السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
منيف الهلالي
اليمن.. مشاريع تدميرية وجرح نازف
الساعة 17:01
منيف الهلالي

بدأ صالح بتنفيذ القرار الأممي بطريقة ذكية تؤكد أن "زعيم الكوارث" رقم صعب لا يمكن للتحالف تجاوزه، خصوصاً في ظل المتغيرات التي حدثت في الفترة الأخيرة..

"صالح" الذي استخدم ميليشيا الحوثي، ذات جرح، كعصا أدب بها خصومه، وفي نفس الوقت دفعهم لارتكاب أخطاء سيحتاجها في مستقبله المضرج بالمكائد- أعلن قبل أيام عن تحالفه معهم، التحالف الذي تمخض عنه المجلس السياسي الذي يُعد، حسب ماقاله لأنصاره، "السلطة الأعلى في البلد"؛ غير أنه حين حشد البرلمانيين الموالين له لم يسمح لهم بالسير بالإجراءات الدستورية التي تمنح المجلس شيئاً من الشرعية، وإنما أوعز للراعي أن يعلن عن تأييده للإتفاق الذي تم بين المؤتمر وأنصار الله، ثم انصرف إلى السبعين، ليخاطب الخارج عبر تلك الحشود الكبيرة علهم يدركون رسالته الأهم؛ الرسالة التي رفضها بعض الحوثيين، فجيء بالصخور إلى السبعين ليضربوا رؤوسهم عليها..!!

وبعد أن انفضت تلك الحشود التي لم يتكىء عليها أثناء السلم لتكريس الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة وإنما عمد إلى تفجير الحروب في عديد مناطق بهدف القضاء على خصومه - شرع "صالح الصماد" بإصدار قرار قضى بالغاء اللجان الثورية الحوثية، ما يعني تلقائياً انسحاب الحوثيين من مؤسسات الدولة، كما أعقبه بآخر قضى بتشكيل لجنة أمنية وعسكرية، الهدف منها استلام مؤسسات الدولة من الحوثيين، وبانتظار قرار مرتقب سيقضي باستلام المدن والسلاح.

هذه القرارات كان قد سبقها إعلان إعادة التسمية السابقة لقوات الإحتياط "الحرس الجمهوري"، القوة التي تم إبعاد قائدها الروحي العميد "أحمد علي" وتغييبه عن المشهد؛ كونه يرفض فكرة "الملشنة" التي لا تبررها الغاية، وتمرير أكذوبة القضاء عليها من قبل "هادي" خلال الهيكلة، كل ذلك بهدف التمويه على مخططات "صالح" التي رسمها بتقنية عالية منذ أن سلم "العلم" للرئيس هادي وعيناه يعتصرهما القهر.

إعادة التسمية لهذه القوة العسكرية التي قاتلت وتقاتل في كل الجبهات باسم ميليشيا الحوثي، وبأسماء أخرى، لا يعي كنهها سواهم، يعني إعدادها لمحاصصة عسكرية قادمة، محاصصة سيفرضها الخارج بحيث لا يتمكن "صالح" من بتر جزء من الجيش للفصيل الطائفي الذي أخفاه تحت عباءته ردحاً من الزمن، كما لن يتمكن طرف المعادلة الآخر من فعل ذات الشيء.

ترتيبات "صالح" وخطواته الهامة- حسب محللين- قابلها تدخل أميركي علني عبر مبادرة كيري الذي أحجم عن الإعلان عنها حتى حصل على موافقة مبدأية من موسكو، أضف إلى ذلك سير جبهات الشرعية البطيء، بل واقتصارها على "نهم" وتعز، فيما "الخمسة المبشرون بنجران" يلاحقون الدبابات والمصفحات بالكيلاشنكوف ويقفون على مشارف المدن السعودية الكبرى بانتظار توجيهات سيدهم لاجتياحها، بحسب ناطقتهم التي تستخدمها السعودية لاستجداء المجتمع الدولي لتطبيق القرار الأممي، وتخليصها من العبئ الثقيل الذي على عاتقها.

المجتمع الدولي بات اليوم يدفع لحل سلمي للأزمة اليمنية، وما طفح على سطح الواقع خلال الفترة الأخيرة يؤكد أن ذلك الدفع جاء نتاج مباحثات سرية كانت بوصلتها تدار من موسكو وواشنطن، بالتنسيق مع السعودية التي دفعت بالقوة العسكرية المدربة "الجيش الوطني" إلى مأرب والجوف، ليس لشيء وإنما لتطبيق "محلك سر"، فيما جمدت الجبهات التي تشكل خطراً حقيقياً عليها في ميدي وحرض والحديدة والمخاء وكامل شريطها الحدوي.

ما أود قوله كيمني يؤلمه ما حدث ويحدث لبلده النازف: أن "زعيم الكوارث" أوهم نفسه، ومن ثم مناصريه، أنه يستخدم دهاءه للقضاء على خصومه السياسيين وتخليص الوطن من شرورهم، بينما أعلن الطرف الآخر حربه للدفاع عن الشرعية والقضاء على الميليشيا الإنقلابية، فيما الحقيقة المرة التي لا يعيها المتعصبون هي أن هؤلاء، جميعهم، تشاركوا في تدمير الوطن وسفك دمه على قارعة مخططات خبيثة سيعودون من خلالها لتقاسم السلطة وحكمنا دون بيعة، وسيبقى المواطن اليمني المغلوب على أمره منسحقاً بين رحى عقولهم التآمرية ومشاريعهم التدميرية.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص