- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- تقرير يكشف: إيران تشرف على شبكة حوثية للتحايل على العقوبات الأميركية عبر شركات وهمية
- اعتراف متأخر.. سفير بريطانيا الأسبق يكشف فشل اتفاق ستوكهولم وخطورة الحوثيين على البحر الأحمر
- تصريحات حاسمة تكشف ملامح مرحلة جديدة تقودها الشرعية اليمنية بدعم دولي وإقليمي
- العليمي: المشروع الحوثي تهديد وجودي للنظام الجمهوري والهوية اليمنية
- العليمي: القضية الجنوبية جوهر أي تسوية سياسية عادلة ولن تُحل بمعالجات شكلية
- عودة موقع الرئيس العليمي بعد توقف دام لساعات بسبب خطأ تقني
- فضيحة.. توقف موقع رئيس مجلس القيادة الرئاسي بسبب عدم سداد رسوم الاستضافة
- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟

في مقابلة مثيرة للجدل مع قناة “روسيا اليوم”، كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي عن استجابة المجلس لتهديدات صريحة أطلقها الحوثيون بقصف مطارات عدن والمخا والريان، مقابل تسليمهم طائرة مدنية كانت عالقة، ضمن ما تبقى من أسطول الخطوط الجوية اليمنية.
هذا الإقرار، وإن جاء على هيئة اعتراف متأخر، إلا أنه يختصر مأساة الدولة اليمنية في زمن السقوط الكبير: دولة لا تملك أدوات الرد، ولا حتى رفاهية التظاهر بالقوة.
لقد أصبح الفضاء الجوي اليمني مسرحًا للفوضى، والطائرات المدنية أهدافًا محتملة في صراع لا يعرف سقفًا للأخلاق أو القوانين، وبينما كانت الطائرات رمزًا لحرية التنقل والارتباط بين اليمنيين في مختلف المناطق، تحوّلت اليوم إلى أوراق مساومة بيد مليشيا لا تؤمن بالدولة ولا بمؤسساتها، بل تسعى لتكريس مشروعها القائم على الهيمنة والعنف والابتزاز.
تصريحات العليمي، التي أراد من خلالها تبرير قرار تسليم الطائرة، حملت في طياتها دلالات تتجاوز حدود البلاغة، إلى عمق الانهيار، فعندما يُبرر رئيس الدولة (أو من يفترض أنه كذلك) الرضوخ لابتزاز جماعة مسلحة بحماية ما تبقى من منشآت بلاده، فإننا لا نكون أمام أزمة عابرة، بل أمام سلطة فقدت الحد الأدنى من مقومات السيادة، وسلّمت ملفاتها الإستراتيجية لجماعة إرهابية.
هذه ليست المرة الأولى التي يُمنح فيها الحوثيون ما لا يستحقون تحت ضغط السلاح، ففي العام الماضي، استولوا على ثلاث طائرات يمنية أُرسلت لتسيير رحلات الحج، واستخدموها لأغراضهم الخاصة، قبل أن تُقصف لاحقًا وتُدمر، وتُضاف إلى سجل الخسائر الفادحة التي تكبدها قطاع الطيران اليمني.
الأخطر من ذلك، أن محاولة حديثة جرت هذا الشهر لاختطاف طائرة قادمة من عمّان إلى عدن، عبر تلاعب تقني بمسارها ليُظهر أنها متجهة إلى صنعاء، تؤكد أن مخطط الحوثيين للسيطرة على الطيران المدني لم يتوقف، بل تطور إلى قرصنة رقمية، وتنسيق محتمل مع عناصر داخل أنظمة الطيران، بما يُنذر بكارثة إنسانية، ويُظهر هشاشة المنظومة الأمنية للدولة.
في ظل هذا الواقع، لم تعد الدولة اليمنية تمتلك حتى أدوات “التجميل الدبلوماسي”، ولم تعد البيانات أو الإدانة أو “رفض الابتزاز الحوثي” تُقنع أحدًا، لا في الداخل ولا في الخارج.
فالمواطن اليمني الذي يُجبر على السفر في طائرة مهددة بالتحويل إلى صنعاء، أو الذي يُمنع من إصدار تذكرة لأن الحوثي لا يرضى عن المصدر، يرى الحقيقة عارية: لا دولة تحميه، ولا سلطة تواجه.
ختامًا، فإن حديث العليمي، بتوقيته وجرأته، لم يكن فقط اعترافًا بالعجز، بل كان إعلانًا غير مباشر عن سقوط فكرة الدولة ذات السيادة، ولعل السؤال الذي يجب أن يُطرح الآن ليس عن قدرة الحكومة على استعادة الطائرة، بل عن قدرتها على استعادة نفسها من حافة الفناء السياسي، قبل أن تصبح سماء اليمن نهبًا دائمًا للابتزاز الحوثي.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
