السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمود ياسين
شغل الدينمه
الساعة 18:57
محمود ياسين

يتوقع القارئ شخصية خرافية للكاتب او يظنه عميق وجذاب ومبهر هكذا وعصي على الغضب، 
يطلب الي قراء كثيرون اضافتهم من خلال رسائل عالخاص لم اتبين اغلبها الا مؤخرا ذلك ان الماسنجر يطلب هو الاخر قبول اضافة ، نحن في اليمن اكثر عناء من صخب الحياة وضغوطها من ان يتمتع احدنا بمزايا فكرة النخبة والانتليجنسيا ، اذ تصل اليك اخبار طباعة روايتك الجديدة وانت فوق التانكي تصرخ للحارس الى اسفل العمارة : شغل الدينمه 

تعرفت لاصدقاء ملهمين جعلوني احب كوني كاتبا اكثر ، انهم اقل تطلبا ولم يتوقع احدهم مصافحتي وانا ارتدي ربطة عنق وبيدي بيب تدخين ، وجدوني صاحبهم قرويا قرأ جيدا ويملك فحسب اندفاعة تجريب التفوه باكثر الامور بساطة على نحو جذاب ، قاسمتهم الببسي والافكار والكمران ، ضحكنا ولم نتبادل الاكتشافات الانطلوجية الملهمة ، غير انني في كل مرة التقيت فيها بقارئ يخبرني انه يتتبع كتاباتي من ايام نوافذ والصحوة والثوري ، " كانت ايام وكان معانا مجلات وصحف ومقر لجنة مركزية تصدر ثوري نكتب في اخيرتها ونصافح خالد سلمان محدقين في شاربه الضخم " ، المهم انه لم يحدث ان اظهرت تحفظا ازاء رجل شغوف اتى يبحث عني متوقعا الجلوس مع فصل من تبادل الهزء ومصافحة السرديات الأقل تحفظا ، لم اظهر لأحدهم تلك المسافة التي ابقاها مكسيم غوركي مع بانيت استراتي الذي قطع الاف الاميال ليصافح كاتب رواية الأم ويبادله الاعترافات والاحضان والدموع ، لقد صافحه بتحفظ وقال كزنتزاكي صاحب زوربا ، الذي رافق بانيت استراتي للقاء غوركي وبقي يحذره طيلة الطريق من المبالغة في الشغف ، قال ان غوركي صافح استراتي وكان من عينيه ثمة شلال حزن يتدفق ولا سبيل الى شفائه ، صافحهم ومضى ليهتم بضيوف اخرين ولم يقل شيئا ، حدق استراتي في الارجاء ، لا اعترافات لا هتاف " أووووه استراتي المرح " ، غادرا وكان بانيت يمشي مخذولا ولاحظ كزنتزاكي ان قنينة النبيذ تتدلى من جيب سترته " الكوت" المتهدلة ، بمشية خائب الرجاء الذي غادر بقنينته ولم يقاسمه الروائي العظيم شيئ ولم يبادله نخب الاحزان العظيمة والصداقة الطازجة للتو،  اعرف انه علي ايضاح الفارق بيني وبين غوركي " بتواضع" تقديرا لمراقبي مظاهر الغرور ، على انني فيما بيني وبين نفسي وبيني وبين من يقرأ لي دون تواضع ، نعرف ان كتاباتي الروائية ستجد طريقها يوما لرفقة زوربا والدون الهادي ، لكنه حديث اخر عن كيف ان في داخل كل كاتب منا ومن جهة نفسية محضة مزاج بانيت استراتي بوصفه عرضة لخيبة الرجاء مقابل المبالغات العاطفية ، توقع لخيبة الرجاء على الدوام اكثر من توقعات القارئ ، ربما هو ما يقال عنه " الوعي المبكر بالخذلان " بوصفه شرطا للابداع . 

هذا حديث للاصدقاء الذين ينتظرونني كل مساء ابادلهم الاعترافات والمرح والدموع ، واشارة لكون هذا الذي اطلبه الان من تنبيه لي "بطلب الصداقة في تعليق " 
هذا ليس عرضا سخيا مني وما شابه ، هو فقط اهتمام بتفصيل فني ربما يمنح ايماءة ود صميم تجاه من قاسموني الكلمات في دنيا لم يعد لدينا فيها سوى الكلمات .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص