السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أحمد طارش خرصان
أمن إب وعصابات النهب والمتهبشين
الساعة 12:49
أحمد طارش خرصان

لم تكن إب بمثل ما هي عليها الآن ، ولم تنل - من قبل - ما تناله اليوم من سخاء وكرم السلطات الأمنية ، وهي تمنح المستهترين واللصوص صكَّ النجاة والإفلات بجريرتهم وجرمهم المشهود. 
يثبت الجهاز الأمني الذي يقوده محمد عبدالجليل الشامي كمدير عام لشرطة إب ، علوّ كعبه في الرعاية والإهتمام الزائدين لعصابات النهب والمتهبشين ، ويبدي تدليلاً فائضاً لأولئك الذين أجادوا - وبجدارة - إقلاق السكينة العامة ومصادرة أرواح أبناء مدينةٍ ، تشعر اليوم أن مدير عام شرطة إب لم بعد جديراً برعاية أمنها والسهر على راحة أبنائها ، ناهيك عن شعورها ( إب ) بكونه مشاركاً في هذا الإنفلات الأمني غير المسبوق .

لا يجرؤ أحد في إب - من معارضي الحوثيين ومن يختلف معهم - على حمل السلاح ، ويكاد كل حاملي السلاح في هذه المدينة المستلبة ، أن ينحصر في الحوثيين وأتباعهم مضافاً إلى ذلك تبعية الأجهزة الأمنية للحوثيين بما في ذلك تبعية الأكتاف المدججة بالأسلحة والعقول المفخخة بالنهم والجشع ومفردات السلب والنهب ، والتي تضعنا أمام قيمة الإنسان الرخيصة في مدينةٍ ، وجد المتهبشون أن قطعة أرضٍ أثمن بكثير من حياة مواطن من إب ، صدق أنه ومدينته سيكونان عنوانين جميلين ونموذجين جيدين للسلام والتسامح .

تتزايد حالات السطو والعبث بأرواح البسطاء من أولئك الذين لا ظهر لهم ولا سند ، من قبل المدججين بالجشع ورغبة الإثراء وملامسة حياة الترف ، ولو كان ثمن ذلك أرواح أولئك البسطاء ومصادرة ممتلكاتهم ، بحكم ما يلقاه وما يتمتع به المتهبشون والمنفلتون من دعم ، ربما كان انتماؤهم لجماعة الحوثيين هو الجسر الذي عليه يعبر العابثون لتحقيق مآربهم والنيل من بُغيتهم بيُسر وسهولة ، لا تكلف سوى بندقية مزدانة بشعارات الحوثيين ، وفي أكثر الأحيان حضوراً صورة فوتوغرافية لأحد الشهداء الأكثر رجولة ، من أولئك الذين يمارسون عبثهم بأريحية آمنة. 
لم يكن دم المهندس أحمد الحبيشي كافياً ، لإيقاظ السلطة المحلية وعشاق السلام في إب من سباتها العميق ، لتضع حداً لمثل هذا الجنون ، لتأتي حادثة السطو على أرضية ورثة محمد عبدالله جميل ، والتي دفعت بالسلطة المحلية والأجهزة الأمنية لأن تدعوا وبحياء - مخجل - إلى ضرورة الإحتكام إلى القضاء .

لا يختلف اثنان في أن الإستجابة السريعة من قبل الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية لمثل تلك الحوادث ، كان مغرياً إلى الحد الذي دفعت الكف التي ضغطت على زناد بندقيتها ، لتردي المهندس صادق الدعيس في أرضيته إلى جانب شخص آخر وإصابة أخ صادق الدعيس بطلق ناري في يده بحسب ما بلغني ، ليتوج هذا المسلسل اليوم بمقتل مالك الشعيبي أمام منزله ، والذي نتج عنه قيام بعض من يرتبطون بصلة قرابة مع مالك الشعيبي ، باللحاق بقتلة مالك لينالوا من أحدهم بحسب ما يتردد اليوم. 

بهكذا مشاهد وحوادث تبدو إب أقل من أن تكون مدينة للسلام ، ورويداً رويداً تشعر إب أنها تعرضت لإستغلال سيء لمشاعرها المحبة للتسامح والسلام ، لتكون محط نقمة وعبث محكمين من قبل اولئك الذين يتقنون إهانة المدن وإذلالها .

ربما نحتاج أكثر من مروءة منقوصة ورجولة مكتهلة ، كي نقاوم هذا العبث والإذلال ، فيما سيحتاج مدير عام شرطة إب عمراً إضافياً لكي يشعر بكونه مديرا لأعلى جهاز أمني ، لا موظفاً فاقداً للصلاحيات وعاجزاً عن اتخاذ أي قرار شجاعٍ ، قد يمنع عن إب مزيداً من الفتك والقتل .
لا أدري ما الذي سيفعله الشيخ عبدالواحد صلاح ولا ما الذي سيكون من أمر ( أبو محمد ) الطاؤوس ، كلما رأى البندقية المنفلتة وهي تهب الناس الموت بمجانية مفرطة...؟

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً