الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
وسط ترحيب معارضين وتبرير حكومي.. استمرار الإقبال الضعيف بانتخابات مصر
الانتخابات المصرية البرلمانية
الساعة 22:07 (الرأي برس - الأناضول)

غلب الإقبال الضعيف على مراكز اقتراع المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية التي تجري في 14 محافظة مصرية،  قبيل ساعة من انتهاء اليوم الثاني والأخير في عملية التصويت، وسط ترحيب معارضين وتبرير حكومي، بحسب مراسلي "الأناضول" وبيانات وتصريحات صحفية ومعارضة. 

وتجرى انتخابات المرحلة الأولى التي تستمر حتى التاسعة من مساء اليوم الإثنين بالتوقيت المحلي(19تغ)، في محافظات الجيزة (غربي العاصمة)، والفيوم، وبني سويف، والمنيا (وسط مصر)، وأسيوط، والوادي الجديد، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر (جنوب)، والإسكندرية، والبحيرة، ومرسى مطروح (شمال)، بحسب اللجنة العليا للانتخابات (هيئة قضائية). 

وبحسب رصد مراسلي "الأناضول" وتقارير إعلامية، فقد كان الإقبال الضعيف وتصويت كبار السن غالبا في أغلب المحافظات التي يتم التصويت فيها خلال المرحلة الأولى، باستنثاء إقبال متوسط في بعض مراكز الاقتراع في الإسكندرية (شمال).  

وقالت "البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية المصرية"(غير حكومية)، إنه "لا تزال معدلات المشاركة منخفضة كثيرا عن مثيلتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المصرية الماضية، مع استمرار بروز مشاركة كبار السن". 

 

و"البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية في مصر 2015"، هي تحالف يضم منظمتين دوليتين غير حكوميتين وهما الشبكة الدولية للحقوق والتنمية GNRD بالنرويج والمعهد الدولي للسلام والعدالة وحقوق الإنسان IIPJHR بجنيف، بالإضافة إلى منظمة دولية حكومية وهي السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا COMESA، إضافة لمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان(المصرية).‎

هذا العزوف عن المشاركة في الانتخابات، رحّب به بيان لمعارضين مصريين بارزين(أغلبهم خارج البلاد) قائلا: "الشعب كان معلّماً للجميع، ولم يتخذ موقفه بالمقاطعة استجابة لدعوة جهة أو حزب أو فئة وإنما انطلاقاً من وعيه بأن الطريق الذي تسير فيه البلاد يُنذر بكوارث غير مسبوقة لا يمكن تدارك آثارها". 

وداعيا لاستغلال حالة "العزوف الشعبي"، قال بيان المعارضين المصريين الذي حصلت "الأناضول" على نسخة منه، إن "الشعب المصري أعطى إشارة البدء للانخراط في حملة للتغير تستعيد الحرية وترد الحقوق لأهلها"، مضيفا: "ندعو كل العقلاء في مصرنا لالتقاط الرسالة والالتفاف حول مطالب الشعب الجامعة واستعادة الصف الواحد لإنقاذ مصر". 

ومن أبرز من وقّع على البيان "أيمن نور(زعيم حزب غد الثورة)، ثروت نافع(برلماني سابق)، حاتم عزام(برلماني سابق)، سيف عبد الفتاح(أستاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة)، طارق الزمر(رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية)، الشاعر عبد الرحمن يوسف، عمرو دراج(قيادي إخواني)، محمد محسوب(وزير سابق)، يحيى حامد(مستشار أول رئيس مدني منتخب بمصر محمد مرسي)".

على النقيض، ظهرت حملة تبريرات من قبل الدوائر الحكومية، للعزوف الملحوظ عن المشاركة في العملية الانتخابية، والذي نقلته القنوات الفضائية المؤيدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر بث مشاهد مباشرة من مراكز اقتراع تعاني من الإقبال الضعيف، بحسب ما تابع مراسل "الأناضول". 

أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أعرب في بيان له مساء اليوم، حصلت "الأناضول" على نسخة منه، عن "اندهاشه لمحاولات القفز إلى استنتاجات بشأن نتائج الانتخابات ومدلولاتها".

وقال: "أي مراقب أو محلل يتمتع بحد أدنى من المصداقية والإلمام بديناميكيات الحياة السياسية في مصر، يدرك بما لا يدع مجالا للشك أن الانتخابات البرلمانية هذا العام تخضع لاعتبارات ومعايير كثيرة ومتشعبة، يرتبط بعضها بوضع الأحزاب والقوى السياسية، وبرامج المرشحين، ومدى معرفة الناخب بها، وحالة الإرهاق الانتخابي التي تمر بها مصر بعد ثماني انتخابات على مدار أربعة أعوام، فضلا عن تراجع حالة الاستقطاب السياسي السلبية التي خيمت على أجواء انتخابات سابقة". 

وردا على تقارير إعلامية وصحفية أشارت إلى ضعف الإقبال على المشاركة في الانتخابات، قال اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء المصري لشؤون الانتخابات في تصريحات له على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، إنه "لا توجد آلية بمصر تستطيع تحديد مستوى المشاركة في الانتخابات البرلمانية بشكل دقيق وحقيقي". 

وأضاف قمصان أن "الانتخابات البرلمانية تتوقف على جهد المرشحين ومدى ارتباط الناخبين بهم، بالإضافة إلى العديد من الاعتبارات مثل كثرة عدد المرشحين وعدم وعي الناخبين بهم، كل هذه الأمور ممكن أن تزيد من نسبة العزوف عن المشاركة بشكل أو بآخر.. ولكن المحك الحقيقي في نهاية الجولتين الأولى والثانية". 

عبد الله فتحى رئيس نادي القضاة(ممثل لقضاة مصر)، أقر بضعف إقبال الناخبين، وقال في تصريحات صحفية تناقلتها عدد من المواقع المحلية: "ضعف الإقبال من جانب الناخبين بالمرحلة الأولى يسأل عنه بشكل أساسي الإعلام والسياسيين والمرشحين، هذا فضلًا عن حالة الإحباط التي يمر بها الشعب المصري بسبب الظروف الاقتصادية". 

وفي مؤتمر صحفي في وقت سابق من اليوم الإثنين، تابعه مراسل "الأناضول"، نفى عمر مروان المتحدث باسم اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات وجود قرار بمد تصويت المصريين في الداخل بالمرحلة الأولى ليوم ثالث قائلا: "كان هناك شائعة بمد التصويت ليوم ثالث واللجنة لم تقرر ذلك".    

وبحسب مراسلي "الأناضول"، شهدت مراكز الاقتراع، أمس الأحد، إقبالا ضعيفًا من المصوتين في كل محافظات المرحلة الأولى، مع غياب ملحوظ لفئة الشباب، وتصدّر كبار السن والسيدات المشهد، وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات تفعيل قرارها بتجميع أسماء المتخلفين عن التصويت، وإحالتها للنيابة لدفع غرامة مالية 500 جنيه(62 دولارًا تقريبًا).

واضطرت الحكومة المصرية في محاولة منها لتشجيع المواطنين على الإقبال للتصويت في المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية والتي تجري في 14 محافظة، إلى تخفيض عدد ساعات العمل في المؤسسات الحكومية اليوم الإثنين إلى النصف.

وانطلقت المرحلة الأولي من انتخابات مجلس النواب يومي 17 و18 أكتوبر/ تشرين الأول، خارج البلاد، و18 و19 من الشهر نفسه داخلها، على أن تكون المرحلة الثانية في شهر نوفمبر/ تشرين ثان على أن ينعقد المجلس نهاية العام.

والانتخابات النيابية هي ثالث الاستحقاقات التي نصت عليها "خارطة الطريق"، التي تم إعلانها في 8 يوليو/ تموز 2013 عقب إطاحة الجيش بـ"محمد مرسي" أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا، وتضمنت أيضًا إعداد دستور جديد للبلاد (تم في يناير/ كانون الثاني 2014)، وانتخابات رئاسية (تمت في يونيو/ حزيران 2014).

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص