ما يجري اليوم من عدوان خليجي على اليمن تقوده السعودية هو مخاض له محدداته سيترتب عليه إعادة صياغة لخارطة المنطقة العربية وبموجبها سيجد المعتدون من امراء ومشيخات النفط انفسهم امام مجتمع عربي يتشكل بعيدا عن سلطان الثروة ، مجتمع يعمل على لملمة شتات لغة الضاد وإعادة الاعتبار للهوية العربية وكيانها المستلب منذ عقود وبما من شأنه الحفاظ على كرامة واستقلالية هذه الامة بدء بإسقاط الحكام الذين طالما جانبوا الصواب وساروا على غير هدى ، بعيدا عن خدمة شعوبهم والوقوف الى جانب قضاياهم المصيرية ، وأوغلوا في تبديد ثروات الشعوب وتسخيرها لإذكاء الصراعات في بلدان عربية لا تتسق انظمتها وسياسات هؤلاء الحكام ، إذ لا ينكر إلا جاحد بأن جميع بؤر الصراع في بعض الدول العربية هي صناعة سعودية وقطرية وخليجية بشكل عام .

وفي تقديري ان الشعب العربي بالخليج اصبح اليوم اكثر وعيا بالمخاطر التي تهدده نتيجة لمغامرات غير محسوبة يقوم بها حكامه ، وإذا كان امراء الخليج قد نجحوا في ادخال شعوبهم في بيات شتوي طيلة العقود الماضية فإن المواطن الخليجي لم يعد اليوم مستعدا للاستمرار في التنازل عن حقه السياسي بالمشاركة الفعالة بالحكم والمساهمة في التوزيع العادل للثروة ، سيما وان الحكام في دول الخليج يستأثرون بالنصيب الاكبر بالثروة .

ففي الشقيقة الكبرى تذهب ما نسبته 60% من عائدات النفط الى الحسابات الخاصة بآل سعود في بنوك الغرب في حين تتوزع 40% بين تنمية وهبات لصنع الازمات في بلدان اخرى لذلك لا تستغرب اخي القارئ الكريم اذا قلت لك ان هناك شرائح مجتمعية في نجد والحجاز تعيش تحت خط الفقر.

ومما سبق فإن الوقت قد حان للمواطن الخليجي والعربي بحسب المعطيات على لارض للتحرك ضد الانظمة المهترئة واعادة اللحمة العربية باياد الشعب العربي بتجرد عن الأنا وباستقلالية بعيدا ايضا عن المشاريع الاجنبية ايرانية كانت او اسرائيلية او تركية او غيرها .

ختاما يا آل سعود اعلموا بأن اليمن عصي عن الكسر وبضاعتكم البائرة سترد إليكم فالشعب اليمني لم يقل كلمته بعد تجاه عدوانكم الغاشم فمؤامراتكم في هذا العدوان اضحت مكشوفة لكل اليمنيين الذين بنوا مشاريع البنية التحتية على مدى خمسون عاما بعرقهم وامكانياتهم المتواضعة ووجدوا انفسهام اليوم يشاهدونها تتدمر بطائراتكم وصواريخكم فمهما اوغلت صدوركم المسكونة بالحقد على شعب اليمن فانكم منهزمون باذن الله تعالى .

وان غدا لناظرة قريب.