السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمود ياسين
الناس وصلوا ذروة التعب والوعي بالخذلان
الساعة 20:20
محمود ياسين

كان عليك منحهم املا ما وليس الاكتفاء بتخصيص الاف منهم لما بدى وكأنه تبرع عسكري من المؤتمر للحوثيين ، أكثر منه تصعيدا يمنيا عسكريا بوجه قوة خارجية تسببتما بعدوانها معا وتتواصلان معها كل على انفراد ، بينما نموت نحن، نموت ونتوجس ونقلق ونتحمس لأي اشارة قد تمنح املا ، الأمل لم يكن بتحويل الحشد المؤتمري لكتائب تجابه الحوثيين في شوارع صنعاء،

لم يخطر هذا للذين غادروا قراهم بحثا عن حياة يمكن التقاطها من السبعين وليس موتا في مداخل الشوارع ، لكن الذي قلته في كلمتك لم يكن لهم ولكنه للشريك وللذين يتفحصون من الخارج قوى صنعاء ومن يمكنها التعاطي معه بجدية اكثر، ولم يكن هذا هدفا بالنسبة لمن انهكهم التعب والحرب والحياة المهددة بلا دولة ، تعبوا من حربهم اللا متكافئة بوصفهم جموعا من العزل بمواجهة مسلحي الداخل وسلاح الخارج ، وفي حالة من العزلة وكأن العالم نسينا الجبهة في الحدود يفترض بها جبهة يمنية اولا واخرا ولا يمكننا مقايضتها بكل الذي كنا عليه من الحياة في ظل دولة جمهورية وحزبية وحريات في حدودها الاقل تحمس بعضنا للفعالية وضمن مجازفة بالسمعة الثورية لحساب عقلانية من لم يعد لديه غير اقتفاء منطق المحاولات، هذا الحشد هو افصاح عن اليأس والرجاء معا ، شكل من الاستسلام لموجة من المشاعر المتناقضة لأناس يريدون استعادة دولتهم والحصول على السلام ، عبر مشاركتهم في فعالية انتهت بإعلان يلتزم بثنائية الحرب واللا دولة . 

لا يمكن لهذه الجموع الهائلة ان تكون من الضلال بمكان او الحمق، ولا يمكن ان يتفق هذا العدد ويتواطأ على ادعاء حب شخص كان رئيسهم ويظنون انه لا يزال الرئيس ولكن بطريقته وان بوسعهم تخليصهم مما وضعهم فيه ، لم يحظى سياسي في التاريخ بهذا القدر من التفهم والرهان عليه بإصرار وعناد شعبي مبعثه اليأس ، اليأس من كل شيئ وبقي لديهم هذا، كتبنا نحن وجوبه بعضنا امثال خالد الرويشان بعملية ثورية تسعى للإطاحة به من الذي كان اسمه عرش القلوب المتمردة ، حاجة الناس لبطل في وضعية كهذه ، صوت يخبرهم ما يحتاجون اليه ،

يمنحهم انحيازه العاطفي كله وعند اول اختلاف يجردونه من كل الذي منحوه لحظة انتشاء ، لم يكن خالد بطلا وهو يمجد الموت الشجاع والمآثر وينحاز للمقهورين بانفعالات على مقاس لحظتهم ويبالغ في الاداء احيانا وليس خائنا اذ سمح لنفسه بالرجاء في حشد اليوم، كلما هنالك ان الناس قد وصلوا ذروة التعب والوعي بالخذلان ، يحتاجون من ينحاز لهذا التعب ويمنح وعدا بحياة تتخطى حسابات اللحظة الشخصية والحوافز الحزبية التي ستظهر لاحقا ، إلى حافز عملي يقدمه رجل لا يعرفون كيف يمضون قدما دون وضعه في الحسبان ، ليس حشد اليوم فقط. ، الجميع يدور حوله ، عقل خصومه ورجاء انصاره ، إما بوصفه شيطانا بدائيا وتفسيرا وحيدا لكل الشرور، او بوصفه الملاك الشيطان معا عند انصاره، و " منك وعليك. "

في وعي اناس تخلت عنهم النخبة وبلغ بهم التعب حد الحاجة لأسطورة تبدو واقعية وهي تلوح للجماهير من المنصة بعد كل الذي حدث ، أسطورة استخرجوها من حكاية واقعية مع رئيس يذكرهم بأيام الدولة المستقرة مقابل نسيانهم المجازفة بمصيرهم ، حاولوا استخدامه اخيرا كأسطورة فاستخدمهم كسياسي ما كان عليه اليوم تحديدا تقديم حاجته اليهم على حاجتهم اليه .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص