ليلة أمس ضجت مواقع التواصل الاجتماعية بتهديدات ضخمة جدا لأسماء يافعية هددت بأنها ستحرق الأخضر واليابس ردا على قرار هادي بإحالة أبو اليمامة وابوهمام للمسألة. اتصل لي صديق وقال ياخي شكلها بكره باتختبط
قلت له :" هيا شف زي ما قرارا هادي هذا ولابيصبح منه شيء شوف هذه التهديدات كمان ولابيصبح منها شيء نم واشرب حليبك وتغطى .
غضب "اليفع" واستشاطوا غضبا ولو أنهم تمنعوا لحظة واحدة فقط وفكروا لـ 3 دقائق فقط في الأمر لأدركوا جليا ان حديث هادي غير واقعي وغير قابل للتحقيق أبدا وانه مجرد موقف لحفظ ماء الوجه كرئيس دولة.
قلت لصديقي :" ساعات وسيسود العقل وسيبصرون مالايبصرونه الآن لحظة الغضب.
"اليافعي" تحكمه العاطفة وتقتله وتدمره، معك كلمتين طيبتين والله لايخرّج اليافعي اللقمة من فمه ويعطيك اياها ،معك كلمتين مستفزتين والله لايقاتلك إلى أخر قطرة دم ولن يفكر على ايش يقاتلك ! .
في حياتي كلها لم أجد حتى اللحظة يافعي "لئيم" أو خبيث أو يفكر على مدى بعيد بعمق وخباثة بالبلدي ناس جداديين لذلك كانوا طوال كل المراحل الفئة التي تسحق وتضحي ولاتنال قيمة تضحياتها.
حديثي هذا من القلب ليافع واتمنى له ان لايصل لقلوبهم لكن اتمنى ان يلامس عقولهم .
في عدن وفي الصراع الحالي دائما مايتم التضحية بيافع في الواجهة ، ومن يقدم يافع للواجهة يدرك "الطيش اليافعي" والاندفاع الزائد عن حده عند كثيرين منهم لذلك يتم استغلال الأمر بفظاعة شديدة.
البدو خبائث ولئام عاشروا الزيود فتعلموا منهم المكر والدهاء والضوالع فيهم الكثير من ذكاء (الإمام)ودهائه ، تصارعوا فيما بينهم وترافسوا وحنب بينهم اليافعي بطيبته وعلى سجيته.
منذ 3 سنوات يجول "ابوهمام" فقيرا محروما شوارع "عدن" دونما منصب ودونما امتيازات وهو الرجل الذي صال وجال بين جبهات عدن ،فلماذا يتذكرون الرجل حينما تحتاج الامور ان يوضع رجل ما في فوهة مدفع..!؟
مرت ليلة الأمس وجاء اليوم ومع ساعات المساء أصدرت قيادة المجلس الانتقالي بيانا اختصرته بأنها تدين ماحدث وتستنكره وأنها لن تقاتل احد أي والله هكذا قالوا :" لن نتقاتل مع احد! ..
يقف على رأس "الانتقالي" الكثير من اللئام سياسيا والدهاة وتقف "يافع" وحيدة على طول طريق رابطة بين كالتكس وصلاح الدين تتنازعهم الحدة والانفعال السريع والشعارات الفارغة..
قلتها لابو اليمامة وابوهمام قبل أشهر وكررتها قبل يومين :" حذار ان يأكل الآخرين الثوم بأفواهكم .
في "عدن" صراع طويل وكبير وعريض وليس مرحلي وغير آني ، صراع لن ينتهي بهجوم يافعي خاطف على الكلية العسكرية بصلاح الدين ينتزع استقلال الجنوب.
قلت لصديقي :" اخبرني لماذا لايجدون إلا يافعيا يحدث كل هذا الضجيج وهذه الهجمات ويلفت أنظار العالم إلى بقعة توتر وخراب..
لماذا لايأتون بقائد من "أبين"، لماذا لايكون ضالعيا ؟ لماذا يصرون ان يكون "يافعيا" من يتصدر مشهد الخراب هذا..!!؟
تحتاج "يافع" وقلناها فيما سبق ان تعيد ترتيب أولوياتها والا تكون حجر الذبح التي تسيل فوقها كل الدماء ولاينالها من لحوم الذبائح شيئا.
تحتاج "يافع" ان يكون لها القليل من اللئام ليس إلا ، قليل ممن يلعبون بالبيضة والحجر ولايصدقون خرافة " الباحثون عن وطن"
تحتاج "يافع" ان تدرك ان الجنوب لن يأتي غدا وان المسير طويل طويل ، تحتاج الا تكون تابعة لأحد لها كيانها الخاص بها ورؤيتها المستقلة وكل ذلك لن يحدث ابدا إلا متى ماتقدم العقلاء من أبنائها الصفوف ..
ولا شيء غير ذلك..
