السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
رصاصات الخونة
الساعة 00:09
أحمد طارش خرصان

ربما هي أيام ليست جيدةً لممارسة الأحلام ، ولن يجد فيها المرء أفضليةً من نوع ما ، للتظاهر بالرضى والقناعات المُكرهة على الإنضباط والتعقل ، كلما تحدث رجال العصابات عن الوطن والوطنية ، وربما لن يكون الطريق سالكاً للجزم - بمنطقٍ متفاءلٍ - أن ثمة أيام جيدة تنتظرنا ، كتتويج لنضالات وتضحياتٍ فرضتها حتمية المواجهة المفتقرة للندية والشرف.

تفكر في كل هذا وتحاول التنبؤ بسيناريوهات مقبولة ومعقولة ، قد تفرض منطقها الواقعي على طرفي المعادلة المستهترة ببلد وشعبٍ ، أمسى وطناً للموت والثارات المؤجلة ، ومسرحاً لعرض عورات الجميع وسواءاتهم وبطريقةٍ فاضحةٍ ، أثبتتْ قدرتها على جلْبِ العار وإلصاقه بدنيا أجيالٍ ، لن يكون من السهل عليها نسيان أو تجاوز إرثها المٌذلّ والمهين .

في أحايين كثيرة أجهد نفسي في البحث عمّا يمكن أن يحفظ ماء الوجه ، ويدفع الجميع إلى التوقف عن استدعاء هتافات الموت ، وتزويد الجبهات - دون مشقةٍ - بجثامين لا أصحاب لها وشعاراتٍ زائفةٍ ، نجحتْ - فقط - في تدوين الكارثة التي عليها ذواتنا المقدسة والمريضة ، وهي تخوض أكثر حروبنا الخاسرة عنفاً ودموية .

ربما تفزعك وضعية المقاومين لجحيم وكارثية الحوثيين وممارساتهم ، والتي لم تنجح - حتى اليوم - في لجْم المعتوهين وإعادتهم إلى جادة الصواب ، والتفكير على نحوٍ يضع الجميع أمام مسؤولياتهم ، وبمَّا يمكّن الجميع من إنتاج حالة نظيفة ، أساسها النزاهة والشرف وهدفها تحرير البلد ، بمعزل عن اللصوصية واجترار الأكاذيب والوطنية الخادعة .

قدم فيصل الشعوري استقالته من مجلس إب العسكري ، والتي كانت بحسب إستقالته احتجاجاً على ممارسات المجلس العسكري تجاه جبهة الشعاور وباقي الجبهات ، وأسباب أخرى قد تصلح لتوصيف اللصوص ، لا مجلساً عسكرياً تصدر شرف مواجهة الحوثيين .

بحسب بعض المعلومات وفي وقتٍ ليس ببعيد أيضاً قدم أعضاء في المجلس العسكري ( أحمد دارس - عبدالكريم الصيادي - علي عبد المغني - خالد المظل ) إستقالتهم من المجلس العسكري ، في حين تتزايد حدة الخلافات بين بقية أعضاء المجلس وقيادته المهترئة ، والتي بلغت أوجها في الآونة الأخيرة ، عقب استشهاد المقدم مالك خرصان في ال 23 يوليو 2016م برصاص محمد عبدالوهاب الوائلي ومرافقيه ، وبطريقة لا تنم عن رجولة وشرف ، بقدر ما هي تعبير عن توجه يقوده نائب رئيس المجلس العسكري بإب عبدالوهاب الوائلي ، ويهدف من خلاله إلى تصفية القيادات الوطنية النزيهة والشريفة .

لا يمكن - لعاقل ما - إنكار التضحيات التي قدمها عبدالوهاب الوائلي ، كما لا يمكن لعاقل أيضاً تجاوز الحقيقة التي تؤكد تواجده ضمن تركيبة النظام - الذي ثار ضده اليمنيون - أيام كان قائداً لقوات الأمن الخاصة ( الأمن المركزي ) بحضرموت ، وحتى عقب تعيينه قائداً لقوات الأمن الخاصة في إب خلفاً لرشاد المصري ، حيث استمر في منصبه عقب اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء وبقية المحافظات . 
في ال7 من مايو 2015م سلم عبدالوهاب الوائلي قيادة قوات الأمن الخاصة ، لخلفه ( الجمرة ) الذي عينه الحوثيون آنذاك ، والذي دفع بجنود وصف وضباط قوات الأمن الخاصة إلى رفض القرار والإستعداد لمواجهة الحوثيين ، غير أن الوائلي طمأن المعارضين لإقالته ، قائلاً إنه سيتم تعيينه قائداً لفرع الأمانة بحسب ما نشر آنذاك.

لم يُظهر الوائلي حينها وطنيةً من أي نوعٍ ، ولم تدفعه ممارسة الحوثيين حينها إلى تبني مقاومتهم، ولعل البعض يتذكر السبب الذي دفع بالوائلي إلى مواجهة 
الحوثيين ، في عملية لم تبتعد عن كونها ردة فعل شخصية صرفة وطبيعية نتيجةً لإسراف الحوثيين في إهانته ، عقب محاصرة منزله بإب ومحاولة اعتقاله آنذاك.

لا أقلل من كل ما قام به الوائلي وما قدمه أثناء مقاومة الحوثيين ، وقيادته لمجاميع المقاومة التي وصلت مشارف إب ( منطقة مشورة ) ، دون أن يدرك أن حماية ظهره في جبل مشورة ، والتي قادها المقدم الشهيد مالك خرصان رحمه الله ومجموعته المسلحة ، هي السبب في إشعال فتيل المواجهات في الربادي .
ولعل المقدم الشهيد مالك خرصان لم يكن ليعلم أن الجبهة التي حماها ذات يوم ، ستصوب بندقيتها إلى ظهره ، وبطريقة لا يجيدها سوى الخونة .....
الخونة الذين لم يدفعهم عار الخيانة إلى إفراغ مسدساتهم في رؤوسهم ،
كما يفعل القادة العسكريون العظماء.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص