السبت 30 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
تأجيل اجتماع «القوّة العربيّة المشتركة» يُمهّد لفشلها!
جامعة الدول العربية
الساعة 02:25 (الرأي برس - وكالات)

أثار قرار تأجيل اجتماع القوّة العربية المشتركة، الذي كان مقرراً يوم الخميس الماضي، في مقرّ الجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة، إلى أجل غير مُسمّى، مفاجأة من العيار الثقيل وغير متوقعة لدى خبراء مصريين وشخصيات عسكرية. 

وجاء التأجيل بناءً على طلب السعودية والعراق والجزائر والكويت، رغم اكتمال التحضيرات وإعلان حالة طوارئ واستنفار في محيط مقرّ الجامعة، دون أن يتم تحديد موعد جديد لانعقاد الاجتماع.

وقالت مصادر ذات صلة بدبلوماسيين عرب إن التأجيل تمّ لمزيد من التشاور والتنسيق، وفقاً لطلب العديد من الدول العربية، في ظلّ استمرار وجود تباينات من بعض الدول، وتحفّظات من البعض الآخر على بروتوكول تأسيس القوة العربية المشتركة".

وهي المرة الثانية في غضون شهر واحد التي يتأجل فيها اجتماع مجلس الدفاع العربي قبل يوم واحد من الموعد المقرر لالتئامه، فيما كان متفقاً على عقد الاجتماع الأول في 2 أغسطس/ آب، وتأجل في اللحظات الأخيرة.

ورأى الخبير العسكري الفريق محمد علي بلال، أن "الخلافات نشأت حول موضوع القوة بعد القمة العربية التي عُقدت في شهر مارس/ آذار الماضي، ما أدى إلى تأجيل الاجتماعين". 

وتوقع بلال فشل تشكيل القوة وعدم اكتمالها، مشيراً إلى أن "قرار الجامعة العربية حول اختيارية مشاركة الدول العربية وعدم إلزاميته يُعتبر أحد أسباب الفشل". وعدّ ذلك "ضعفاً للجامعة يتجسّد في عدم قدرتها على تحمّل مسؤولية تفعيل هذه القوة"، وفقًا لما أوردته "العربي الجديد".


وعدّد بلال ظروف كل دولة قائلاً: "إن رفض الكثير من الدول العربية المشاركة في تلك القوة، كان له دور في فشل القوة العربية المشتركة، فالجزائر أكدت منذ البداية، أن دستورها لا يسمح بإرسال وحدات عسكرية خارج أرضها، وسلطنة عمان ترفض الصراع العربي، ولبنان أكد أن وضعه الداخلي لا يسمح باتخاذ موقف رسمي، والعراق تحفّظ على القوة لأنه يؤمن بالحوار ويرفض أن يُزجّ في أي صراعات".

وأوضح أن "الوضع العربي الراهن في ظل الخلافات والصراعات، لا يسمح بإنشاء القوة العربية". وكشف أن "رؤساء الأركان العرب اختلفوا حول التصوّر النهائي لهذه القوة المشتركة، وتساءل بعضهم عمّا إذا كانت هذه القوة ستكون ثابتة ومجتمعة بشكل دائم في إحدى الدول العربية، استعداداً للتدخل في أي لحظة، أو أن هذه القوات ستظلّ في بلدانها، على أن يتم تجميعها عند الحاجة إليها". ولفت إلى أن "تلك الخلافات كانت مؤشراً منذ البداية على فشل القوى العسكرية العربية المشتركة".

من جهته، عدّد الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، أسباب عدم اكتمال تلك القوة. وقال في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "من بين الأسباب هو الاختلاف على القيادة العامة للقوة، وما إذا كانت ثابتة أم متغيّرة، مع تغيّر أماكن عمليات القوة". وأشار إلى أن "بعض دول الخليج رأت ضرورة أن تكون القيادة متغيّرة بحسب كل عملية، والاختلاف حول الدعم المالي"، لافتاً إلى أن "هذه الاتفاقية العسكرية كانت غير واضحة منذ البداية".

وتابع قائلاً إن "رفض بعض الدول تلك القوة دليل على عدم الحاجة إليها". وأعطى "درع الجزيرة" التابع لدول مجلس التعاون الخليجي، نموذجاً على ذلك. ويبلغ تعداد قوات الدرع 40 ألف مقاتل مجّهز بأفضل الأسلحة، وتُعدّ هذه القوات بمثابة القوات الأساسية في أي عملية عسكرية لدول الخليج.

وأضاف مسلم أن "من الأسئلة المطروحة كان ذلك الذي تمحور حول كيفية تدخّل تلك القوات في دولة عربية تحتاجها، ونوعية القوات والضربات التي ستقوم بها؟ كون قرار قمة شرم الشيخ ينصّ على تدخلها بعد الطلب من الدول المعنية".

وتابع متسائلاً: "كيف يكون التدخل في بعض الدول العربية التي لا يوجد بها نظام سياسي معترف به، مثل النظام السوري أو الليبي؟ وهل التدخل سيحدث بناءً على طلب من النظام أم من فصائل المعارضة؟ رغم اقتراح البعض أيضاً أن يكون الأمين العام للجامعة هو صاحب الحقّ، في بعض الحالات، لطلب التدخل في دول عربية معرّضة لأخطار، إلا أن بعض الدول العربية اعترضت على ذلك، لأن هناك تبايناً في وجهات النظر بين الدول العربية تجاه بعض الأزمات". واعتبر أن "كل تلك الخلافات التي ظهرت على السطح، كانت بداية لفشل ظهور القوات العربية المشتركة على الواقع".

من جهته، رأى مدير "مركز دراسات الخليج" جمال مظلوم، أنه "رغم الحماس لهذه القوة منذ التحدث عنها، إلا أنه كانت هناك شكوك في عدم استمرارها، وأن الإعلان عن تأجيلها لأجل غير مسمّى بداية لفشلها وعدم اكتمالها".

وذكر أن "هناك أزمة فقدان الثقة بين الدول الأعضاء في القوة، أو المدعوين للمشاركة فيها، والمخاوف من استغلالها للتدخل في الشأن الداخلي بذريعة المخاطر التي يتعرض لها هذا البلد. ما يعيد إحياء الخلافات بين الدول المشاركة بشأن القضايا والأزمات التي يجب أن تتدخل فيها القوة". وأعاد إلى الأذهان تجربة "اتفاقية الدفاع العربي المشترك"، التي لم يتم تفعيلها رغم مرور عشرات السنوات على إنشائها كـ"دليل على عدم اتفاق العرب"، وفقاً له.

وذكر مظلوم أن صعوبة إنشاء القوة العربية المشتركة، تعود إلى أن هناك اختلافاً بين العرب في الأزمة السورية، إذ تقف مصر على الحياد، بينما تؤيد السعودية المعارضة. كما بالنسبة لما يحدث في ليبيا، حيث ترى بعض الدول العربية أن الحل السلمي هو الأفضل، في حين ترى مصر ضرورة التدخل العسكري، كما أن غالبية الدول العربية ترفض سيطرة مصر على القوة العربية. 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص