الخميس 10 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 8 اكتوبر 2024
طفل مصاب بالشلل الدماغي: لا تملك أسرته ثمن كبسولة مهدئة وتعيش حياة بائسة
الساعة 23:06 (الرأي برس/ نبيل الشرعبي)

بجسمها النحيل الشاحب وبشرتها السمراء الذابلة، وعينان مغرورقتان بالدمع، وقفت وهي تنكس رأسها للأرض، وفي حضنها طفل هزيل، كأنه ورقة خريف شرب الريح رونقها، وقذفت بها في الأفق لتهوي بها وتلتصق ببقايا جدار متهالك، لكنه أكثر دفءً وحناناً.

قالت وبصوت خافت وحزين مكلوم، هذا إبني وهو مصاب بشلل الدماغ، ولم نجد له علاج أوحل لمساعدته على التخفيف من معاناته، فكل يوم يتعذب أكثر بسبب نفاذ العلاج الذي كام مقراً لحالته المرضية، والتخفيف من مضاعفات الشلل الدماغي الذي أثر على جسمه، وجعله لا حي ولا ميت.

أضافت منذ أكثر من ستة أشهر، وهو من غير علاج، ولا نستطيع أن نوفر له علاج، فليس لدينا فلوس لشتري العلاج، لأن ظروفنا المادية صعبة جداً، وبالكاد نحصل على لقمة العيش لسد رمق الجوع، مما جعلنا عاجزين تماماً حتى عن الذهاب به إلى وحدة صحية، أو شراء كبسولة مهدئة.

إنني أمه وهو ولدي، وأتعذب كثيراً لعجزنا عن فعل شيء، ولا يعيش أحد معاناة إبني وفلذة روحي غيري، فأنا امه وأعيش بروحه التي تتعذب.. يا الله إنه إبني، وروحه تتفتت وهو بين أحضاني.

إنه إبني وقلبي وفلذة كبدي، وروحي تتفتت عليه وهو بين أحضاني، وفؤادي يتكسر وأنا أنظر إليه وهو يكابد تبعات إصابته بالشلل الدماغي، وأقف عاجزة حياله عن فعل شيء له، والأكثر ألماً أن أقف عاجزة حتى عن شراء كبسولة مهدئة له، وليس شيء أخر.. كبسولة للتهدئة من الألم الذي ينهكه بلا رحمة.

صمتت فجأة وضممته إلى صدرها_ أي طفلها المصاب بالشلل الدماغي، ثم جالت بنظرها في الأفق وكأنها تبحث على شيء.. وحينها صار الأفق أسود أمامنا، والهواء كأنه حمم بركان ملتهب تصهر رئتينا، وحتى الكلمات تيبست، ولم يكن شيء أخر غير نزيف الروح والمدى، لبؤسها وألمها المتدفق، من مآقيها إلى إنسان حاول أن يتحسس وجعها.

بحركة خفيفة رفعت رأسها باتجاه السماء، وتمتمت قائلة: الحمدلله على كل حال له الحمد.. إننا لا نحلم إلا أن يكون أطفالنا متعافيين، ولا نحلم أن نمتلك القصور والسيارات و..... إلخ، فقط نحلم أن بأن نرى أطفالنا نحن البسطاء يبتسمون، والبسمة التي تنسل من شفافههم إلى أرواحنا، لتبذر فيها بذور السعادة، هذا كل ما نحلم به، لا أن نظل الليالي نبكي وتتفتت أكبادنا وتنزف أرواحنا عليهم.

نكست رأسها إلى الأرض، وتوقفت عن الكلام برهة، ثم شخصت بنظرها نحو السماء وتنهدت، ورددت يا الله يا الله يا الله، وتسلل تكسر صوتها إلى أفئدتنا، وغادرت المكان تاركة خلفها تضاريس وجع ونزيف إنساني، أصله في فؤادها ويمتد إلى ما لا نهاية.

ألا تستحق هذه الأم وكل مثلها، أن تشرب إبتسامة طفلها، كضوء فجر تشربه المآقي العاطشة للضوء بعد ليل طويل حزين..؟؟، فمن يملك من روح الإنسان لأن يمد لها يد العون والتخفيف على طفلها.

وفوق هذا لم يقف حدود نزيف روحها عند طفلها فقط، بل تعداه إلى أن تصحو لتجد نفسها وأسرتها في أحد الأيام، مجبرة على ترك مكان سكنهم الذي كانوا يعيشون فيه بأمانة العاصمة بالإيجار، والتوجه نحو أحد مراكز الإيواء في مدرسة الــ 30 من نوفمبر، لتعيش هناك وجع إضافي وسط ظروف أكثر بؤساً، وزيادة على هذا فقدان زوجها لمصدر عيشهم الوحيد.

منظمة أساس للتوعية والتنمية الإنسانية، وضمن برنامجها الذي دشنته قبل أشهر، في مجال الحالات الإنسانية الصعبة والتي تحتاج إلى تعاون إنساني عاجل، رصدت كثير من الحالات المماثلة، ولكنها تقوم بنشر الحالات الأكثر تضرراً.

وتؤكد أساس أنها لا تحتكر أي معلومة في هذا المجال، وهي على استعداد لتزويد الراغبين في التخفيف على هذه الحالات بالمعلومات، وايصالهم إلى الحالات والتعامل معهم من قبل المبادرين مباشرة دون وسيط، تجسيداً لمبدأ الأمانة الإنسانية والمهنية والأخلاقية في فعل شيء ايجابي للبؤساء.

وكما اشرنا سلفاً هذه الحالة والمعلومات الواردة على الحالة، هي من تقرير مطول لمنظمة أساس، وهو عبارة عن خلاصة مسح ميداني استمر لأشهر، ضمن برنامج واسع تحت شعار: " فكروا بنا " ..
للراغبين في التعاون والتخفيف على الأم وأبنها المصاب بالشلل الدماغي، التواصل عبر الرقم 777166343، لإيصالهم إلى الحالة وترك الأمر لهم للتعامل معها مباشرة ودون وسيط، لضمان الشفافية في التعامل مع الحالة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص