الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
للمرة الأولى في تاريخها.. الشرطة المصرية تعتذر عن تعذيب مواطن وقتله في الصعيد
اعتذار  الشرطة المصرية
الساعة 19:41 (الرأي برس - وكالات)

للمرة الأولى في تاريخها، قررت الشرطة المصرية تنظيم مسيرة باللافتات بمنطقة العوامية بمدينة الأقصر جنوب مصر، الأحد 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، بمشاركة عدد من الضباط والأفراد؛ لتقديم واجب العزاء في وفاة مواطن يدعي طلعت شبيب، اتهم أهله الأمن المصري بقتله تحت التعذيب الشديد في قسم الشرطة.

صفحة غير رسمية لرئاسة الجمهورية، ذكرت أن الرئيس السيسي طالب وزير الداخلية بإيقاف أي ضابط عن العمل واتخاذ الاجراءات القانونية لكل من يقوم بانتهاك حقوق المواطنين.

وشهد الأسبوع الجاري وفاة 4 مصريين داخل 4 أقسام شرطة تحت وقع "حالات تعذيب"، بحسب أهالي الضحايا، ما أثار غضب عائلاتهم، وقيام فضائيات مصرية بتوجيه انتقادات لجهاز الشرطة وعودة المطالبات التي انتشرت عقب ثورة يناير 2011 بـ "تطهير الشرطة".

وكانت قوة من قسم شرطة الأقصر ألقت القبض على المواطن شبيب، ذو الـ 47 عاما، أثناء تواجده في مقهى الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وقامت باقتياده إلى قسم الشرطة ثم فوجئت عائلته بنقله إلى مستشفى الأقصر الدولي جثة هامدة وفق تقرير صادر من إدارة المستشفى، وذلك بعد وقت قصير من إلقاء القبض عليه.

وقام أهالي القرية بالتظاهر أمام قسم الشرطة وألقوا الحجارة على القوات، وتم القبض على 24 منهم، ثم تم إطلاق سراحهم بمبادرة من الشرطة لتلافي تصعيد الأحداث

وقام الأهالي بمسيرة الجمعة، وردد المشاركون فيها هتافات مناوئة للشرطة، وطالبوا بتقديم المتهمين بقتل المواطن المصري للعدالة، وإقالة مدير الأمن.


وبعد سلسلة من التدخلات وإحالة الضابط للتحقيق لدي النيابة العام، قالت مديرية أمن الأقصر اليوم الأحد 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بحسب صحف مصرية، إن المشاركين من الشرطة في مسيرة الاعتذار لأهالي القرية سيحملون لافتات كبيرة مكتوب عليها "نعلن نحن مديرية أمن الأقصر قيادة وضباط وأفراد، عن خالص تعازينا لأبناء العوامية وأهالي محافظة الأقصر، في وفاة المغفور له بإذن الله، المرحوم طلعت شبيب".

وأضاف مديرية الأمن أن "شرطة الأقصر تعلن عن استعدادها الكامل للتحقيقات الموسعة التي تجريها النيابة العامة، وسنطبق القانون على أي فرد حال ثبوت تورطه في الاعتداء على الفقيد قبل وفاته ولو بكلمة جارحة".

4 قتلي في أسبوع

وشهدت الآونة الأخيرة تصاعدا في حالات قتل محتجزين ومعتقلين داخل اقسام الشرطة والمعتقلات عقب القبض عليهم، وفي أقل من أسبوع، وقعت 5 تجاوزات من الشرطة ضد مواطنين في محافظات الأقصر، والقليوبية، والإسماعيلية، وأكتوبر، والقاهرة، تمثلت في تعذيبهم وإهانتهم، ونتج عنها وفاة 4 أشخاص.

فيما بلغ عدد القتلى بفعل التعذيب بحسب رصد صحف وفضائيات مصرية 6 قتلى و7 حالات تعذيب بأقسام الشرطة فيما سمي "نوفمبر الأسود".

ونقل الناشط الحقوقي جمال عيد عن سوزان فياض العضو بـ"مركز النديم" الذي يرصد قضايا التعذيب تأكيدها وقوع 17 واقعة تعذيب في قسم شرطة المطرية بالقاهرة في 14 شهر فقط، توفي منهم 14 ضحية.


وأبرز هذه حالات نوفمبر/تشرين الثاني كانت حالة موطن الأقصر، وطبيب صيدلي قتل في الإسماعيلية، بعد القبض عليه وضربه في صيدليته، بحسب فيديوهات الصيدلية، وفي قسم الشرطة وتوفي على الفور واحتجت نقابة الصيادلة، وطالبت بالتحقيق في الواقعة، وأصدرت مديرية الأمن قرارا بنقل الضابط المتهم، محمد إبراهيم، إلى ديوان المديرية، للتحقيق معه، وقالت النيابة إنها تحقق في الأمر.


"مفيش حاتم بيتحاكم"
وتداول رواد الشبكات الاجتماعية صورًا لعدد من رسوم "الجرافيتي" المرسومة على جدران الأقصر، في مسيرة نظمها أهالي المحافظة تنديدًا بوفاة المواطن طلعت شبيب، على هيئة رجل شرطة شاهرًا مسدسه، على غرار فيلم "هي فوضى"، للمخرج الراحل يوسف شاهين والمخرج خالد يوسف، ومكتوب تحتها "مفيش حاتم بيتحاكم"، نسبة إلى بطل الفيلم خالد صالح، الذي أدى دور ضابط شرطة فاسد اسمه "حاتم" يعذب المواطنين.

واعترف اللواء عبد الكريم خلال مداخلة هاتفية في برنامج "السادة المحترمون" على فضائية "أون تي في" مساء أمس السبت، بأن "هناك حالات كثيرة لتجاوزات من جانب رجال شرطة وأفراد أمن لا تصل إلى وسائل الإعلام، ولكن الوزارة تتخذ حيالها الإجراءات القانونية اللازمة لردع المخالفين".

وقال اللواء إن التعذيب داخل أقسام الشرطة "حالات فردية ستم إحالتها للتحقيق"، مطالبا بعدم حصر الوزارة في 7 أو 8 أو 10 حالات تعذيب.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص