الأحد 29 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
خبراء: الاتفاق النووي الإيراني ينذر بحرب طائفية في المنطقة
مباحثات نووي إيران
الساعة 16:42 (الرأي برس - محمد يوسف)

بعد مفاوضات شاقة استمرت 12 عاما و21  شهرًا من المفاوضات الماراثونية بين  إيران ومجموعة" 5+1 "بشأن البرنامج النووي الإيراني  وبعد 17 يومًا من مفاوضات فيينا الأخيرة تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين وهو خطة العمل المشتركة الشاملة بين إيران والسداسية، والتي تلتزم طهران بموجبها بوضع قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات عنها.


الاتفاق النووي الإيراني زاد من مخاوف وهواجس لدى بعض النشطاء السياسيين والمتخصصين في الشأن الإيراني متوقعين أن يكون هذا الاتفاق هو بداية التحول في المنطقة العربية، وخاصة بعد الدور السلبي لإيران في المنطقة كما المبالغ المالية التي ستحصل عليها إيران سيساعدها على تدعيم عناصرها في اليمن والعراق وسوريا وستصبح قوة كبرى.


 وتوقع بعض الخبراء أن الفترة القادمة ستشهد صراعًا طائفيًّا فيي المنطقة بين إيران والدول الإسلامية السنية، موضحين أن هذا الاتفاق لن يمس مصر من قريب أو من بعيد، إلا وفقًا لما يدور في المنطقة.


في هذا السياق قال محمد عباس ناجي باحث ومتخصص في الشؤون الإيرانية، إن أحد مصادر الخطورة في هذا الاتفاق هو أنه حصر اهتمام القوى الكبرى في البرنامج النووي الإيراني، دون أن يتطرق إلى التأثيرات السلبية التي يفرضها تمدد إيران في الإقليم، ودورها في تأجيج الصراعات وتصعيد حدة عدم الاستقرار في دول عديدة بالمنطقة، على غرار اليمن وسوريا والعراق ولبنان.


وأوضح أنه ربما يكون من المحتمل أن تتجه إيران نحو إجراء تغيير في سياستها الإقليمية خلال المرحلة القادمة، على خلفية توقيع الاتفاق النووي مع القوى الدولية بل يمكن ترجيح أن تساهم العوائد المالية "الأولية" للاتفاق، والتي تتمثل في الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج بسبب العقوبات وتقدر بما يتراوح بين 100 إلى 150 مليار دولار، في تصعيد دعم إيران لحلفائها الإقليميين فى المنطقة.


وأضاف ناجي أنه سيكون هناك متغيرات رئيسية لهذا الاتفاق  يتمثل المتغير الأول، في أهمية الملفات الإقليمية بالنسبة للمصالح الاستراتيجية لإيران لأنها تعتبر أنها أحد الأطراف المستهدفة من الأزمات السياسية التي تعصف ببعض دول المنطقة على غرار الأزمتين السورية واليمنية ، والمتغير الثانى مدى تأثير الاتفاق على موقع الرئيس الإيراني حسن روحاني داخل النظام السياسي ومدى قدرته في حالة ما إذا كانت لديه رغبة في إجراء تغييرات في السياسة الخارجية تقلص من تدخل إيران في الأزمات الإقليمية المختلفة موضحا أن موقع روحاني لا يتيح له تبني هذا الاتجاه.


وأشار ناجى إلى أن احتمال اتجاه إيران نحو إجراء تغييرات بارزة في سياستها الخارجية تقلص من دورها الإقليمي السلبي في كثير من أزمات المنطقة، لا يبدو قويا، في ضوء إصرارها على توجيه رسائل عديدة بأن الصفقة النووية لن تدفعها إلى التراجع عن دعم حلفائها، وأن الحفاظ على المحور الإقليمي الذي تقوده في الوقت الحالي يمثل آلية رئيسية لا يمكن تجاهلها في مساعيها نحو التحول إلى القوة الرئيسية الأهم في المنطقة.


من جانبه قال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر إن اتفاق إيران والقوى العالمية الست بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة لإبرام اتفاق قد يغير ملامح منطقة الشرق الأوسط ، موضحا أنه بعد الاتفاق النووي الذي تعتبره إيران والدول الغربية، اتفاقًا تاريخيًا هو من وجهة نظري اعتماد رسمي لإطلاق الحرب بين المسلمين سنة وشيعة لتفكيك المنطقة العربية.


وأضاف المحلل اليمنى أن هذا الاتفاق سيكون له تأثيرات سلبية على المنطقة وإيجابية للولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لأن تشيع الفوضى في منطقة الشرق الأوسط ليسهل عليها تدمير العرب ، مشيرا إلى أن إيران بعد هذا الاتفاق سيمكنها من استعادة أكثر من 180 مليارد دولار مجمدة في البنوك العالمية، والتي ستسخدمها لتمويل جماعات مذهبية طائفية بالمال لاحتلال أفكارهم فى المنطقة العربية.


وتابع طاهر إن هذا الاتفاق له إيجابيات للولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى أن واشنطن استطاعت أن تفرض توازنها في المنطقةموضحا أنه على كل  لسان المنطقة  حاليًا يقول "من دخل في حلف إيران دخل .. ومن دخل في حلف السعودية دخل" منوها ونحن مقبلون على تحالفات عربية بعضها مع إيران والأخرى مع المملكة العربية السعودية.


وأشار طاهر الى  أن هذا الإتفاق سيقوي من عزيمة  الطائفية في منطقة الشرق الأوسط وليس اليمن وحدها فحسب ، موضحا أن هذا الاتفاق لن يكون له تأثير لن يؤثر على مصر بحكم التاريخ المترابط بينهما، لكن ذلك يعتمد على الأحداث في المنطقة العربية، منوها لى  أن مصرتحظى باحترام كافة دول المنطقة ، كما أن هناك مصالح مشتركة بين الجميع، لافتا أنه يجب على مصر والمصريين أن لا ينجروا مع أي حلف حتى لا ينقسم الشعب متمنيا أن تبقى دولة محورية وسطية بل تسعى لأن تعود إلى ريادتها.

عن النبأ المصرية

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص