السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
شيء من الإنسانية
الساعة 20:59
أحمد طارش خرصان

تغيب عن سماء إب ، لكنها سرعان ما تجد الفضاءَ لتُعاودَ الشروقَ على جغرافيا وعالمٍ آخرٍ ، سيشعر بدفء تواجدها بينهم حقيقة لا مجازاً ، وسيلمس بحواسه - المنكسرة - ظلَّ هذا القادم ، مزدحماً بإيمانه بواجبه تجاه ألامهم وآمالهم .تتجول الشركة الأهلية للمياه المعدنية ( بلادي ) في مساءات الفقراء والمعدمين في مدينةٍ ، لم تعد قادرة على مناجاة البحر تحت قصف الطائرات وهوس الموت .

في الحديدة تتحسس الشركة الأهلية للمياه المعدنية ( بلادي ) أوجاعنا جميعاً ، وتمتشق ما تبقى من إنسانية خالصة لتقارع الموت والجوع كما يفعل النبلاء ، وتشهر في وجهنا الكثير من علامات الإستفهام تجاه ذواتنا ، وكيف أنها أضحت بيئة خصبة لنمو القيم المريضة والسلوكيات المستفحلة في الخطيئة ؟

في القرى المُشْرعة على المجهول ، تتكدس الجثامين الحيَّة وهي تسطّر الفصول الأولى لجائحةٍ ، لن تستثني أحداً في هذا البلد ، وربما سنصحوا - يوماً - لنجد اليمن وقد أضحت الحديدة أنموذجاً قابلاً للتداول وإنجازاً فارغاً من الأمجاد .

تُعْلي الشركة الأهلية للمياه المعدنية ( بلادي ) من واجبها غير المشروط تجاه المجتمع ، وتنطلق ليس من كونها شركة أهليةً ، أخذت على عاتقها مهمة المشاركة في كافة المناشط الإنسانية فقط ، بل من رغبتها في أن تعيش إنسانيتها وبالطريقة التي تراها مناسبة .

قد يكون ما أكتبه إعلاناً دعائياً من وجهة تجارية محضة ، لكنه بالمقابل عملاً متفوقاً ومتقدماً ، لن أتوانى في الإشادة بكل عمل إنسانيٍٍ لا هدف له سوى التخفيف من وجع الآخرين ، ولو كان في بعض جزئياته حضوراً الحس التجاري والمكاسب التي ستعود على الفاعل ، ولعل الجميع يدرك أهمية الحضور لمثل هذه الكيانات التجارية في الفراغات التي خلفها الساسة والحمقى .
تعكس الكيانات التجارية والشركات الصورة الغائبة لأخلاقيات ملاكها وقيمهم الإنسانية ، وإيمانهم بواجبهم تجاه الوطن 

والذي يدفعهم إلى تبني مثل هذه المناشط والمبادرات الإنسانية ، ولعل الشركة الأهلية للمياه المعدنية ( بلادي ) منذ إنشائها لم تكن سوى لوحةٍ فنيةٍ جديرةٍ بالتوقف عند حدود فضاءاتها المكسوة بحس الحاج يوسف عبدالودود رئيس مجلس الإدارة ، والذي أجاد الإستثمار في القيم والأخلاقيات السامية ، مسنوداً بنائبه والمدير العام صلاح الدين عبدالغني ، والذي يجيد بعفويته وتلقائيته إصطياد الإعجاب والمباركة لكل ما يقوم به من أعمال إنسانية ورعايةٍ لكثير من المناشط في محافظة إب باختلاف تفرعاتها الإجتماعية الخيرية والتعليمية والثقافية والإنسانية .
أن تحضر الشركة الأهلية للمياه المعدنية ( بلادي ) ، فذلك يعني أن مسبارها ومكوكها العزيز عرفات شرف حاضرُ في قلب الحدث كسفيرٍ للقيم والمثل ، ولا أعتقدني جانبتُ الصواب في توصيفي السابق للصديق العزيز عرفات شرف ، إذْ أن الجميع يعرف إلى أيِّ المثل والسلوكيات ينتمي عرفات شرف ؟

ألف سلة غذائية تكفلت الشركة الأهلية ( بلادي ) بتوزيعها على المحتاجين والمعوزين من أبناء الحديدة ، وكم أتمنى على نائب المدير العام للشركة أحمد يوسف عبدالودود ، والذي أثرى تجربة والده الإنسانية كإبنٍ صالحٍ وإداريٍ ناجحٍ ، النظر إلى معدمي إب وفقرائها في المديريات المشرعة على المجاعة ( فرع العدين - مذيخرة - جبلة - الظهار - المشنة ) كما لا أنسى تذكيره بدار الحبيشي لرعاية الأيتام ، والذي يسرد مدير الدار العزيز عرفات شريف ما يفوق قدرته على التحمل ، نتيجة لانقطاع موازنة الدار منذ أكثر من عامين ، قائلاً وبوجع : ليمنحنا أولئك المحسنون بعضاً من عطاءاتهم ..!!!
أتمنى أن يكون للشركة الأهلية للمياه المعدنية ( بلادي ) حضورها المميز في عوالم الأيتام ، لتكون أباً لمن لا أبَ له وحضناً دافئاً لكل من فقد ملاذه. 

تحية للشركة الأهلية وتحية لكل فريق العمل ، وهم يتقنون إنسانيتهم التي اختُبرتْ بقسوة .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص