- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
ظهر الفتى من كواليس مظلمة خلف مخيم صغير في مسرح السائلة بصنعاء القديمة متقدمًا بخطوات هادئة نحو موقعه وسط جمهور كثيف يجلس في الجانب الايسر من المسرح وعلى سلالم حجرية تنفذ الى نهر السائلة وفي الجانب الأيمن يظهر ثلاثة من خبراء الحوثيين (الشاعر عبدالسلام الكبسي ، معاذ الجنيد ، محمد القيرعي) ، وفي صدر المهرجان المصغر كُتب على لوحة بيضاء (مسابقة اختيار أفضل شاعر في حادثة مقتل خالد الرضي) .. تنحنح الفتى مع بقايا تصفيق متقطع ، منشدًا :
الوفاة قاسية
وجه خالد كان جميلًا
قتله الحوثيون غيلة ..
ما هذه الوحشية أيها المجهولون
أيها المجرمون الـ ..،
..
ضحك عبدالسلام الكبسي بعصبية ، مشيرًا بأصبعه اليمنى ليوقف الفتى الشاعر وصاح في وجهه : أيش هذا الكلام يا ابني ، اين المنتج ؟ احنا قلنا شعر وزوامل وشيلات لكن هذه شتائم لانصار الله ؟! ، ارتبك الفتى متسائلًا : أين الشتائم ؟
- يكشر القيرعي عن اسنانه القذرة متهكمًا على الفتى : باقي تقول ان السيد هو من قتل الرضي أنا (.....) عارك ؟ ، ضحك الكبسي والجنيد لتعليق صاحبهما ، واحتقن وجه الفتى غضبًا ووجلًا : رجاءً ما اسمح لك تشتمني ، نحن معًا ضد العدوان وهذا اسلوب استفزازي !.
نهض "معاذ الجنيد" من جلسته وضرب الطاولة الخشبية الكبيرة قائلًا : يا ابني انت داعشي والدواعش ارهابيين وهذه خطوة خطيرة منك ! ، قاطعه عبدالسلام الكبسي موجهًا أوامره لعدد من الملثمين المنتشرين على جنبات المسرح المفتوح : شلوه الحبس هذا الداعشي !.. يقفز الملثمون لحصار الفتى وسحبه من جلبابه وضربه بأعقاب البنادق وصوت صراخه واضحًا "ايش سويت ، الحوثيون الذين قتلوا الرضي مش أنا" ، لم يتدخل أحد ، وبعد فترة من الجلبة ساد الهدوء مجددًا ، وصاح القيرعي : دخلوا (....) عارو الجديد !.
- أطل شاب آخر بوجه حليق وجسد ممتلئ ، وفي عينيه دهشة وسؤال ، وقد بان ارتباكه وعجزه عن مواجهة لجنة التحكيم المتعصبة ، سأله الجنيد : أيش ناوي تسمعنا مليه ؟! ، تململ الشاب في وقفته وبحروف متحشرجه صاح كالمخنوق : شيله ! ، قال الكبسي مستوضحًا ، شيخه ! ، وضحك الجمهور وقد نسوا الفتى المحبوس ، زاد ارتباك الشاب وسعل بتقطع ، ثم أردف : شيله شيله ! ، بادره القيرعي بسؤال : ايش اسمك ؟ .
يزيد !
- يزيد !!
نعم ، يزيد الأموي .
- اوف اوف يا (.....) عارك ، يزيد مره واحدة وتيجي عند ال البيت تقل لهم هذا الاسم الشيطاني ، انت عارف ان جدك قتل الحسين عليه السلام وانت تيجي تكلمنا عن خالد الرضي ! ، لعنة الله عليك وعلى والديك يامنافق .
شحب وجه الشاب وأنكمش في وقفته محاولًا الحديث لكن صوته المبحوح خانه حتى صار أخرسًا يحاول النطق دون جدوى ، تملكه الرعب وأيدي الملثمين تتقاذفه حتى غاب في ظلمة الكواليس والليل .
..
صرخ احد الجالسين على سلالم السائلة بشعار الحوثيين ويده اليمنى معلقة في الهواء فردد الجمع شعاره ، وبعد لحظات ساد الهدوء مجددًا ، ودخل شاب نحيل هادئ مبتسم الثغرات وفي خديه غمازة واضحة كأنها بقايا طعنة ماتزال محفورة في وجهه المشرق ، تقدم بثقة نحو المسرح ولم ينتظر سؤالًا من أحد ، عدّل من وقفته امام مايكرفون صغير مثبت على واجهة المسرح بقاعدة بلاستيكية مستقيمة ، قائلًا :
يا خالد الرضي
لماذا
انت اليوم تقتلنا بجسدك
تعترض رصاصات المجاهدين
تقفز الى الفراغ
وتقول فينا بروحك ما لا يقال
انت المذنب
ونحن الطاهرون
آل البيت
آل الحكم
آل السلطة
انها لنا فقط .. وبيتنا
وحكمنا نحن المجاهدون
لماذا
لماذا
لماذا
أيها الداعشي المؤتمري
تقفز الى الفراغ
وتموت .. تموت .. تموت
وانت الذي اعترض رصاص المجاهدين
اعترضت المسيرة
والخميرة
والجزيرة .
..
دوى تصفيق حار من جمهور السائلة ، وفي تعليق على القصيدة يقول "معاذ الجنيد" هذه من قصائد السريالية التفعيلية ، وهي منهجية تعتمد على ملازم السيد رضوان الله عليه في الأدب والصدق ، وتقول الحق في زمن النفاق ! ، ثم التفت الى صديقيه قائلًا : علينا أن نصوّت .
..
في صباح اليوم التالي ، كتبت نبيهة الحيدري - نائبة رئيس تحرير صحيفة الثورة أن القصيدة فازت بالمركز الأول ، فيما تم إعدام بقية الشعراء الذين تقدموا الى المسابقة نظرًا لتجاوزهم الحد الأدنى من معايير المسيرة القرانية وركونهم على الطابور الخامس في احداث اختراق الجبهة الداخلية ، وفي تعليق على الأحداث قال الزعيم علي عبدالله صالح أن الشعراء الذين يظهرون لمحاولة "توتير" العلاقة الاستراتيجية بين انصار الله والمؤتمر الشعبي العام "هما" مدفوعين لإحداث خلخلة في الصف المقاوم للعدوان !.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر