احتشد المئات من المواطنين العراقيين، وسط محافظة "ذي قار" جنوبي البلاد، اليوم الأحد، احتجاجًا على سوء الخدمات وتراجع ساعات توفير التيار الكهربائي للمواطنين، مطلقين هتافات تتهم المسؤولين في السلطتين التشريعية والتنفيذية بـ"السرقة".

وأفاد مراسل "الأناضول" في المحافظة، أن المحتشدين تجمعوا في "ساحة الحبوبي" وسط مدينة الناصرية(مركز محافظة ذي قار)، وأطلقوا هتافات ندّدت بسوء الخدمات، والنقص الشديد في ساعات توفير التيار الكهربائي، وزيادة معدلات البطالة.

واتهم المتظاهرون في هتافاتهم، المسؤولين في السلطتين التشريعية (البرلمان) والتنفيذية (الحكومة) بـ "السرقة"، وطالبوا باتخاذ اجراءات عاجلة بحق "المسؤولين الفاسدين"، وعزلهم من مناصبهم، وإحالتهم إلى القضاء.

إلى ذلك، عززت القوات الأمنية إجراءاتها حول المؤسسات الحكومية الرسمية في المدينة، فيما انتشرت قوات مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية بالقرب من موقع التظاهرة للسيطرة على أي أعمال عنف قد تندلع.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حذّر في كلمة متلفزة، أمس السبت، من أن موجة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مختلف المحافظات بسبب تراجع الخدمات هي بمثابة "جرس إنذار" للدولة، ووجه المسؤولين في حكومته إلى العمل بسرعة لتوفير متطلبات المواطنين.

ويعاني العراق من أزمة مالية بعد تراجع أسعار بيع النفط في الأسواق العالمية، وزيادة النفقات وخصوصًا العسكرية منها، فيما توقفت المئات من المشاريع الخدمية في جميع المحافظات، وأعلنت الحكومة عجزها عن سداد نحو 7 مليارات دولار قيمة الديون المستحقة لمقاولي الشركات.

وازدادت معاناة العراقيين بسبب موجة الحر التي تشهدها البلاد، وتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية في مناطق من جنوب البلاد، في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال اليوم.

وتشكو غالبية المحافظات العراقية من تدني ساعات تزويد التيار الكهربائي، خصوصا مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ما دفع الأهالي لتنظيم مظاهرات تطالب السلطات المحلية والحكومة الاتحادية بتحسين الخدمات.

وأنفق العراق نحو 40 مليار دولار على مدى 12 عاما على ملف الكهرباء، لكن المحافظات لاتزال تزوَد بالطاقة الكهربائية بمعدل 12 ساعة يوميا فقط.