الاربعاء 09 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 8 اكتوبر 2024
آلاف المدارس باليمن أخرجتها الحرب عن الجاهزية
الساعة 15:35 (الرأي برس- عبدالحافظ الصمدي)

طفلتي "ياسمين" تحن للعودة الى المدرسة لكنني لست مستعدا لذلك، فلا حالتي المادي تسمح لتدريسها والوضع الامني مقلق للغاية ومدرستها تدمرت بقذائف حوثية.. هكذا قال أحد الاباء في محافظة تعز في تعليقه على سؤال طرحناه عليه بشأن وضع التعليم في البلاد..

لا يخفى عن العالم آثار الحروب المدمرة منذ بدأ غزوات مليشيا الحوثي في المناطق والمدن اليمنية، كيف اذا ما صارت البلاد مسرحا لعمليات عسكرية ذات ابعاد دولية..

معلومات حكومية تشير في هذا الصدد الى كارثة حلت بالتعليم باليمن، وأن آلاف المدارس أخرجتها الحروب عن الجاهزية..

ويواجه قطاع التعليم باليمن تحديات كبيرة اثر الفوضى التي تعيشها البلاد؛ حيث توقفت معظم المدارس اليمنية فيما تحولت عدد من المدارس الى ثكنات عسكرية للمليشيا.

وفي هذا السياق كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام التربوي عن أن هناك قرابة 1000مدرسة بمحافظة تعز غير جاهزة لبداية عام دراسي جديد.

وحسب مصادر تربوية فإن 70 بالمائة من اجمالي المدارس اليمنية أغلقت قبل نهاية العام الدراسي بسبب الاحداث باليمن.

وبسبب الفوضى التي تعيشها الوزارات والمؤسسات اليمنية اثر سيطرة مليشيا الحوثي، تأخر بدء العام الدراسي شهرين الى الآن.

بعض المدارس الحكومية فتحت ابوابها في العاصمة صنعاء، الا ان الآباء لا يزالون متخوفين من ارسال ابنائهم للدراسة بسبب الوضع الامني المنفلت والقصف المفاجئ الذي قد يؤثر على نفسية التلاميذ ان لم يستهدف مباني المدارس.

وتقول مصادر تربوية ان الحرب تسببت بعزوف الملتحقين بالدراسة من سن 7 سنوات الى 15 سنة بنسبة 47 بالمائة.

وفي محافظة تعز يبدو ان قطاع التعليم اكثر تضررا من بقية المحافظات نظرا لما تعرضت له المدارس من تدمير ولاستمرار الحرب القائمة هناك والقصف العشوائي الذي تشنه مليشيا الحوثي على الاحياء السكنية.

وقال المركز ان  أكثر من  160مدرسة في تعز تعرضت للانتهاك منها : 60مدرسة تعرضت للقصف المباشر وتضررت بشكل كلي أو جزئي و62مدرسة تستخدم مراكز لإيواء النازحين، و38مدرسة تستخدم لاعمال عسكرية .

وأشار الى أن 92 من مدارس مدينة تعز لم تستكمل نتائج إمتحانات طلاب النقل للعام الدرسي الماضي 2014- 2015م وتوصلها إلى الإدارات التعليمية في المديريات أو المحافظة .

و فيما يخص الإمتحانات الوطنية، لطلبة الصفين التاسع والثالث الثانوي ،فقد أجلت الوزارة إمتحانات 7مديريات بمحافظة تعز ضمن المديريات والمحافظات المؤجلة امتحاناتها ؛ لعدم توفر الاجواء الآمنة و هي: شرعب السلام ، مشرعة وحدنان ، صبر الموادم ،  التعزية ،المظفر، القاهرة ،صالة .

ويمثل طلاب هذه المديريات 50./. من إجمالي طلاب المحافظة المتقدمين للامتحانات ذاتها ،الذين يزيد عددهم على  (100.000) ألف طالب وطالبة .

وتقول الارقام الواردة إلينا أن عدد الطلبة المتقدمين للإمتحانات في مديريات المدينة الثلاث  " القاهرة - المظفر ،صالة" لا يقل عن (23) ألف طالب وطالبة يمثلون 24% من إجمالي الطلاب المتقدمين بالمحافظة للامتحانات ذاتها نصفهم طالبات .

كما تصل نسبة الطالبات الى 26/من  اجمالي الطالبات المتقدمات للامتحانات على مستوى المحافظة  الى 11./. من إجمالي الطلاب والطالبات .

فيما يقدر المتقدمين للامتحانات من ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين) بالعشرات  .

مراكز للجبايات الامتحانية

وقال مركز الدراسات والإعلام التربوي في تقريره الثاني حول امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية إن أعمال العنف والنزاعات المسلحة التي تشهدها بعض المحافظات اليمنية تسببت بحرمان أكثر من 150 ألف طالب وطالبة من أداء امتحاناتهم، نحو 50 ألف طالب منهم في تعز.

وحذر التقرير من النتائج غير الدقيقة للامتحانات التي تُجرى في ظل غياب تام للجان الأمنية وضعف في أعداد وكفاءة المراقبين وعدم توحد نماذج الامتحانات. وسهّل كل هذا وقوع مخالفات جسيمة وصلت إلى 4732 انتهاكاً منها 1861 في امتحانات الشهادة الأساسية، وقد تنوعت الانتهاكات بين ممارسة غش جماعي وانتحال شخصية وغش فردي واقتحام مراكز بالسلاح والجمهرة.

وأكد التقرير تراجع مستوى شفافية الوزارة ممثلة باللجنة العليا للامتحانات ولجانها الفرعية وامتنعت عن اطلاع الرأي العام على المخالفات والانتهاكات التي تصاحب عملية الامتحانات. وكشف التقرير عن تعرض بعض الطلبة لعملية ابتزاز وجبايات مالية من قبل رؤساء اللجان الامتحانية مقابل تسليمهم أرقام إثبات الشخصية (أرقام الجلوس)، وقد تراوحت المبالغ المفروضة على الطلبة في بعض مراكز محافظة تعز ما بين 1500-3000 ريال على الطالب الواحد، وهو أمر مخالف للوائح وتشريعات وتعميمات الوزارة.

وأوضح التقرير أن الأوضاع الأمنية وما صاحب عملية الامتحانات من قصف عنيف للطيران على العاصمة صنعاء عرّض الطلبة لحالة هلع ورعب وجعلهم يغادرون قاعات الامتحانات في الدقائق الأولى، فضلاً عن عدم قدرة بعض الطلبة من الوصول إلى مراكزهم جراء القصف العنيف، حيث بلغت نسبة الغياب في أحد مراكز العاصمة صنعاء إلى 20%، كما أدت الأوضاع الأمنية إلى توقف مراكز عن الامتحانات منها مركزان في مديرية المخا بتعز.

تعيش اليمن كل هذه المآسي التربوية التي تهدد مستقبلها ومستقبل أولادها وتراجع مستواهم التعليمي ونوعيتها، إذ تشير المعلومات أيضاً إلى أن الحوثيين استبدلوا المنهج الدارسي المعتمد، بمنهج دراسي جديد يروّج لأفكارهم المتطرفة ويحرض على الدول العربية والخليجية ويروج لقصص قادتهم الذين سقطوا في السنوات الخمس الماضية مثل حسين الحوثي شقيق زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.

كذلك أكدت تقارير محلية أن المليشيات أجبرت الطلاب القاصرين على مغادرة صفوف الدراسة والالتحاق بجبهات القتال. أما "جائزة" هؤلاء، فهي شهادة تعليمية يتلقونها من دون امتحانات تقيمية، بل كـ"تقدير" لمشاركتهم في القتال.

* المصدر: موقع العين الاخباري

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص