رحب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، بموافقة مجلس الأمن الدولي،  الأربعاء، على قرار تقدمت به واشنطن، يقضي بفرض عقوبات مشددة على كوريا الشمالية، بهدف الضغط عليها للتخلي عن برنامجها النووي.

وتلا نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق على الصحفيين بياناً لبان كي مون، قال فيه إن “حصول القرار على إجماع أعضاء المجلس (15 دولة)، يبعث رسالة واضحة مضمونها أن كوريا الشمالية يجب أن تعود إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها الدولية”، داعياً جميع الدول الأعضاء للعمل على تنفيذ القرار.

وأضاف فرحان حق، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، اليوم، أن بان كي مون اعتبر القرار بمثابة “ردٍ حاسمٍ من مجلس الأمن بهدف وضع حد لدوامة الاستفزاز واستئناف الحوار وفقاً لرؤية موحدة من المجتمع الدولي”.

وتابع قائلًا: “يؤكد الأمين العام مجدداً، التزامه بالعمل مع جميع الأطراف للحد من التوتر، ونزع السلاح النووي بشكل يمكن التحقق منه في شبه الجزيرة الكورية، ويشدد على أهمية الدور الحاسم للمساعدة الدولية في الحفاظ على حياة الملايين في البلاد.

كما جدد الأمين العام دعوته لكوريا الشمالية، إلى بذل المزيد من الجهد لتحقيق الرفاهية لشعبها وتحسين حقيقي في مجال حقوق الإنسان، الذي يعد الأساس الضروري للأمن والاستقرار على المدى الطويل”.

وتأتي العقوبات التي وافق عليها مجلس الأمن اليوم، عقب شهرين من إعلان بيونغ يانغ إطلاق قنبلة هيدروجينية، وبعد شهر واحد فقط من تأكيدها إجراء تجربة على نطاق واسع لاختبار صواريخ بالستية محظورة تحت ستار إطلاق قمر اصطناعي للفضاء.

ويدين القرار “بأشد العبارات، التجربة النووية التي أجرتها مؤخراً، جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، في 6 يناير/كانون ثان الماضي، في انتهاك وتجاهل سافر لقرارات المجلس ذات الصلة”.

وجدد التأكيد على مطالبة مجلس الأمن السابقة لبيونغ يانغ بـ”التخلي عن جميع الأسلحة والبرامج النووية الحالية بشكل كامل، وعن أسلحة الدمار الشامل، والتوقف فوراً عن جميع الأنشطة ذات الصلة”.

ويمنع القرار ، جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، من “تنظيم أو تعليم متخصصين لرعايا كوريا الشمالية في أراضيها، في مجالات قد تسهم فيما تقوم به بيونغ يانغ، من أنشطة نووية حساسة”.

كما نص على “خضوع جميع الشحنات المتجهة من وإلى كوريا الشمالية لتفتيش إلزامي، إضافة لفرض حظر على تصديرها الفحم والحديد والذهب والتيتانيوم والمعادن الأرضية النادرة، وحظر استيرادها وقود الطائرات بما في ذلك وقود الصواريخ، إضافة إلى كل المواد المتعلقة بالنشاط النووي”.

وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية الجمعة الماضية لمجلس الأمن مشروع قرار جديد بتشديد العقوبات على بيونغ يانغ، هو الخامس في حال إقراره، منذ بدء كوريا الشمالية أولى تجاربها النووية عام 2006.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، إن “جلب كوريا الشمالية لطاولة المفاوضات يتطلب استمرار الموقف الموحد لأعضاء مجلس الأمن الدولي إزاء أنشتطتها النووية”.

وأضافت في تصريحات أدلت بها، عقب التصويت على مشروع القرار، إن “مواصلة كوريا الشمالية لبرنامجها النووي يمثل تهديداً متزايداً واستثنائياً، ليس فحسب لشعب كوريا الشمالية، وإنما لاستقرار شبه الجزيرة الكورية”.