السبت 30 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
مصر والسعودية والامارات ضمن 14 دولة في الشرق الأوسط تواجه شحا مائيا
شح المياه
الساعة 01:25 (الرأي برس - وكالات)

أظهرت دراسة جديدة أن مخزون المياه في الشرق الأوسط، سيتدهور على مدى الأعوام الـ25 القادمة، ليهدد النمو الاقتصادي والأمن القومي، ويدفع السكان للانتقال للعيش في المدن المكتظة أساساً بالسكان.

الدراسة التي نشرها معهد الموارد العالمية ورصدتها صحيفة الغارديان البريطانية أشارت إلى أن المنطقة التي يقطنها 350 مليون نسمة، تعرضت لعدة موجات في ارتفاع الحرارة شهدت فيها معدلات قياسية.

دول الخليج تعاني نقص المياه

ووفق قائمة التصنيفات العالمية التي وضعها معهد الموارد العالمية، هناك 33 دولة حول العالم تعاني من نقص حاد في المياه، منها 14 تقع في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، بما في ذلك دول البحرين والكويت وقطر والإمارات وفلسطين واسرائيل والسعودية وعمان وإيران ولبنان.

ومن المتوقع أن يعاني سكان هذه الدول بشكل بالغ إن طرأ أدنى تغيير على موارد المياه فيها.

الدراسة توقعت أيضا ارتفاع الطلب العالمي على المياه على مدى العقود القليلة القادمة، إذ سيزيد الانفجار السكاني حجم استهلاك المياه في البيوت والشركات والمزارع، ومن الطبيعي حينها أن تكثُرَ حركة انتقال الناس للعيش في المدن، الأمر الذي سيثقل كاهل موارد المياه، وستتعالى أصوات الطبقة الوسطى الصاعدة مطالبة برفع انتاج الغذاء الذي يتطلب الكثير من الري والمعالجة بالماء إضافة إلى زيادة انتاج الطاقة الكهربائية."

وتابعت: "لكن من غير الواضح من أين سيكون مصدر تلك المياه، فالتغير المناخي سيجعل بعض المناطق أكثر جفافاً وأخرى أكثر أمطاراً، وهكذا سيعاني سكان بعض المناطق القحط والجفاف بينما سيعاني سكان مناطق الأخرى من السيول والفيضانات".

سببا للصراع

واعتبرت الدراسة أن نقص المياه كان سبباً رئيسياً في اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، وأشارت إلى أن الجفاف ونضوب المياه ربما تسببا في حالة الاضطراب التي أذكت نار الحرب الأهلية عام 2011.

ولفتت الدراسة إلى أن انحسار مستويات منابع الماء مع سوء الإدارة أجبرا مليون ونصف سوري من المزارعين ورعاة المواشي على مغادرة قراهم، وأراضيهم الزراعية بعدما خسروا موارد رزقهم، وانتقلوا إلى المدينة مما عمّق حالة الاضطراب العام في سوريا".

وبحسب الدراسة أيضًا، فإن الشرق الأوسط عرضة للصراعات على الماء وسيظل كذلك على الأرجح، فالماء أحد أهم واجهات الصراع المرير الفلسطيني الإسرائيلي، كما أن الحكومة السعودية صرحت بأن مواطنيها سيعتمدون على استيراد الحبوب كلياً ابتداء من عام 2016 بعدما كانت السعودية على مدى عقود تأكل مما تزرع من الحبوب، والسبب في ذلك يعزى إلى الخوف من استنزاف موارد المياه.

وكتب مجلس الاستخبارات الوطنية الأميركي أن مشاكل المياه ستعرض دولاً هامة في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى مزيد من الخطر وعدم الاستقرار وفشل الدولة.

وتعتمد دول الشرق الأوسط على آبار المياه الجوفية، لكن هذه الآبار مهددة باضمحلال مناسيب المياه فيها على نحو مخيف.

تراجع مياه الانهار

ووفق تقديرات المعهد الدولي للتنمية المستدامة، فإن نهر الأردن قد يضمحل بمقدار 80% مع حلول عام 2100 وأن موارد المياه الجوفية ستتناقص وتجف مع تزايد الاستهلاك.

وتظهر صور القمرين الصناعيين من برنامج GRACE لقياس حقل جاذبية الأرض والمناخ أن حوض دجلة والفرات يشهد تراجعاً في نسبة المياه أكثر من أي منطقة أخرى في العالم باستثناء شمال الهند، حيث خسر الحوض حوالي 150 ألف متراً مكعباً من المياه الجوفية العذبة بين عامي 2003 و2009.

وفي حوض صنعاء باليمن تنخفض معدلات المياه الجوفية 6 أمتار كل عام، مما جعل الحكومة تطرح فكرة تغيير موقع العاصمة.

ويتزامن التقرير مع تعرض نصف الكرة الشمالي لأعتى وأشد درجات الحر على مدى العقود الماضية، الأمر الذي ساهم في تبخر المياه والتأثير على المحاصيل الزراعية وزيادة الطلب وتجفيف الموارد.

وفي مصر حيث يزداد الطلب على الماء طردياً مع ازدياد أعداد السكان، فإن حصة الفرد من المياه تتضاءل سنوياً، وحسب إحصاءات محلية فإن مخزونات الدولة السنوية من المياه انخفضت إلى 660 مترا مكعبا لفرد مقابل 2500 مترا مكعبا له عام 1947

تحذيرات للمواطنين

وقامت اسرائيل وسوريا وتركيا وأبوظبي وغيرها من حكومات الشرق الأوسط بتحذير مواطنيها لاتخاذ المزيد من الاحتياطات إزاء موجات الحر الشديد التي عمت المنطقة، وكان المئات في الهند وباكستان هذا العام قد تعرضوا لضربات شمس أدت إلى الموت.

ويقول عالم المناخ الجزائري ماهي ثابت أول: "كانت الجزائر في الماضي تتعرض لرياح السيروكو أو الشهيلي وهي رياح حارة آتية من الصحارى، لكن الجزائر الآن تضربها موجات الحر في أي وقت من السنة وبدرجات متفاوتة في الشدة، وقد ضربت الجزائر هذا العام موجة حر دامت أكثر من 40 يوماً".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص