الاربعاء 09 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 8 اكتوبر 2024
تقرير أميركي يسرد تفاصيل المؤخرة الحديدية التي دفعت "بوش" لغزو العراق
الساعة 16:47 (الرأي برس- متابعات)

بعد سنوات من التحفظ  خرج بوش الأب عن صمته ليدلي بتصريحات لكاتب سيرته الذاتية جورج ميتشام حول البطانة الفاسدة التي كانت تحيط بإدارته وإدارة ابنه جورج بوش على رأسهم نائبه تشيني ووزير الدفاع رامسفيلد، حيث وجه لهما انتقادات لاذعه نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في عددها اليوم الخميس.

وقالت الصحيفة إن بوش العجوز أكد بأن تشيني استغل مركزه لبناء إمبراطوريته الخاصة وسهل للمحافظين الجدد أو ما يعرف بالصقور السيطرة على صنع القرار الأمريكي ووصفه بـ(صاحب المؤخرة الحديدية) نسبة لاختياره الحرب في حل المشاكل ووقوعه تحت تأثير زمرة من المتشددين، معربا عن اعتقاده بأنه كان واقعا تحت سيطرة زوجته لين والتي وصفها بأنها “ذات مؤخرة حديدية أيضا” وابنته ليز واللتين تعدان من المحافظين المتشددين وبأنهما كانتا تتخذان معظم القرارات نيابة عنه.

 أما رامسفيلد فقد وصفه بوش بـ”التابع المتعجرف” وبأنه كالجواد الجامح المغرور ،ينقصه التواضع يهاجم غير آبه بما يعتقد به الآخرون،كما حمله مسؤولية الأضرار التي لحقت بالولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر عام 2001، والدخول إلى حروب أفغانستان والعراق.

واقتصر نقده لابنه جورج بوش الصغيرعلى تحميله مسؤولية التساهل مع تشيني ورامسفيلد وإعطائهما مزيدا من القوة، وبأنه كان مغرما بإطلاق تصريحات تحمل رائحة الحرب، بعضها منه شخصيا وبعضها الآخر ممن يحيطون به، حيث قال بوش العجوز:”إن التصريحات المتشددة قد تتصدر عناوين الصحف لفترة، ولكنها أبدا لن تحل أزمة دبلوماسية”.

وعند سؤاله عن تصريحات بوش الابن عام 2002 عن محور الشر (كوريا وإيران والعراق) قال بوش العجوز:”أنت تعود بي للتاريخ، والتاريخ أثبت أن هذه التصريحات لم تفدنا بشئ”.

وقالت الصحيفة إن المذكرات التي ستنشر تحت اسم “قدر وقوة:ملحمة جورج هيربيرت ولكر بوش الأمريكية” تأتي في وقت يسطع فيه اسم عائلة بوش ثانية في سماء الولايات المتحدة، ،من خلال ترشح ابنه جيب بوش للانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي يعاني في حملته الانتخابية، بعد أن سجلت عائلته رقما قياسيا في مدة الجلوس على عرش البيت الأبيض.

ويرى بوش البالغ من العمر 91 عاما والذي يعاني من مرض باركينسونز أن سمعته قد تحسنت مع مرور الوقت.

وبالإضافة إلى ما قاله بحق تشيني ورامسفيلد يكشف الكتاب عن حالة من القنوط والخذلان وعدم الاعتراف بالنصر عاشها بوش بعد حرب الخليج وهو ما منعه من الترشح لفترة رئاسية ثانية، ويشير الكتاب أيضا إلى أن مرشح الحزب الديمقراطي الحالي دونالد ترمب أراد أن ينافس بوش في انتخابات عام 1988، وإلى أن ابنه جيب بوش هو من أقنعه بالاستغناء عن نائبه دان كوايل.

كما يشير الكتاب إلى مشاحنات بين باربرا بوش ونانسي ريغان التي تكن لها العداء، كما يتطرق إلى تكليف تشيني لإجراء دراسة حول كمية الأسلحة النووية التكتيكية التي قد يحتاجها الجيش الأمريكي للقضاء على قوات الحرس الجمهوري العراقي.

كما يصف الكتاب التطور الذي طرأ على فكر السيدة بوش في بعض القضايا كزواج المثليين، وفي التسجيلات يقول بوش أثناء تحضيرة لانتخابات عام 1988 :”إن الأمريكيين لا يريدون تقنين زواج المثليين”، ولكن بعد التقاعد شارك بوش في حفلات زواج للمثليين وفي سبتمبر من هذا العام بعث بتوضيحات لكاتب المذكرات لتبرير الأمر قال فيها:”أنا شخصيا مازلت أؤمن بالزواج التقليدي، ولكن من حق الناس أن يفعلوا ما يريدون، وأن يشعروا بالسعادة بالطريقة التي يحبذون”.

ولكن أكثر النقاط المثيرة للاهتمام في المذكرات هي نظرته لإدارة ابنه وبطانته، وخصوصا تشيني الذي نهج اسلوبا مختلفا عن أسلوب بوش عندما كان في إدارة ريغان.

ويستطرد بوش قائلا :”لقد تغير تشيني عن ماكان عليه في فترة حكمي، لقد أصبح أكثر تشددا ويعزو ذلك إلى أحداث سبتمبر، ويريد أن يقاتل أي أحد و لأي سبب، إنه ليس تشيني الذي عملت معه لسنوات”.

وبالرغم من كل هذه الانتقادات يطلق بوش وصف الرجل الطيب على تشيني، ويقول :”إن الخطأ الذي حدث هو السماح له بالتمادي وتجاوز الحدود وخصوصا في السياسة الخارجية، وهذا ليس خطأه بل خطأ الرئيس”.

وعند الحديث عن حرب العراق تكلم بوش بفخر عن الإنجازات الأمريكية فيها وتأييده لها على عكس ما يتوقع القارئ، فقد بدا بوش فخورا باعتقال صدام حسين والقضاء على جيشه وحتى إعدامه حيث قال فيها:”إنها لحظة فخر تاريخية للأمة الأمريكية”، ولكنه رفض مقارنة حربه ضد العراق بحرب إبنه، ونفى أنه استنكر قرار ابنه فيها فقال:”إنهما حربان مختلفتان في الأسباب والأهداف والوسائل، لقد رحل صدام ورحلت معه الوحشية والفظاعة والقبح”، وأضاف”ببساطة لا تقارنوني به إنه إبني وقد فعل ما باستطاعته لخدمة أمريكا”.

وتقول الصحيفة إن الكاتب أطلع تشيني على بعض الملخصات عن هذه المذكرات، فكانت ردة فعله أن ابتسم قائلا:”إنه أمر مثير وجذاب، لقد كان يكلمني أحيانا ولكنه لم يوجه لي كلاما كهذا من قبل”، ولم ينكر تشيني تبدله بعد أحداث سبتمبر فقال:”بالتأكيد تغيرت وخصوصا بعد أن ذهبنا إلى تلك المناطق التي تعج بالإرهاب، لا تنسى أننا فقدنا أكثر من 3 آلاف مواطن، لقد كانت أكبر من ضربات  بيرل هاربر، لقد اقتضى الأمر اتخاذ إجراءات غير اعتيادية”.

وأضاف تشيني:”بالطبع كان الأمر مختلفا عن عملي مع بوش الإبن، ولكنني كنت أفعل مايطلبه مني بوش الابن، وأرفض أن يعزى ذلك لليز ولين”.

أما بوش الإبن فقال بعد أن اطلع على ملخصات الكتاب:”لم يقل لي ذلك أبدا، لا خلال فترة حكمي ولا بعدها، غير أنني أقدر رأي تشيني لقد كان أحد مستشاريي وكنت آخذ برأيه أحيانا وحسب القضية التي أستشيره بها”.

وأضاف بوش الابن :”لم يأت إلي يوما قائلا  (إكبح جماح تشيني إنه يفسد إدارتك) فهذا ليس من طباعه الشخصية، لقد كنت اتخذ القرارات بنفسي وهذه فلسفتي”.

وعن تصريحاته الحادة قال بوش الإبن:”صحيح لقد كنت أطلق هكذا تصريحات، ويبدو أنها لم تعجب البعض بمن فيهم والدي ولكنه أبدا لم يلمح لي بشأن ذلك من قبل”.

المصدر: إرم

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص