- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
شئنا أم أبينا فإن الكثير من مواقفنا تجاه قضايا أوطاننا وأمتنا العربية والإسلامية صارت تنبني على أساس رؤيتنا لطبيعة العلاقة التي يجب أن تربطنا كعرب ومسلمين بالعالم الآخر؛ الغربي منه بشكل خاص، ونهدف في أكثر طروحاتنا إيصال رسائل لهم قبل إيصالها إلى شعوبنا وأمتنا العربية الإسلامية، وهي في كثير من الأحيان عبارة عن مواقف عاطفية تتراوح بين الإذعان الكامل أو الرفض المطلق.
ومن بداهة القول أن مواقفنا من الغرب يجب أن تنطلق من المصلحة العامة لأمتنا العربية والإسلامية، اسوة بهم، فهم يبنون علاقاتهم بالآخر على أساس مصالحهم التي تعد الثابت الوحيد لديهم، وفي ركابها تسير بقية العوامل بطريقة أو بأخرى.
وفي هذا الاطار لا مناص من القول بأن التعامل مع الغرب صار من مسلمات الحياة، بعد أن أصبح العالم في عصر العولمة عبارة عن غرفة كبيرة، وأصبحنا فيه كعرب ومسلمين من ضمن الأطراف المتلقية، بحكم التخلف الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه الدول العربية والإسلامية. لكن المفترض أن لا نسمح لهذا الاختلال في العلاقة - الذي يرجح كفة الطرف الغربي بحكم تفوقه السياسي والاقتصادي والعلمي والعسكري - أن يولد لدينا عقدة الشعور بالنقص، ويجعلنا نندفع بدون تروٍ ودراسة صوب اتخاذ مواقف صادمة لعقيدتنا الدينية وهوياتنا الحضارية والثقافية، بغرض تحسين صورتنا لديهم، خصوصاً بعد أن صارت مفردة (العربي) و (المسلم) تعني لدى معظمهم - مع الأسف الشديد – (الإرهابي) و (المتطرف).
وكذلك فإن تحسين صورتنا كمسلمين لدى الغرب يفترض أن لا تتمثل بخضوعنا للابتزاز السافر الذي صارت تمارسه الدوائر السياسية والاقتصادية والاعلامية الغربية ضد العرب والمسلمين، لكنه يكون بالعمل على إجلاء الصورة المشرقة للدين الإسلامي وحضارة العرب الخالدة، فديننا الإسلامي في جوهره هو دين يعلي من قيم العقل ويلغي كل قيد على الفكر والإبداع، ويوم فهمه أجدادنا كذلك تمكنوا من بناء حضارة مشرقة سادت العالم في زمنها، بينما كانت أوروبا تغط في عصورها المظلمة، ويوم تخلينا عن تلك الروح الوثابة للإسلام وحولناه إلى مهاترات ومساجلات وصراعات على سفاسف الأمور، التي لا تقدم في الدين والحياة ولا تؤخر، هوينا إلى هوة سحيقة من التخلف والجهل.
إذاً نحن بحاجة كمسلمين - بجميع انتماءاتنا السياسية - أن نجتهد من خلال الإسلام وليس من خارجة، لأن العيب ليس في شريعة الإسلام ولكن في بعض أتباعها من ذوي النظرة القاصرة، الذين يريدون أن يسوقوا لنا الدين من وجهة نظرهم الضيقة. ولا يقل عنهم قصوراً بعض المتغربين من المسلمين الذين قد تجد أحدهم يحتج عليك عندما تجادله بآية قرآنية أو حديث شريف، لكنك تراه وقد انتفخت أوداجه وأحمر وجهه وهو يصرخ في وجهك ليثبت رأيه أمامك بنص وارد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو يقدمه لك بطريقة يتوقع أنها ستخرسك، وكأنه قد أتى لك بشيء مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
دعونا نتفق أخيراً بأن آفة هذه الأمة إنما تتمثل في تطرف بعض أبنائها، سواء قبع ذلك التطرف في أقصى اليمين أو أقصي اليسار، مع ممارسة الإقصاء ضد بعضنا، وعدم قدرتنا على تنظيم خلافاتنا. وسيان أن يمارس ذلك التطرف والإقصاء للآخر واحتقاره باسم الدين أو باسم الحداثة، فالطرفان في حقيقة الأمر وجهان لعملة واحدة. وذلك ما يجعلنا نختم بالقول بأن المخرج الحقيقي لهذه الأمة إنما يتمثل في وسطيتها واعتدالها، وكذلك في عدلها فهو ضالتنا المفقودة.
ملاحظة: هذا المقال جزء من دراسة أوسع أعددناها بعنوان "الدين والدولة المدنية الديمقراطية" يوم كنا في اليمن نتحدث عن تأسيس الدولة المدنية الحديثة أثناء ثورة فبراير الشعبية، وقبل أن يصبح مثل هذا الحديث في واقعنا الراهن عبارة عن أضغاث أحلام.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر