السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمود ياسين
الأجساد والجثامين المدلاة
الساعة 20:33
محمود ياسين

هكذا هي حروب العصابات وهي ترد بعنف على ما تتعرض له تشكيلاتها من قصف جوي 
بينما يتدلى جسد اليمني من حافة سطح في ارحب ، اليمني عاريا ومعلقا مثل غلطة ذليلة لم يعد يراها العالم ، انسان ينتمي لبلد مهمش انتزعت منه دولته وصواريخه ، الصواريخ التي انطلقت اكثر من مرة صوب العدو معلنة عن غضب العصابة في كل مرة ولم تنطلق مرة واحدة بعد مذبحة 
ينتقمون لأنفسهم ، لما هو عليه حاجتهم لحماية هيبة جماعة والانتقام لكرامتها الحصرية بصواريخ شعب عليه الموت منكشفا بلا غطاء من سلاح دولة ولا ضمير انساني عالمي ، وضمن واحدة من رشوات التاريخ هي الأضخم والأكثر قذارة . 

شهدنا صورا لموت في افريقيا وموت في مناطق قتال الخمير الحمر وضحايا الجيش الجمهوري الايرلندي وشاهدنا جثثا متفحمة في مناطق النزاع في العالم ، موتا وفظائع وصورا وتقارير ، لكن هذه الموتة اليمنية وجسك يتدلى معلقا من حافة لوكندة محسوبا فقط على شعب لم يعد احد ليحاسب قاتليه ، لا أحد ،
لن تتوقف السعودية عن ممارسة هذا الخطأ الوحيد الذي يمكنها القيام به بدقة متناهية ، لن تتوقف عن اقتراف الجريمة الوحيدة التي يمكنها القيام بها دون خوف ردة الفعل والانتقام ، قتل اليمني دون حساب لصواريخ بالستية لم تعد يمنية ، ودون خوف ايضا من الذي كان يعرف ب" الضمير العالمي " قبل زمن الرشوة والسفالات العابرة للحدود الاخلاقية القديمة . 

قتل اليمني في بيته وفي صالة العزاء واثناء ما يبحث في السوق عن لقمة لاطفاله هو الانتصار الوحيد الذي يمكن للسعودية إحرازه بلا كلفة ، هذه النوعية من انتصار العهر المدجج بفائض الثروة والقوادين اثناء تدني قيمة انسان لم لديه غير قيمته التاريخية والكثير من المتاعب والديون .

وهو ذاته " قتل اليمني " الهزيمة الوحيدة التي يمكن للعصابة تقبلها بلا كلفة ولا أحد سيطالبها أخذ الثأر ، ويمكن فقط استخدام صورهم العارية لإحراج العدو والاكتفاء بإحراجه دون حاجة لاستخدام الصواريخ ، هي بالكاد تكفي لحسابات العصابة وحماية وجودها على حساب وجود وآدمية ودولة شعب كان يوما يظن موته مع السعودية ليأخذ شكل النهايات الفروسية المجيدة وليس هكذا " يموتون معلقين عراة بلا خندق ولا جيش " مذابح اليمنيين العزل غنيمة الطرفين ، مأساة الأجساد الشاردة في حرب الأنذال .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص