عن "ايها المثقفون يا حماة الثقافة والسياحة : العدوان يأتي من الداخل ..
**
لا تزايدوا علينا بموقفكم من السعودية .. طول أعمارنا ونحن ننتقد الفكر الوهابي .. لكن أن تبحثوا لأنفسكم مُشجب لحجب السبب الرئيس للخراب والتدمير والعبث المزمن الذي حاق بالثقافة والتراث والسياحة والفنون والتعليم ومؤسسات الدولة ، والحياة الطبيعية للإنسان اليمني .. فهذا ما بعد الكذب على الشعب المغلوب الذي يصدق كل شيء ، وبأي شيء لأنه ملغوم بالجهل والأمية والفقر والعبودية ، لكنا وأنتم نعرف سبب دمار هذا البلد المقتول بأبنائه ، بقبائله ، باللادولة ، باللاقانون ، بالعفاشية وتحويل اليمن إلى مزرعة ملحقة ببطن وجيب عفاش وعياله وأتباعه ، خصوصاً أتباع اليوم من "حنشان الظمأ "الذين يعيثون في اليمن حرباً ودماراً على البشر والشجر والحجر ..
أيها الأصدقاء والصديقات : العدوان - ليس كما تزعمون - جاء أمس العشي .. فمن خرب السياحة ودمرها ، ودمر الثقافة وجعلها ملحقة بالمسجد والأمن القومي والسياسي ، والمشايخ والقبايل ورجال الدين ومنظومة الفساد "المافيا" .. يكفي أن القائمين على الثقافة و التراث والتاريخ والسياحة والمدن التاريخية وو..الخ مجرد مخبرين وتكفيريين لا يمتون للثقافة والفنون بصلة ، ك ، طبيب بيطري أو مفاصل أو ممرض ، لم يكمل تعليمه ، ولم يعرف أ/ب الثقافة ، حول الثقافة وصندوقها التراثي إلى جربة مثقوبة من كتل بشرية صماء تمسك مرافق الثقافة بشهادة ابتدائي ، بعضهم كان مشرفاً على تغذية معسكرات التحرير 2011 ويوزعون الدجاج الفاسد على "عكفة" عفاش في شارع التحرير .. ناهيكم عن ملفات الفساد الضخمة ( كما ورد في الصحافة والإعلام ) ..
من دمر المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية وأختطف السياح ، وقتلهم في جرائم اغتيالات وتفجيرات عديدة ؟ من أزهق مؤسسات السياحة ومرافقها ووكالاتها المختلفة في اليمن شمالاً وجنوباً ؟ ، من نهب الآثار والمخطوطات في وضح النهار وبإشراف بعض المتنفذين " الحيتان " في أجهزة الدولة ؟ من الذي حول قصوره إلى متاحف تضح بالآثار الثمينة من حوش القصر إلى صالات الإستقبال والمفارج ..؟ من هو الذي جعل من اليمن 2016 بلا متحف ، بلا سينما بلا مسرح ، وحتى مسرح مدرسي ، بلا فرقة موسيقية ، أو معهد موسيقى ، بلا كتاب ، بلا مجلة ، بلا صحيفة ، بلا إيقاع موسيقى إلا من إيقاع برع الحرب وزامل العنف والإرهاب ؟ من ألغى حصة التربية الفنية من مدارس اليمن ؟ ومن جعل اليمن في 2016 بلا وجه صديق أجنبي يشرب القهوة في باب اليمن ، ويتغدى في إب ، ويتعشى في سيئون وسوقطرة ..؟ من جعل صورة اليمن اليوم وصنعاء على وجه التحديد ماهي إلا : مواكب جنائزية ونعوش لأطفال وشباب لم يبلغوا بعد سن (18) قصفوا بوهم "العرق الإلهي " ؟ من نحت صورة اليمن اليوم ، الوجه المليشاوي ، صور الرعب والقصف والموت ، والجوع ، والحصار والفقر واللا تعليم ، واللاثقافة ، واللا بنك ؟ ومن يشرف على تقتيلها اليومي :أمراء الحروب .. الذين تجملونهم اليوم وتصنعون منهم أيقونات خالدة !! فعن أي عدوان سعودي أو خارجي تتحدثون ؟
الخارجي جاء قبل يومين بطائراته وأنتم من استدعاه ، لكن من أمتهن تراث وثقافة وسياحة اليمن وصنعاء القديمة وعاث ببيوتها التاريخية وباع واشترى فيها ، وجعلها مكب نفايات مصهورة بالعكفة /المليشيات وبشعارات وصرخات الكراهية والطائفية على ابوابها وجدرانها ومساجدها ، حتى الجامع الكبير لم يسلم من التدمير بالطائفية ، وهو الذي أحتضن اليمنيين على اختلاف مذاهبهم واحتضن السياح من كل أنحاء العالم 11؟ !
من جند النساء واستعراضاتهن الفاجعة وصور الرعب وهن مدججات بالأسلحة الفتاكة وصرخات الموت التي تقشعر لها الأبدان ، وتقتل خلايا العقل ، فمازالت صور تلكم النساء تلاحقنا في منامنا .. ربما الدور يأتي عليك بكرة من قبل "عكفيات" الحرس الثوري " أنجمان اسلامي /يمني؟ وقد يكن من الصديقات ورفيقات العمر !! من الذي صنع هذه الصورة المقيتة العدوانية على المرأة اليمنية وعلى المدينة ، وعلى صنعاء ..من ؟
فكيف استوعبت: يا بستان السلطان ، ويا شواقيص البيوت القديمة ، والمقاشم ، والسائلة ، والريحان والقهوة والكباب والبرعي كل تلك الجحافل الموحشة والمتوحشة.. ؟ وأنت أيتها المرأة الصنعانية الضاجة باللون والحياة والغنج ومنالذي جعلك تتمزقين بمخالب مليشيا تأتزر بالسواد والجعبة ، والتحريم والتجريم والتخوين ، وزامل عبودية القرآن الناطق : "نحنا نساء السيد ، فاضرب بنا ياسيدي حيث شئت" .. !! مريع الذي يحدث لك يا صنعاء .. ويحدث لنا !!
العدوان الذي تتحدثون عنه كل لحظة ، جاء قبل ساعتين ، لكن من دمر "المقاشم"والبساتين والأسواق ، وباع وأشترى ، وكفر فرق الموسيقى المحلية والدولية التي أتت لتجمل صنعاء وتمنحها البهاء الكوني ؟ من أفرغ مدينة صنعاء القديمة من عناصر التعايش الجميل ومن اصدقاء اليمن من الغرب والشرق الذين عشقوا اليمن وكانت رئتهم يتنفسون من هوائها وبساتينها ورائحة الإناسة لسكان صنعاء الجمال والدلال رجالاً ونساءَ ؟
فعن أي سياحة وتراث و"اليمن أولاً " ، و"اليمن في قلبي" تتحدثون وتعتصمون وراء هذه الشعارات التي استثمرت صنعاء وناسها ، وثقافتها وعالمتيها ، واستثمرت اليمن برمتها ؟ أما كان يكفي القليل من المال الذي أنفقه عفاش على بناء قصوره الكثيرة والفارهة ـ لأن يحول صنعاء إلى مدينة متاحف ، وقصور ثقافة ، ومدن للسياحة المحلية والدولية !! لأن تكون اليمن ذلك المتحف المفتوح على التمدن ، والتثاقف والتعايش مفتوحة على قيم المواطنة ، لا أن تكون مفخخة بالتناحر والكراهية ، والتناهش والفرز والتعصب ، والتطييف والفقر والعدم ، ونزيف العقول إلى الخارج .
الذي أتى بالإرهاب والعدوان والحرب والحصار ، هو ذلك الذي جرم الفن والسينما ، والرقصة والوجه المفتوح ، هو الذي يلاحق الفنانين ، والمثقفين ، والكتاب ويغلق المجلة والصحيفة والإذاعات والقنوات والمؤسسات الإعلامية ، ومؤسسات المجتمع المدني ، وينتقص من الفنان والمثقف والمتعلم ، ويلحقه بالمقايل والجبهات ودكاكين المهانة !! يشحت البعض من قيمه فطوره ؟ من أتى بالإرهاب هو ذلك الذي جفف وأغلق التنوع الذي كان عنوان صنعاء على مر الزمن وعنوان اليمن أيضاً ؟
الذي أتى بالإرهاب ، هو من شرشف المدينة وكساها بالأسود باسم الفضيلة والأخلاق ، زنجرها بالسلاح والمعسكرات والقات والعصابات ومافيا البقع والأراضي والمتنفسات وحول ممتلكات الدولة إلى قصور للفساد والمفسدين من قبائل ومشايخ وعسكر ورجال دين ..الخ ؟ من حول صنعاء والمدن اليمنية والجمهورية اليمنية إلى مغارة ، نقطة ، لجنة ، جبهة ، جعبة ، صرخة ؟ من أفرغ صنعاء من البنك المركزي وجرع الفجائع للموظفين : لا راتب !!
إن العدوان الذي تلعصونه اليوم وكأنه ابن اللحظة هو ابنكم أنتم ، ابن اللادولة ، هو العفاشية في أبلغ تجلياتها ، هو ابن المليشيا التي انقلبت على الحوار ، واختطفت الدستور ، وانقلبت على بقايا الدولة ، والبنك وقادت الحرب والحصار على اليمن في الريف والحضر ؟
العدوان هو الذي أجهض صنعاء "حوت كل فن " و " ما مثل صنعاء اليمن " ليحولها إلى كهف ونفق في قبضة عكفة / مليشيات "حي بداع الموت" ، و"اجعلوها حرب كبرى عالمية" ، و"حي بمن شمه بارود" ؟
أصدقائي ورفاق ورفيقات العمر والثقافة والدراسة ، الذين أراهم اليوم وبالأمس يضجون بالرثاثة في الكذب والإستغباء ، قولوا لنا ، من أستبدل صنعاء بقندهار وأضاف لها اليوم كعب كهف "جرف سلمان" المعمي ، والمغمي والكسيح ، والمقتول بقبضة الحق الإلهي من عكفة ونقاط تفتيش ، ووجوه أطفال اغتصبت طفولتهم في حمأة صرخة ، وملزمة وعدوان ، ونجران وسلم نفسك يا .. ، ..الخ من هذيانات الدم ، ودواليب العبث والموت ، وإزهاق آخر عرق في جسد المواطن اليمني آخر نبض لوطن آل إلى ما يشبه اللحد اسمه : الجمهورية اليمنية ؟
من ، ومن ، ومن .. ؟؟
قطف خبر "1":
إن صدقنا هذيان عكفة القرآن الناطق عن العدوان ، كمثقفين .. أتركوا لنا مساحة لنواجهه ، لن نواجهه ب " قادمون ياصنعاء " ، والحسم العسكري ، ومحارق الجهاد المقدس بقرابين الآف الأطفال والشباب الذين يسقطون في نهوقة وجيزان .. نريد أن نواجهه بأدوات الفكر والثقافة والسياحة .. بالكتاب ، بالموسيقى ، والمسرح ، بقيم الفن والجمال والعدالة ، بالرقصة ، والسلم الموسيقي ، بالانفتاح على العصر ، نواجهه بأدوات الألفية الثالثة إعمال العقل ، التعليم الحر ، بالفن الحر ، بثقافة فولتير ، وقيم التنوير وسؤال الحرية والتسامح ، بسؤال .. يكفي حرب ، يكفي مليشيا ، نريد أن نحي الإنسان داخلنا ، وهذا الذي تحتاجه اليمن ونحتاجه نحن ، يحتاجه العالم أيضاً ,,
قطف خبر "2" :
قالت عمتي تقوى : الحبة تسوّس وتدود من الداخل ، و"اذا جاك الدبور جاك عجان الألقاف "
#برضه
#السياحة_الثقافة_الفنون_يشتوا_دولة
#دولة_لاميليشيات
#دولة_مدنية
#لاسيدي_ولاشيخي_ولامولاي_سوى_الدولة
أروى عثمان
