السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
زكريا الدهوه
رماد الورد!
الساعة 17:13
زكريا الدهوه

استيقظ من النوم : بابا يالله نروح اليمن!
أنا : صباح الفل يا بابا ، إن شاء الله بعد ما أخلص دراستي.
يحيى : صحيح يا بابا فيه في اليمن ورود كثييييييير؟
أنا : مش مستوعب السؤال ! محتار ! هل أكذب عليه أم أصدقه القول ؟
مازال صغيرا ، لكنه وضعني في عنق الحيرة . 

مازال يحيى يحلم كثيرا بالسفر إلى اليمن حيث يرى في منامه أنه يجري كنحلة أو كفراشة يتنقل بين الورود ، وهو لا يعلم أن الورود التي في منامه ما هي إلا أضغاث أحلام !
نعم أضغاث أحلام! 
حين كنا أطفالاً كان من يحلم بالحياة يفسرون حلمه بالموت أي بالعكس ، ومن سيتزوج سيموت، ومن يموت سيكتب له عمر جديد !!! كيف أفسر له الحلم إذا ؟؟!!!!...
إن قلت له نعم فأي ورود تلك التي تنتظره ، هل مازال الورد ذا رائحة في بلدي ؟! هل مازال الناس يتوقون لعناق الورد وزراعته؟َ!!! .

سبعة أشهر وتزيد دون مرتبات ، الأرواح أزهقت ، التعليم ينقرض، الناس تلهث خلف الغذاء والحاجات الأساسية للحياة دون جدوى. موظف ينتحر كي لا يرى أولاده يموتون أمامه جوعاً في عزة نفس، مدرس يتنقل بين أكوام القمامة يقاسم الذباب لقمته، كاد المعلم أن يكون ...... أح أح، من سيزرع الورد إذا ؟!!!.
حكومة في الرياض وحكومة في صنعاء ، كالنار تأكل بعضها بعضا، والشعب رماد ذاك الصراع ، هل صار الورد رماداً في تفسير الأحلام...!
حكومتان يا بني جعلتا جواز سفرك هذا دون قيمة، حين يدرك الآخرون أن هذا الجواز تتقاتل فيه الورقة الأولى مع اختها الورقة الثانية ، كلاهما تحاول تمزيق الأخرى بلا هواده، حينها يظن بك الآخرون ظن السوء. 

حكومتان يا بني تجعل علماءها وعباقرتها ومتفوقيها في سلة المهملات في الداخل والخارج ، أستاذ جامعي لا يجد ما يقتات به أبناؤه ، طالب متفوق في الدراسات العليا في الخارج لا يجد مصروفاته اليومية ومهدد بالتشرد لعدم دفع إيجار سكنه. من سيحترم هذه الوريقات التي تحملها بين يديك. 

حينها ستدرك أن الورد صار رماداً! 
ومع ذلك يا بني سنزرع الورد من جديد وستزرعه أنت، وسيزرعه أولئك الذين يعملون بصمت بعيداً عن أدخنة البارود، سنزرعه بالحبر ثم سنسقيه بالعلم وأؤمن يقيناً بذلك.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص