة السراج عن اتفاق سلام وقع في المغرب في كانون الأول/ديسمبر، برعاية الأمم المتحدة من أعضاء في برلمان طرابلس وبرلمان طبرق (شرق)، الذي يحظى بالاعتراف الدولي. لكن التوقيع حصل بصفة شخصية.

وولدت الحكومة استناداً إلى بيان تأييد موقع من 100 نائب، من بين 198 بعدما فشل البرلمان في عدة مناسبات في عقد جلسة للتصويت على منحها الثقة، بسبب عدم اكتمال النصاب.

وجدد كوبلر الثلاثاء دعوته البرلمان المعترف به في طبرق (شرق) إلى الالتئام “والموافقة على حكومة الوفاق الوطني”، مضيفاً أن ليبيا “يجب أن تبقى موحدة، وهي تسير على طريق السلام والأمن والازدهار”.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً