- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
لم تكن ثورة فبراير الشبابية2011م حالة ترفية ، بقدر ما كانت إنعكاساً حقيقياً لأوجاع بلدٍ برمّته ، واستجابة طبيعية لتطلعات اليمنيين ، التي مثّلَها توق اليمنيين للخروج من دائرة البؤس الذي حاول نظام صالح إبقاءنا فيه .
ربَّما تخطتْ ثورة فبراير ٢٠١١م العظيمة كامل التوقعات ، وتمكنت من تحطيم كامل تحصينات النظام السابق وأدواته وآلياته ، ونجحت - بشهادة الجميع - من التفوق وانتزاع حريتها واستعادة كرامتها وحقها في أن تقول للديكتاتوريات والصنمية الخادعة : كفى.
تمرّ هذه الذكرى كما تمرّ في ذاكرتنا المقاومة لرغبات المحو والقسْر ، ذكرى رفاقنا الذين منحوا الوطن أرواحهم المكتملة النقاء ، من أولئك الشهداء الذي سقطوا برصاصات الدولة المناطقية البغيضة.
تمكنت ثورة فبراير العظيمة من تفتيت العقليات المستبدة ، وبعثرتْ كل مشاريع الديكتاتوريات المستقبلية ، ونجحت في تحويل كل الأصوات المستبدة والأيادي المتسخة إلى ذكرى مهملة ومنتهية الصلاحية ، حتى وإن اعتقدت النجاح بعودتها كأدواتٍ هتم إعادتْ تصنيعها من جديد ، إذْ لا يمكن لطاولة الوطن أن تتزين بأدوات وأواني بلاستيكية ، يدرك الجميع أنها أتتْ من أحذية ممزقة ومهترئة .
كنا في الساحات نخوض صراعاً محتدماً ، مع كل الموروثات المتهالكة ، ولم يكن أمامنا سوى المضي في هذا الدرب - دونما اكتراث بكل ما يتوجب علينا تقديمه وبإصرار لا ينقصه التحدي - ومقارعة الأوهام والوهن دونما توجسٍ أو ريبةٍ في نُبْل المقصد والهدف الذي كان عامَّاً ، وهو ما أشعرنا بقيمة ما قمنا به في ذلك اليوم الفارق في حياة بلد ، اعتقده المستبدون - وقد أعملوا فيه البؤس - حقلاً لإجراء تجاربهم العفنة وممارساتهم القذرة .
لقد اندفعنا ومعنا كل فئات المجتمع في درب الحرية ، بأحلام بيضاء ونظيفة من كل الأمراض المتوارثة ، تحت شعار الدولة والمواطنة المتساوية ، والرغبة في دولة مدنية قوامها الحقوق والحريات ، والديمقراطية والمواطنة المتساوية .
لم يقتصر هدفنا على إسقاط النظام بقدر رغبتنا في التأسيس لدولة حقيقية ، لا دولة تحولت إلى كنتونات وإقطاعيات خاصة . ولعل الشعارات والأهداف التي رافقت ثورة الشباب في ٢٠١١م ، تؤكد بشكل جلي أنْ لا ضغائن لدينا تجاه أحد ولا أحقاد تحكم رحلتنا في تحقيق أحلامنا والوصول إلى هدفنا وبناء الدولة الحقيقية .
ربما كان تسامحنا إنعكاساً صادقاً لتسامح ثورة فبراير المجيدة ، ولن يجد الندم طريقه إلينا جراء هذا التسامح ، برغم ما حصدناه جراء ذلك من عودةٍ للنظام السابق البائد وبتحالف مع الحوثيين ، كثورةٍ مضادةٍ إنتقامية ، لم تطل ثوار فبراير ورموزها - فقط - لكنها طالت الوطن وحوّلتْه إلى ما يشبه خرائب ، أنتجتها يد السلالية والمناطقية والطائفية ، ما يجعل مسؤولية ثوار فبراير مضاعفة إزاء إختطاف الحلم .. الوطن .. الدولة .. والمستقبل .
لقد كان على ثوار فبراير مقاومة هذا التغول المميت والقاتل ، وبإستعداد بالغ الجاهزية لتقديم التضحيات العظيمة ، بدءاً بمن سقطوا في الساحات مروراً بمن سقطوا ويسقطون كل يوم دفاعاً عن ثورةٍ ، لا يمكن لأعتى القوى أن تنال من قدسية ذلك الحلم ، ولعل سجون تحالف الحوثي وصالح شاهدة على هذه الممانعة التي أبداها ثوار فبراير لإنقلاب الحوثي - صالح ، ونظرة سريعة لعدد الذين في سجن الحوثي - صالح
كافية لإدراك حجم التضحيات التي بذلها وسيبذلها ثوار فبراير كي تتحقق أهدافهم .
ليس لدينا ما نحتفل به سوى الإحتفال بأرواحنا المقاومة والعصية على الكسر والقسر....
أرواحنا التي خطّت البدايات الأولى للبلد ، ورسمت الحياة بتفاؤل ، لم تعكره أصوات القذائف والتفجيرات، وهي رسالة نقول فيها أننا لا زلنا أحياء وأكثر تفاؤلاً بانتصار الحلم على الأحقاد والضغائن ،
وها نحن ننتظر بأحلام أكثر بياضاً النهايات المرعبة التي تنتظر العابثين بهذا الوطن ، وتخط البدايات الحقيقية للميلاد المنتظر والمَرُوق .
كما أن الجميع مُلزم بالوقوف إلى جوار عودة الدولة وسلطاتها ، وفق مخرجات الحوار الوطني والشرعية التي توافق عليها اليمنيون، وعلى ثوار فبراير أن يكونوا أكثر يقظة ، وأن يقفوا سداً منيعاً أمام أيّ خذلانات قادمة من جانب النخب السياسية ، والتنبه لأي محاولة من هذا النوع ، وفاءاً لدماء من سقطوا في كل بقعة جغرافية من وطننا العظيم .
وعلى ثوار فبراير التمسك بلحظة الإنحياز الحقيقية للمستقبل المستقبل الذي سيكون بمقاييس تضحيات بلدٍ ، لا زال حاضراً بتاريخه وحكمته وأنفته . رحم الله شهداء فبراير وكل الشهداء وحفظ الله اليمن .
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر