الخميس 10 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 8 اكتوبر 2024
أسرته لا تحلم بغير بكسرة خبز جافة: يقطع مسافة 40 كيلو متر سيراً على قدميه لحضور جلسات غسيل الكلى
الساعة 21:51 (الرأي برس/ نبيل الشرعبي)



يقطع مسافة 40 كيلو متر، ذهاباً وإياباً كل أسبوع، لحضور جلسات غسيل الكلى، في منطقة نائية من مناطق محافظة تعز، أي عشرة كيلومترات صباح يوم كل أثنين ذهاباً، ومثلها إياباً، وكذلك كل يوم خميس.
رفيق قاسم علي، إنسان يؤمن بأن إصابته بفشل كلوي، أمر قدره الله عليه، ولا مناص من الهرب من هذا القدر، غير التعايش مع الفشل الكلوي، كصديق أو بالأصح جزء منه ملازم له كظله، مع أنه ينال منه كثيراً، وينهش عافيته بلا توقف، فيما رفيق يقاوم تغلغل تبعات الفشل الكلوي بابتسامة بضة تتسلل إلى الروح، لتنحت تفاصيل وجع كثير يفوق الوجع المعتاد.
ثلاثون خريفاً تزيد قليلاً، هي روزنامة عمر رفيق، الذي يعيل أسرة مكونة من 5 أفراد، وسط ظروف فاقة للغاية، ومجتمع صغير – أي الأسرة التي ينحدر منها، يعيش حياة الكفاف، ولا تجد لقمة العيش إلا بشق الأنفس.
كسرة خبز جافة.. في هذه الثلاث الكلمات، يُختزل حلم رفيق واسرته المعدمة، إلا من الأخلاق الفاضلة والنبل والتسامي وعدم مد اليد أو الإستجداء... وهذا في ظل ظروف تطوق هذه الأسرة الكريمة الفضائل والتعايش مع الأخرين بحب ووئام وأمان.
منذ العام 2011 صار رفيق، يقلب نظره في الآفاق، كمن يفتش على أمل يجعله قادراً على الوفاء، بتوفير كسرة خبز جافة تمكن أسرته التي يعيلها، من العيش بكرامة وعدم التذلل للأخرين للتصدق عليهم، فهم يؤمنون أن الحياة ليست أكثر من مجرد غفوة، يتخللها إما حلم أنيق، أو كابوس مرعب ينتزع سكينة وهجعة الروح.
في مجتمع رفيق الذي يعيش ضمن جغرافيا ضيقة العيش والمساحة، الثري منهم رأس ماله كان لا يزيد على 250 ألف ريال يمني، وهذا المبلغ ليس متوفر كنقود، بل معدات متواضعة جمعها طوال أعوام، ليؤسس ورشة لحام صغيرة في أمانة العاصمة، وشرب هذا الورشة الوضع الذي وصل إليه البلد، بدأ من العام 2011، حيث توقف العمل وكان يضطر مالك الورشة إلى بيع معداتها المتواضعة، للوفاء بالإيجارات إلى وجد الورشة خالية إلا من بقايا حلم، إبتلعه ركود العمل وتوالي الركود وصولاً إلى التوقف.
 رفيق قاسم علي.. اب لثلاثة أطفال لا معيل لهم غيره إضافة إلى زوجة.. كان رفيق عامل بسيط، أي مساعد لمعلم بناء، يتولى رفيق إمداده بالحجر والإسمنت والطوب، وما يكسبه من أجر يومي، يوزعه لإعالة أطفاله وزوجته، وتوفير ما يتيسر من علاج لازم لحالته، ومصاريف له يعتمد عليها للتنقل إلى أماكن العمل، ومتطلبات الحياة- مأكل ومشرب وإيجار سكن، وزيادة على ذلك، كان يحرم نفسه من شراء أي علاج لازم لحالته طوال أشهر، لمد يد العون لوالديه وإخوانه صغار السن.
وجراء تعرض قطاع البناء والتشييد، لهزات متوالية والتدرج في توقف الأعمال، وصولاً إلى مرحلة التوقف الكلي، بدأً من العام 2011 وحتى عامنا الجاري 2015، لم يعد أمام رفيق من فرصة عمل يكسب منها لقمة العيش.
حال رفيق ليس أكثر من مجرد ملخص لحالة أسرته كاملة، التي تعيش حالة كفاف تامة، ويتلخص حلمها في كسرة الخبز الجاف.. وأمام هكذا حال، من سيمد له جسر المساندة والعون، وبكل تأكيد الإجابة: لا أحد.. فأسرته تحتاج للعون والمساندة.
وللعلم منظمة أساس للتوعية والتنمية الإنسانية، وهي تبحث حالة رفيق، وقفت على أوجاع كثيرة تتجاذب حياة رفيق، وحرصاً على عدم خدش مشاعر هذا الإنسان، فقد حرصت على عدم ذكر كثير وكثير من التفاصيل الموجعة.
 وتؤكد منظمة أساس، أنها ليست أكثر من دليل، لمن يرغب في مساندة رفيق أو غيره من حالات إنسانية بائسة تتوفر معلومات وتفاصيل عنهم لديها، وتضيف أن مهمتها تنتهي عند إيصال الراغب بالمساندة إلى الحالة والتعامل مباشرة، ليكون العمل إنساني وصادق.. لمن يرغب في مساندة رفيق أو غيره التواصل على الرقم: 777166343

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص