السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أحمد طارش خرصان
في مواجهة الخطيئة
الساعة 23:04
أحمد طارش خرصان

لم أكن لأظن أو لأعتقد أنني سأجبر على التوقف عند حدود هذه اللحظة ، ولم يكن في الحسبان مثلاً أن أقف وقلة الشرف وجهاً لوجه ، إذْ لا أسوأ من مناقشة مقاييس الشرف والوطنية مع عاهرة ، أدمنتْ حياة المواخير وسهرات الخطيئة ، ولا أحطّ من مومسٍ مكتهلةٍ ، اعتقدت على مشارف رحيلها السيء ، أن الفرصة سانحة لطيّ صفحات سفرها المتسخة ، واعتلاء منابر الطهارة والوطنية ، وتوزيع صكوك الولاء والنزاهة ، دون أن تدرك أن ذاكرة المجتمع لم يصبها العطب والتلف بعد ، وأنها أكثر قدرةً على تشريح تاريخ هذه العينات وتفاصيلها العامرة بكل ماهو قبيح وسيء .

لست ملزماً بتقديم ما يثبت زيف ادعاءات صحيفة ( اليمن اليوم ) في عددها ( ) اليوم الخميس2016/9/22م ، إذ نشرت كشفاً بأسماء من يتلقون دعماً مالياً من السعودية ، وقد أوردت إسمي برقم ( 11) هكذا ( أحمد طارش خرسان )، في محاولة بائسة هدفها التحريض على القتل والإعتقال ، وبطريقةٍ تجعل اليمن اليوم ( الصحيفة ) أشبه ما تكون بمخبرٍ رخو الذكاء ، تمكن بمهارة كلبٍ بوليسيٍ من اكتشاف ما أتلقاه من دعمٍ ، دون أن تقوده مهارته لتدوين إسمي الصحيح والكامل ( خرصان ) لا خرسان ، ودونما ذكرٍ للمبالغ التي تسلمتها ، وعبر من من شركات الصرافة في البلد ، الواقعة تحت سلطة الأمر الواقع .

يبدو أن اليمن اليوم ( الصحيفة ) - نسيتْ أثناء دفاعها البائس عن الوطنية ومفاهيمها المغلوطة ، وتزيين الوجه القبيح للجهة التي تمثلها - لم تعد لتهتمَّ بتنظيف سراويلها الداخلية ، واكتفتْ - بحسب ما هو مخطط لها - بتنفيذ المهمات القذرة على الدوام .

لا تظهر اليمن اليوم ( الصحيفة ) أدنى اكتراثٍ لتاريخٍ ضارب في الخيانات والعمالات للجهة التي تمثلها طيلة 33 عاماً ، وتوغل بحسب عددها السابق في ورعها الوطني ، وبأمل من يظن أن اتهام الآخرين في وطنيتهم كافٍ ، لمحو تلك الحقبة السيئة لنظامٍ ، عجز- حين كان على سدة الحكم - في أن يكون وطنياً، مع ما كان يمتلكه من امكانيات تؤهله لأن يكون كذلك ، وهذا ما يجعل مهمة الصحيفة صعباً إن لم نقل مستحيلاً في إثبات وطنية الجهة البائسة والمحاصرة بوهم تاريخها السيء وجرائمها المشهودة .

لا شأن لي بكل الذي يدفع اليمن اليوم ( الصحيفة ) إلى التوتر والإضطراب والبقاء رفقة الكوابيس السيئة ، والتي تكاد تفتك بالصحيفة ، كلما أدركتْ أن تقديم القرابين لن يعمل على منع أو تأخير نهاية هذه العقليات الشمولية البائسة ووقوع الكارثة. 

لم يكن متعذراًعليّ وأنا أقف قبل عامٍ تقريباً في مبنى الأمن السياسي بإب ، معصوب العينين مواجهاً أسئلة المحقق التي انحصرت حول مسيرة الماء ..الإصلاح وكمية الدعم الذي أتلقاه - أو تلقيته - من السعودية أو علي محسن ، لم يكن متعذراً نفي تلك الإتهامات وإسقاطها بضحكةٍ ، أشعرتْ المحقق بلا معقولية ما أورده من إتهام بالخيانة والعمالة وتلقي الدعم الخارجي ، لأغادر سجن الأمن السياسي بعد أسبوع من الإعتقال .
ربما تغفل اليمن اليوم ( الصحيفة ) - عبر ما تمارسه وتقوم به من أدوار رخيصة ومبتذلة ، أنها قدمتْ صورة حقيقية للواقع الذي تعمل فيه ، وبما يؤكد انقطاع علاقتها بأجهزة الإستخبارات المتخصصة بمثل هكذا حالات ، واعتمادها على التنجيم والمغالطات في مهنتها كمطبوعة صحفية ، لم تعد لتستحق أكثر من شفقة عابرة وجملة شامتةٍ تقول ( إرحموا عزيز قوم ذل..) .

أحتفظ أخيراً بحقي القانوني في مقاضاة اليمن اليوم ( الصحيفة ) ، محملاً إياها كل ما قد يطالني جراء هذا الإتهام الباطل ، مؤكداً أنني لست مجالاً خصباً ، لإستثمار ادعاءات البعض الزائفة بالوطنية ، وأنني أكبر من أن تنوشه رغبات تجار الحروب واللصوص ، والقادرين على إستغلال مواقف الآخرين النظيفة نظير حفنة من المال ، كنهجٍ تتكرر مشاهده كل يوم ، معتمدين على علاقاتهم وغباء الجهة الممولة لادعاءاتهم وأكاذيبهم المترهلة .

ربما يجدر بالكثيرين البحث عن ضحية أخرى غيري ، ونهاية تليق بشرفهم الكسيح، ذلكم الشرف الذي لن يكون الدسّ والوقيعة طريقة جيدة للحصول عليه .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً