الأحد 29 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
مخاوف من عودة قوية لـ«حركة الشباب» في الصومال
حركة الشباب الصومالية
الساعة 03:32 (الرأي برس - الأناضول)

حذّر محللون سياسيون صوماليون، من إمكانية تصدّر حركة "الشباب المجاهدين"(تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة) واجهة الأحداث في البلاد من جديد، بعد غياب دام نحو 3 سنوات عن المشهد السياسي والأمني والعسكري، خاصة بعد اغتيال قائدها الميداني "أحمد عبدي غودني"، في أيلول/ سبتمبر عام 2013، وتراجع نفوذها العسكري بفعل الضربات العسكرية التي شنتها القوات الصومالية والأفريقية المشتركة ضدها.

وقال "محمد عبده" المحلل السياسي في مركز آفاق الإعلامي(مستقل)، إن حركة الشباب، كانت تسيطر على محافظة "جوبا الوسطى"(جنوب) ومدنها الرئيسة، إلى جانب بلدات في وسط وجنوبي البلاد، مشيراً إلى أن سقوط بلدات جديدة في يد الحركة، سيشكل إرهاصًا جديدًا للصومال، وينبئ بعودة قوية وحتمية لمقاتلي حركة الشباب، الذين حكموا مناطق ومحافظات متفرقة جنوبي البلاد، لأكثر من 5 سنوات، منذ الإطاحة بحكومة "عبد الله يوسف" عام 2009.

ووصف عبده، غياب حركة الشباب عن ساحات القتال خلال الفترة الماضية، بأنها "استراحة محارب"، مشيرًا إلى أن الحركة استأنفت نشاطها خلال شهر رمضان الجاري، وشنت 5 هجمات مسلحة ضد مقار وأماكن حساسة، أبرزها الهجوم على بلدة "تيغلو" جنوبي الصومال، واستهداف قافلة سيارات دبلوماسية تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة مقديشو، والهجوم على مقر استخباراتي بمقديشو أيضًا، أدّى إلى مقتل مدنيين.

ويتفق "عبد القادر محمد عثمان" رئيس حزب المؤتمر(الصومالي)، مع ما ذهب إليه "عبده"، ويرجع أسباب عودة حركة الشباب مجددًا بقوة إلى الساحة، إلى غياب رؤية عسكرية حكومية موجهة ضد الحركة في الوقت الحاضر، وانشغال الحكومة بتشكيل إدارات محلية، استعدادًا للانتخابات المزمع إجراؤها العام المقبل.

وأضاف محمد عثمان سبباً إضافياً إلى جانب السببين السابقين وهو "انهيار معنويات الجيش الصومالي"، نتيجة عدم تلقي مقاتليه رواتبهم منذ نحو 6 أشهر، وعدم توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم.

من جهته، قال "عبد الرحمن سهل"، مدير مركز الإرشاد للحوار الفكري(مستقل)، إن حركة الشباب موجودة في الصومال، ولم تغب عنه يومًا، وإن الحركة لجأت مؤخراً إلى شن ضربات مسلحة متقطعة ضد الحكومة الصومالية، وإلى تنفيذ عمليات نوعية مضادة للجهود الصومالية والأفريقية الرامية للاستيلاء على المدن الرئيسية جنوبي البلاد.

وأضاف "سهل"، أن الحديث عن عودة قوية للحركة أمر من السابق لأوانه الحديث عنه، مؤكّدًا وجود خطة عسكرية حكومية وأفريقية مشتركة، تهدف لإخراج "الشباب" من البلاد، واصفًا بأن وجود الحركة يشكل "عقبة أمام مسيرة العملية الديمقراطية في البلاد".

وكانت الحكومة الصومالية وعلى لسان رئيس وزرائها "عمر عبد الرشيد علي شارماركي"، أعلنت قبل حلول شهر رمضان، خطة عسكرية حكومية وأفريقية مشتركة، تهدف إلى إخراج حركة الشباب من البلاد، وبسط نفوذ الدولة الصومالية على كامل التراب الوطني. 

إلى ذلك، يرى مراقبون أن الحكومة المحلية "لم تتحرك خطوة إلى الأمام لتنفيذ وعيدها"، بل على العكس بات تنفيذ تهديدات حركة الشباب أكثر دقة وصرامة في استهداف معاقل الحكومة الصومالية، وأن الأجهزة الأمنية في مقديشو، "لم تعد قادرة على ضبط أمن العاصمة، أو صد هجمات حركة الشباب النوعية، الأمر الذي مكّن الأخيرة من تنفيذ هجماتها خلال رمضان".

وتأسست الشباب عام 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً تنظيم القاعدة، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في الصومال.

وعلى الرغم من أن حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية، خسرت مناطق عدة لصالح القوات الحكومية والأفريقية على مدى السنوات الماضية، إلا أنها لا تزال تسيطر على أجزاء كبيرة من جنوب ووسط البلاد.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص