السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
أمن إب وعصابات النهب والمتهبشين
الساعة 12:49
أحمد طارش خرصان

لم تكن إب بمثل ما هي عليها الآن ، ولم تنل - من قبل - ما تناله اليوم من سخاء وكرم السلطات الأمنية ، وهي تمنح المستهترين واللصوص صكَّ النجاة والإفلات بجريرتهم وجرمهم المشهود. 
يثبت الجهاز الأمني الذي يقوده محمد عبدالجليل الشامي كمدير عام لشرطة إب ، علوّ كعبه في الرعاية والإهتمام الزائدين لعصابات النهب والمتهبشين ، ويبدي تدليلاً فائضاً لأولئك الذين أجادوا - وبجدارة - إقلاق السكينة العامة ومصادرة أرواح أبناء مدينةٍ ، تشعر اليوم أن مدير عام شرطة إب لم بعد جديراً برعاية أمنها والسهر على راحة أبنائها ، ناهيك عن شعورها ( إب ) بكونه مشاركاً في هذا الإنفلات الأمني غير المسبوق .

لا يجرؤ أحد في إب - من معارضي الحوثيين ومن يختلف معهم - على حمل السلاح ، ويكاد كل حاملي السلاح في هذه المدينة المستلبة ، أن ينحصر في الحوثيين وأتباعهم مضافاً إلى ذلك تبعية الأجهزة الأمنية للحوثيين بما في ذلك تبعية الأكتاف المدججة بالأسلحة والعقول المفخخة بالنهم والجشع ومفردات السلب والنهب ، والتي تضعنا أمام قيمة الإنسان الرخيصة في مدينةٍ ، وجد المتهبشون أن قطعة أرضٍ أثمن بكثير من حياة مواطن من إب ، صدق أنه ومدينته سيكونان عنوانين جميلين ونموذجين جيدين للسلام والتسامح .

تتزايد حالات السطو والعبث بأرواح البسطاء من أولئك الذين لا ظهر لهم ولا سند ، من قبل المدججين بالجشع ورغبة الإثراء وملامسة حياة الترف ، ولو كان ثمن ذلك أرواح أولئك البسطاء ومصادرة ممتلكاتهم ، بحكم ما يلقاه وما يتمتع به المتهبشون والمنفلتون من دعم ، ربما كان انتماؤهم لجماعة الحوثيين هو الجسر الذي عليه يعبر العابثون لتحقيق مآربهم والنيل من بُغيتهم بيُسر وسهولة ، لا تكلف سوى بندقية مزدانة بشعارات الحوثيين ، وفي أكثر الأحيان حضوراً صورة فوتوغرافية لأحد الشهداء الأكثر رجولة ، من أولئك الذين يمارسون عبثهم بأريحية آمنة. 
لم يكن دم المهندس أحمد الحبيشي كافياً ، لإيقاظ السلطة المحلية وعشاق السلام في إب من سباتها العميق ، لتضع حداً لمثل هذا الجنون ، لتأتي حادثة السطو على أرضية ورثة محمد عبدالله جميل ، والتي دفعت بالسلطة المحلية والأجهزة الأمنية لأن تدعوا وبحياء - مخجل - إلى ضرورة الإحتكام إلى القضاء .

لا يختلف اثنان في أن الإستجابة السريعة من قبل الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية لمثل تلك الحوادث ، كان مغرياً إلى الحد الذي دفعت الكف التي ضغطت على زناد بندقيتها ، لتردي المهندس صادق الدعيس في أرضيته إلى جانب شخص آخر وإصابة أخ صادق الدعيس بطلق ناري في يده بحسب ما بلغني ، ليتوج هذا المسلسل اليوم بمقتل مالك الشعيبي أمام منزله ، والذي نتج عنه قيام بعض من يرتبطون بصلة قرابة مع مالك الشعيبي ، باللحاق بقتلة مالك لينالوا من أحدهم بحسب ما يتردد اليوم. 

بهكذا مشاهد وحوادث تبدو إب أقل من أن تكون مدينة للسلام ، ورويداً رويداً تشعر إب أنها تعرضت لإستغلال سيء لمشاعرها المحبة للتسامح والسلام ، لتكون محط نقمة وعبث محكمين من قبل اولئك الذين يتقنون إهانة المدن وإذلالها .

ربما نحتاج أكثر من مروءة منقوصة ورجولة مكتهلة ، كي نقاوم هذا العبث والإذلال ، فيما سيحتاج مدير عام شرطة إب عمراً إضافياً لكي يشعر بكونه مديرا لأعلى جهاز أمني ، لا موظفاً فاقداً للصلاحيات وعاجزاً عن اتخاذ أي قرار شجاعٍ ، قد يمنع عن إب مزيداً من الفتك والقتل .
لا أدري ما الذي سيفعله الشيخ عبدالواحد صلاح ولا ما الذي سيكون من أمر ( أبو محمد ) الطاؤوس ، كلما رأى البندقية المنفلتة وهي تهب الناس الموت بمجانية مفرطة...؟

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص