تناولت الصحف اليوم التوتر السائد في القدس عقب دهس فلسطيني لعدد من الإسرائيليين يوم أمس، كما اهتمت الصحف بالأزمة في الشرق الأوسط وبالواقع الجديد الذي يفرضه الجمهوريون على الرئيس أوباما بعد انتخابات تجديد الكونغرس

نبدأ قراءتنا في صحف اليوم  من القدس الشرقية وتصاعد التوتر حول المسجد الأقصى: : البداية بصحيفة الحياة التي يرى فيها شفيق ناظم الغبرا أن تطورات القدس الأخيرة مرتبطة بصورة مباشرة بالحرب التي شنتها إسرائيل على غزة الصيف الماضي. التوتر في القدس اليوم يَرجع حسب الغبرا إلى كون المدينة من أكثر الأماكن حساسية، ومشروع هدم الأقصى هو هدف تتبناه قوى صهيونية عدة وتنتظر الوقت المناسب لتنفيذه.         

العربي الجديد تقدم قائمة بأسماء المنظمات اليهودية الساعية إلى تدمير المسجد الأقصى وتدشين الهيكل مكانه. هذه الجماعات المتطرفة نقرأ في تقرير العربي الجديد لا تكتفي بالدعوة إلى تدمير الأقصى فحسب بل تعكف على القيام بخطوات عملية لتحقيق هدفها، و من بين هذه الجماعات جماعة أمناء جبل الهيكل، ويؤدي عناصرها دورا مهما في اقتحام المسجد، و" معهد الهيكل" التي تُعنى بالتأصيل الفقهي المطلوب لإضفاء الشرعية الدينية على محاولات اليهود المس بالمسجد الأقصى، كما نطلع في تقرير العربي الجديد على بعض الأرقام كارتفاع عدد الحاخامات الذين أفتوا بجواز صلاة اليهود في الأقصى إلى ألفي حاخام، وتوقيعٍ أكثرَ من مئة من كبار الحاخامات في يوليو تموز ألفين وثمانية على فتوى تجيز لليهود الصلاة في القدس.

موقع رأي اليوم اللندني يكتب في افتتاحيته ردا على القرار الأردني استدعاء السفير الإسرائيلي في عمان أن هذه الخطوة صغيرة جدا لا ترقى إلى مستوى الجرائم الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى، كما يتمنى الموقع لو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتخذ موقفا أكثر صلابة مما يجري في القدس بغض النظر عن خلافه مع حماس، فالأقصى ليس لحماس بل للأمة الإسلامية بأسرها، هكذا تعلق افتتاحية رأي اليوم عن ردود الحكام العرب الذين تصفهم بالمتنصلين من مسؤوليتهم إزاء أحداث القدس.

وفيما يتوجه رأي اليوم إلى الحكام العرب تدعو القدس الفلسطينية في افتتاحيتها اليوم إلى ضرورة التوجه وبلا تردد إلى مجلس الأمن لمحاولة استصدار قرار لإنهاء الاحتلال والانضمام إلى المؤسسات لملاحقة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني. ترفق القدس افتتاحيتها بهذا الرسم الذي يعكس التعسف الإسرائيلي في حق سكان القدس من الفلسطينيين، تعسف يبدأ حسب القدس بفرض غرامات على المواطنين وينتهي بإيداعهم السجن وحرمانهم من حقوقهم مرورا بهدم منازلهم.  

مراسلة دايلي تلغراف في القدس كايت شاتفورت تستند في تقريرها إلى تصريحات لأكاديمي إسرائيلي هو مناحم كلاين يقول فيها إن إسرائيل تواجه انتفاضة ثالثة، هي انتفاضة تختلف ملامحها حسب الأكاديمي عن الانتفاضتين الأولى والثانية، ما يجري في القدس حسب المستجوب دائما هو رفض فلسطيني للسلطة الإسرائيلية. وإسرائيل تستخدم عدة وسائل لاحتواء الاحتجاجات والحيلولة دون وقوع انتفاضة في القدس كفرض عقوبة السجن على المحتجين وبناء المستوطنات.

رأي يتفق معه كبير المعلقين العسكريين في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية رون بن يشاي الذي يدعو إسرائيل في افتتاحيته إلى ضرورة قمع هذه الانتفاضة الثالثة وبسرعة. كما يدعو السلطات الإسرائيلية إلى ضرورة التفرقة بين العرب والإسرائيليين في القدس ووقف الإدعاء بأنهم يتعايشون بسلام وسعادة في القدس.

نبقى في الشرق الأوسط ومقال لعبد الوهاب بدرخان في الحياة يربط فيه الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية بالحرب على تنظيم الدولة الإسلامية ويعتقد بدرخان أنه لا بد للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، لا بد من البدء أولا بترويض إرهاب الدولة الإسرائيلي وتفعيل حل للقضية الفلسطينية والحد من طموحات إيران وأوهامها الإمبراطورية، كما يجب على الحكومات العربية والإسلامية يقول بدرخان دائما الخروج من نمط التفكير السائد وإعلان حالة طوارئ سياسية بالموازاة مع حالة الطوارئ الأمنية. كما يدعو الكاتب إلى ضرورة توضيح العلاقة بين الحكم والمجتمع، فداعش في نظر الكاتب كامن في دواخل الكثيرين ممن لم يمسهم جنون العنف بعد.

صحيفة ذي وول ستريت دجورنل الأمريكية ترى في أحد مقالات الرأي اليوم أنه منذ إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما تسليح و تدريب المعارضة المعتدلة، منذ ذلك، نقرأ في المقال كثف كل من نظام الأسد والإسلاميون المتشددون معاركهم ضد المعارضة المعتدلة في شمال سوريا وحول العاصمة دمشق. نقرأ في المقال أن عدم تفعيل دعوة أوباما لحد اليوم بتدريب خمسة آلاف عنصر من المعارضة السورية المعتدلة هو فضيحة أخلاقية تخدم أعداء الولايات المتحدة. ويدعو المقال إلى ضرورة اهتمام الكونغرس بالاستراتيجية الأمريكية لمحاربة الدولة الإسلامية مباشرة بعد إنهاء آخر الترتيبات في الانتخابات النصفية.

الموضوع نفسه، موضوع دعم الولايات المتحدة للمعارضة المعتدلة يتناوله صالح القلاب في الشرق الأوسط، لكن القلاب يقف عند تردد الرئيس أوباما وعدم قدرته على اتخاذ خطوة جريئة لدعم المعارضة المعتدلة و وقف شلالات الدم المستمرة في سوريا. سبب تردد أوباما حسب القلاب هو كون هذه المعارضة غير قادرة وغير مؤهلة لتجنيب سوريا أوضاعا كالأوضاع التي انتهت إليها ليبيا وربما أسوأ كثيرًا إنْ أُزيح بشار الأسد فجأة وفي هذه الظروف والأوضاع الإقليمية المربكة.     

إلى السياسة الأمريكية. الصحف الفرنسية ردت بإسهاب على اكتساح الجمهوريين لغرفتي الكونغرس، لوموند الفرنسية تعنون غلافها الولايات المتحدة تطوي صفحة سنوات أوباما، وحجم هزيمة الديمقراطيين ترى لوموند تعكس رفض الأمريكيين لسياسة أوباما وذلك قبل سنتين من نهاية عهدته الرئاسية.