الأحد 10 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
أروى عبده عثمان
الجامعات اليمنية باعتبارها "دار حرب " "العدينية الجهادية " أنموذجاً
الساعة 18:11
أروى عبده عثمان

تضامناً مع الدكتور فؤاد العامري.. 

لعقود من الزمن جرى الاشتغال على الجامعات اليمنية من قبل الجماعات الإسلامية " الإخوان المسلمين " ، والعسكر والقبائل والمشايخ باعتبارها دار حرب برسم المُلك والغنيمة .. 
الجائحة "العدينية" التي تعصف بتعز اليوم و" التي ليست باريس " كما يخبرنا ويرهبنا " الشيخ الفقيه والبرلماني وخطيب المسجد وموجه التربية والتعليم  والقيادي  في حزب الإصلاح  "  :أحمد عبدالله العديني ،  من قبة البرلمان إلى المسجد والمدارس والجامعات والشوارع والتجمعات ، ليست بجديدة ، فهي واحدة من المليشيات التي رضعت من ضرع منظومة أساطين ووعاظ السلطة ، وقادة " الإعجاز العلمي في القرآن " في العملية التعليمية والتربوية ، أساطين القبضة الإعلامية المؤسلمة ودعاة الجهاد والإرهاب ممن تصدرت أسماؤهم قوائم الإرهاب الدولية - ومعنا "شغمة" منهم تتكاثر كالجراد في ظل الحرب واللادولة والتعمية المستدامة . 

إن حادثة الإرهاب وترهيب العقول من أساتذة الجامعات اليمنية كحادثة الدكتور : فؤاد العامري أستاذ علم نفس النمو في جامعة تعز ، تعد قمة الانتهاك الصارخ للمجتمع المدني وللدساتير والقوانين ، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني الشامل .. ليس فقط بذبح العقل في ساحة الجامعة ، ومكاتب عمادتها التي أنصفت الدكتور العامري ببيانها وفصلته من عمله في آن ، والذي يعد " بيان العار " ! بل تدخل المليشيات في شئون العلم ، وفرز أساتذة الجامعة بمقصلة الاستبداد بثنائية : المسلم /المؤمن و الكافر ، الحق والباطل ، الفقيه و المنحل ، "الفرنسي والتعزي " – كما صرح في كتاباته -  أي سيف " الولاء والبراء" لكل زمان ومكان .

       " العدينية " هي أحد أذرع الجهاد المسلح مثلهم مثل أي مليشيا تشتغل على العنف والإرهاب .. ومدينة تعز تربة خصبة لهم في كل آن ، باعتبارها اليوم دار الإسلام وحاضنة لكل " أمير مؤمنين " ، والجامعة كالمدارس ، كالمؤسسات التعليمية والتربوية : دار حرب يجب أن تكثف الغزوات عليها ، والغزوة الكبرى : استئصال العقل ، ألا تفكر ، أن تصبح خرساء مصابة بالسكتة العقلية قبل القلبية .. والذاكرة مثقلة بهذه الغزوات في المدن اليمنية ، مازلنا نتذكر غزوات عبد المجيد الزنداني ومليشياته ، ( الزند – عدينية) لجملة المدارس والمعاهد ومراكز الدراسات والأبحاث ،كمركز الدراسات والبحوث التطبيقية للمرأة ، الذي ترأسته الأستاذة الرائعة الراحلة " رؤوفة حسن " التي كُفرت،  وغادرت اليمن هرباً من سيوف الله المسنونة ، بل وأغلق المركز بحجج نشر الفساد والمجون وو..الخ ، ولا ننسى سلسلة التكفير والملاحقات للشعراء والفنانين والروائيين ، نتذكر تكفير الدكتور والشاعر الكبير عبد العزيز المقالح ، وتكفير الروائي محمد عبد الولي  بعد موته بأكثر من ثلاثين عاماً ، والناشطة الأستاذة توكل كرمان ، وعشرات الأسماء التي أرهبت بالا تفكر ، وألا تنتج خارج حجاب " الخرقة "الزند -عدينية " رقعة العقل .. ولا ننسى مؤتمر الحوار الوطني 2013وفتاوى الإرهاب بتكفير "أعضاء فريق بناء الدولة " بالفتوى الشهيرة " با مخرمة " ، والحملات ضد مؤتمر الحوار الوطني .. حتى " النص الدستوري المقترح بتجريم زواج الصغيرات" لم يسلم من إرهابهم "ذكوراً وإناثاً " ورأينا غلياناتهم من مسيرات وبيانات ، وعنف التجريم والتفسيق والتخوين ، وتهم التغريب التابعة للأوربة والأمركة والإسرائيليات والروافض ..الخ في شوارع العاصمة والمدن اليمنية .

جائحة المليشيات وغزواتها وكرها وفرها ونكفها ونفيرها وفزعات البدواة والقبائلية المسلحة ، تأتزر بالمقدسات ، تستعر اليوم ، تتجول بكل حرية في تعز وعدن واليمن قاطبة .. لا يهمها حجاب المرأة ، والاختلاط ، والصلاة والصيام ..الخ والأمور الشكلية ، هذه مجرد أدوات لإنجاح مشاريعهم الكبرى : ذبح العقل ، ألا تشتغل بذور التفكير والسؤال ، والدهشة ، ألا يتجول العقل في الكتاب والمعرفة ، ألا نفرح ، ألا نبتهج ، ألا تصدح أصواتنا وأرواحنا بالموسيقى والحركة .. أن نخلق ونموت كقطعان معكومة ، مسلوخة ، لا تتنفس ، ولا ترى الضوء خارج سيف الفقيه : " فوهرر "الإسلام السياسي " ب" مع " و" ضد " تبعاً للمقولة الشعبية " ما قاله الشيخ والفقيه سبر" .

"الخرقة/ الحجاب"  التي يتقاتلون عليها باسم عفة المرأة ، هي " عكم العقل " استئصاله ، وغل الجسد بالغلق الديني المسلح ، لا تكن إنساناً كامل المواطنة .. المرأة كدار حرب أيضاَ لمغانم جهادية محلية ودولية ، المرأة كبنك لتغذية صراعات قبورية بين عيال فاطمة وعائشة .. وجثث المعاويات والحسينيات .. الخ من جهاد الفرغة والمفراغة لوعاظ السلاطين بالأمس واليوم وغداً إن لم تأت الدولة القوية بدستورها وقوانينها كحامية للجميع .. 

     ومثلما جرى ويجري الاشتغال على جسد المرأة ( دار حرب وغنيمة ) يجري الشغل بحرفية عالية على بقية الكيانات : العقل ، الضمير ، الجامعة والكتاب والصحيفة ، والمسرح ، والمقهى ، والسينما والمتحف ، حتى صاحب البوفيه/المقهى لم يسلم من غزواتهم الأبدية .. فعرّفوا وطابقوا بين المتناقضات لتهييج المجتمع :  العقل هو الكفر البواح ، بين الجامعة كمفسدة صغرى وكبرى ، المدنية والحوار والدستور كأضداد للشريعة ، العلمانية والحداثة ، كأشياع الردة والارتداد وهم المجوس والروافض ، المقهى والمجون ، حقوق الإنسان وتفسيق المجتمع وانحرافه، الجندر والمساواة / كوجه للمثلية والدعارة والغربنة الأمريكية الإسرائيلية ، أيضاً ربطهم بين  الاشتراكية وإلغاء الدين والتفسخ والإباحية ، و أن الرجال يشاركونك زوجتك " ، معنى الحرية أن تكون ابنتك عارية وفي المراقص ، أيضاً مفهوم الآخر هو الكافر / الشيطان / العدو  الذي وجب الجهاد عليه ودفع الجزية حتى وهو في بلده ، كذلك تعريفهم للناشط ، الناشطة ، هم أعداء الإسلام ..الخ ، من اقتصاد جهاد الفرغة والمفراغة التي تعج بها بلادنا في الريف والحضر ، وفي كل تراب :الجمهورية اليمنية .. 

**
    فمن يوقف جائحات الإعجازات العلمية ، و"القرآنات الناطقة " ، حراس العقيدة ، محاكم تفتيش العقل والحرف والجسد والملبس والضمير؟ من يوقف بلدوزر " العكفة "المليشياوية الساحقة الماحقة في  اليمن وفي تعز التي يجري وبلهاث لتحويلها إلى إمارة  إسلامية لاتختلف عن إمارات القاعدة ؟ 
من يحمنا من هذه البلطجة لمليشيات ( الإسلام – السياسي) المسلح والمنفلت وتوالدها الذري على كل تراب تعز واليمن ؟ 

ألا يكفنا الحرب والحصار ، والدمار والتهجير والجوع والعطش والظلام والظلامية والطاعون ، وهندسة الجهل والتعصب والطائفيات لتهب علينا قذائف العدينية وأخواتها ، وعيالها وبناتها وأجنتها ، والتي يتباهى البرلماني –الفقيه – والتربوي – الشيخ –وأحد أبطال ثورة الربيع 2011 ، في منشوارته الإرهابية : " قذائفنا أصابت أهدافها بفضل الله ورحمته ، أعني بالقذائف هي الكلمات لان الشهيد سيد قطب رحمه الله قال إن الكلمة قد تكون بمقام القذيفة، وأنا في خطبي في مسجد النور أرسل قذائفي لفريقين وهما الروافض والليبراليين والعلمانيين والحداثيين وعندما أسمع صيحاتهم من منبر مسجد النور أشعر أن القذائف حققت أهدافها فأقول الحمدلله على هذه النعمة " ؟ 

**
أخيراً : 
من المخجل أن يصمت صمت الموتى أساتذة الجامعات وبالأخص جامعة صنعاء  التاريخية عما حاق بالجامعة من خراب وتكفير ، وامتهان للعملية التعليمية برمتها .. وأخيراً وليس بأخير : فصل الدكتور فؤاد العامري من عمله ، وتجريم عمله  الأكاديمي ، وإشعال الفتنة بينه وبين  الطلبة والطالبات باسم الحجاب وغيره .. معيب هذا الصمت  وحالة اللا تضامن ، واختزال دورهم الأكاديمي  باللهاث والجري حول الراتب فقط .. يا أساتذة الفكر ، أيها الأكاديميون والأكاديميات ، أيتها النقابات الحقوقية في الجامعة والمنظمات المدنية .. قضايا الإنسان لا تتجزأ .. قضية الراتب مهمة ، وقضية الإنسان أهم ، قضية زميلكم في السلك الأكاديمي . 

بخلتم حتى ببيان .. الله يخزيكم يا أكاديميين ، ويا نقابات؟ وأطال الله بعمر الدكتور أبو بكر السقاف أستاذ الفلسفة بجامعة صنعاء ، وهو يتضامن مع كل من يتعرض للانتهاك ، ورحم الله الأستاذ الدكتور : محمد عبد الملك المتوكل أستاذ علم السياسة بجامعة صنعاء ، الذي جاهر في 2011  بتعريفه لأساتذة جامعة صنعاء بأنهم "مجرد كائنات تتظاهر وتنتفض فقط من أجل الراتب  ، ولا سواه " !
وإلا كيف تشوفووووا؟ 

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص