الخميس 10 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 8 اكتوبر 2024
أسرة من 8 أفراد تعيش نازحة في خيمة ولا شيء يواسيهم غير رحمة الله
الساعة 19:52 (الرأي برس/ نبيل الشرعبي)



كم هو بائس أن يكون حال أسرة يعيشون نازحين في خيمة، وأب ليس لديه وظيفة حكومية، ولا حالة تأمين اجتماعي، ويعيل ستة أولاد وزوجة، وكاهله مثقل بديون للأخرين.
ويا ليت الأمر توقف عند ذلك المستوى، وإنما أضيف إلى ذلك، قدر أخر بائس.. فقبل ستة سبعة أشهر، وجدت الأسرة تلك نفسها في العراء بعد تدمير المنزل الذي كانت تسكنه بالإيجار في أمانة العاصمة – منطقة فج عطان.

سلطان احمد اسماعيل الدوش.. ملخص لهكذا حالة، بل ويزيد بكثير عن هذا.. الملقب الدوش رجل خمسيني العمر، بدأ حياته بسيطاً يقطر وميض روحه، ليرسم تضاريس حياة سعيدة لأسرته ولمن حوله.. كان لا يتوقف عن تحسس أرواح البؤساء ومساندتهم، عندما كان قادر على العمل، أي إلى ما قبل ما يقارب عقد ونصف من الزمن.
منذ طفولته المبكرة، لم يدع للوقت أن يسجل في تقويم ايامه- نقصد هنا الدوش، أن هذا الملقب بالدوش، قد مر عليه بضعة أيام وهو لا يعمل ويكافح، ليعيل أسرته الأولى أم وأب واخوان، تلك الأسرة التي كانت تعيش على قليل من أمل الرزق، في قرية نائية في محافظة تعز..
وبعد أن رحل والديه عن دنياهم، وصار اخوان الدوش قادرين على العمل واعالة أنفسهم، بدأ الدوش بتأسيس لبنة حياته الشخصية الأولى بالزواج، والانتقال إلى صنعاء، ولم يعرف الخمول طوال أكثر من عقدين من الزمن، إلى أن رزقه الله أول بشارة الذرية، وفيما كانت الظروف تزداد بؤساً، كان الدوش يجهد نفسه أكثر، ودون أدنى شكوى أو تذمر من قدره البائس.
ووسط ظروف صعبة وجد الدوش نفسه أمام اختبار قاسٍ للغاية، فعمد إلى جمع كل ما كان قد جمعه طوال فترة عافيته، وحلي زوجته ولجأ إلى من يثق بهم واستدان منهم ما تسير، وجمع مبلغ مالي اشترى به سيارة – أوتوماتيك، تناسب حالته الصحية، والعمل عليها لكسب لقمة عيش أسرته، ومنع النظرة إليه بعطف أو الاضطرار إلى مد اليد.
وكان يعمل ليل نهار، ويوزع ما يكسبه من دخل ثلاثة أجزاء، الأول لتسديد الديون التي عليه، والثاني للسيارة والثالث لأسرته، وظل هكذا بضعة أعوام، ليتنزل عليه قدر بائس بل أكثر بؤساً.
هذا القدر تمثل في تدمير ما تبقى من جسده تحت إطارات السيارة، إذ في إحدى الأيام، سمع صوت غريب يصدر من الاطار الخلفي، وفتح باب السيارة ليرى ما الصوت، ومن شدة الارهاق لم يستطع تمالك نفسه، فسقط ومرت السيارة من فوقه، لتسقط في منحدر وتعرضت لإضرار لا قدرة له على تحمل تكاليف اصلاحها.
كم هو بائس أن يكون حال أسرة بأكملها مثل حال الدوش.. وليس لديه وظيفة حكومية، ولا حالة تأمين اجتماعي، ويعيل ستة أولاد، وحالته المادية معسرة للغاية، وديون للأخرين.
ويا ليت الأمر توقف عند ذلك المستوى، وإنما أضيف إلى ذلك، قدر أخر بائس.. فقبل ستة سبعة أشهر، وجد الدوش نفسه في العراء بعد تدمير المنزل الذي كان يسكنه بالإيجار في أمانة العاصمة – منطقة فج عطان.
ولم يتمكن الدوش من حمل أدنى شيء من منزلهم، وظل على الرصيف إلى أن علم بعض من أهالي بلدته، فبادروا إلى مساعدته على السفر والعودة إلى قريته، خالي الوفاض، وهو من ذلك الحين إلى اليوم، يعيش وضع إنساني صعب للغاية.
فقد عاد قريته – بلدته المعافر الواقعة ضمن جغرافيا محافظة تعز، وهو لا يملك منزل، لأن منزل والده القديم تهدم، ولم يكن هناك من حل غير نصب خيمة له ولأولاده الستة وكذلك زوجته.
فليتخيل كل متعاف وقادر على العمل وميسور الحال، أنه يقف مكان هذا الأب والإنسان العزيز والكريم، ليتخيل كيف ستمر عليه اللحظات، وهو في مثل وضع هذا الاب الذي تقطعت به الأسباب، وجار الزمن والقدر.. وإن الحكم إلا لله.
منظمة اساس وهي تعمل على جمع معلومات على الحالات الإنسانية، التي تحتاج إلى عون ومساندة عاجلة، ضمن برنامجها الهادف إلى مساعدة الحالات الأكثر تضرراً، في ظل الوضع الإنساني العام للبلد، عايشت مرارة هذا الإنسان.
وهي إذ تنقل هذه الحالة، تؤكد أنها حرصت على عدم نقل تفاصيل كثير من معاناة الدوش، لأمور خاصة تتعلق بكرامة الإنسان.. كما تؤكد أنها ليست اكثر من وسيط لمن يرغب من فاعلي الخير في عونه، إذ ستقوم بإيصاله إلى صاحب الحالة للتأكد من حالته وأنها أكثر مما جرى وصفه وذكره.
للتواصل: 777166343.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص