السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أروى عبده عثمان
سلسلة عوجان الألقاف "كيري وأقليته الإلهية" – نموذجاً
الساعة 20:30
أروى عبده عثمان

تمرير " المالكية " في اليمن ، وكيف تصبح الميليشيا الحاكمة أقلية .. ؟!
**
سلام منا يا أمير المؤمنين
جينا نبايعكم على الطاعة إمام
با ننزل الباغين من عالي الحصون
ما الديوله لعبة لمن عنطط وقام
**
يا ابن الامام الحق جينا طائعين
ما بانبدل بالإمام رعياننا
**

سأتحدث هنا عن مفهوم الأقليات في مؤتمر الحوار الوطني ، وكيف أشتغل عليها فريق الحقوق والحريات كونه الفريق الوحيد الذي أندرجت في برنامجه للمناقشة واتخاذ قرارات دستورية .. 

 مادتان دستوريتان عن الأقليات سجلهما الفريق و اختزلتا في نص دستوري صريح في مسودة الدستور المختطف في 17يناير2015 ،من قبل " الأقلية الكيرية "  وعلى اثر ذلك تفجرت الحرب ، حتى يومنا هذا ، وأسقطت معها الدولة والمؤسسات والقانون وقبلهم : الإنسان . 

وتنص المادة في مسودة الدستور : " تكفل الدولة حقوق الأقليات في التمتع بثقافتهم الخاصة ، وإقامة شعائرهم واستخدام لغاتهم ".

سأعرج قليلاً لإلقاء الضوء على جو قاعة فريق الحقوق والحريات أثناء مناقشته لقضية الأقليات ،  كيف كانت القاعة بكل أطيافها غاضبة عندما حاول نائب رئيس الفريق وهو من فئة المهمشين ، أو ما يطلق عليهم "الأخدام" أن يدخل هذه الفئة المسحوقة لتحصل على لقب أقلية .. (وكان يحق لها ذلك من وجهة نظري ) لكن أغلبية الفريق رفضت ذلك   ، وبالمثل أحبط مسعى ممثل الإسماعلية بعد أن أراد بدوره  أن تكون طائفته "أقلية" ، ثم جاء دور لجنة التوفيق وخلصت إلى إقرار النص الآنف ذكره . 

  لقد كان هنالك شبه اجماع من الفريق بما فيهم أنصار الله والمؤتمر والإصلاح ،  أن إقرار النص الدستوري " المواطنة المتساوية ، وتجريم التمييز ... "الخ ،  وإلزام الدولة بمجموعة تدابير وتشريعات لدمج المهمشين لتحقيق المواطنة المتساوية كضامن بألا تصنف بالأقلية ( تجدونها في قرارات فريق الحقوق والحريات) .

    فعن أي أقلية يتحدث السيد كيري حين يكرس الحوثية كأقلية ،وهي العرق الإلهي / الإصطفائي ، الأطهر ، الذي لا يُعرف إلا بالحكم والسلطة والجاه وكل أدوات المُلك الإلهي والسياسي ، وهو كان ومازال يحكم اليمن ويمتلكها بالمصحف والسيف والنواجذ ل1200 عام . هم لم يخرجوا يا سيد كيري من الحكم والسلطة لتأتي أنت وتسوغ لهم الاستمرار في قضم تفاحة الحكم باسم المظلومية على غرار الأقليات في العالم ، مع انهم على مدى التاريخ لم يتوقفوا عن الغزو والفتح والإستئثار بالسلطة ولو هلك العالم ، إنهم يحكمون بالحديد والنار والمصحف وتراث المظلومية من قبل أن توجد أمريكا .. ياعزيزي؟ 
من الذي زاد عليكم في البيت الأبيض ، وأنتم القوة الأولى في العالم ليقول لكم "أقلية " مظلومة ، أستبد بها ظلم الأغلبية المدمرة باستذئاب هذه الأقلية الكيرية ؟! 

     العرق الإلهي " الأقلوي" هو اليوم من يسود ويحكم ويقود " حرب الله " مثلما كان أجدادهم بالأمس زاد اليوم في عدتهم الحربية الكاتيوشا والبالسيتي والصرخة .. هم اليوم ياكيري يأتزرون بالبنك والأرض ، والوطن والدستور والمدن  كمعوز وصندل وجنبية و"لجع"  قات يخلث كل ساعة ليجدد أشواط النهب والممانعة :المُلك والثروة كحق أزلي للبطنيين لا شريك لهم .. 

    فما هذه الأقلية التي " مشعها" كيري ولطم بها 26مليون يمني ، ومنظومة حقوق الإنسان ومواثيقها الدولية في تحديد معنى الأقلية ، وكيف تصاغ اليوم هذه المفاهيم  تبعا لتقلبات المصالح ،ولماذا يصر كيري على تصدير وتمرير  نموذج العراق / المالكي التدميري ، فقاسة ومفارخ الحشد الشعبي الطائفي القاتل علينا وعلى الوطن العربي من خلال طغاة الحكم ؟

 إذ كيف تغدو الميليشيا التي تحكم وتسود وتستحوذ وتحارب وتحاصر وتسقط المدن ، وتهجر وتطرد ، وتنفي كل مختلف باسم الله وشريعة المهدي المنتظر .. الخ أقلية مضطهدة .. لعمري إن هذا ماهو إلا إعجاز يضاف إلى الإعجاز العلمي في القرآن للحوم المسمومة التي أتخمتنا ، فيحاكي ويتفوق علي اختراعات الإعجازات الزندانية   في علاج الإيدز والخلاص من الفقر والثورة ومؤخراً ميثاق الدعاة.. ؟
   إن كان هناك أحقية للأقلية كما علمتنا مواثيق حقوق الإنسان والشرعة الدولية ، فهي تحق للأخدام ، واليهود وو الذين يمارس عليهم التمييز بإسقاط المواطنة والتمييز الديني والعرقي ، واللون والمهنة ، والرأي والمعتقد ..الخ .

    هل تعلم يا كيري عن معنى الأقلية لدى الحوثية التي نحتت بثقافتها وأجدادها ما يكرس مفاهيم  جائرة ك :" دية الجزار ألف كلب " ، " وأغسل بعد كلب ، وأكسر بعد خادم" ؟ ، و"مثل اليهودي لا دنيا ولا دين " وكيف مارست تاريخياً وحتى اللحظة  تكريس الدونية والتمييز القاسي والمجحف والتراتبية في حق بقية الشعب ،  فرض الخُمس كواجب ديني ، ودونية  أهل الذمة ، والعناضيل وأهل الطرف ، والدواشن ، والمزاينة ، والجزارون ،والقشامون ، والحمامون والنساء ، التمييز الهمجي المتوحش  حتى بالتفاصيل في الملبس واختيار اللون ، وتكريس امتهانهم في الأعمال الدونية كأعمال النظافة ، والموسيقى والرقص ، والتسول .. ؟

هل تعلم أن لبس الجنبية كان محرماً  على اليهودي الذي كان عليه   أن ينزل من على دابته إن مر  سيد من " أقلية كيري" ؟ 

عن أي أقلية يتحدث كيري وهو يجهل التاريخ اليمني ، ويفصّل أقلية في منهج سياسي جديد تشتغل عليه الآلة الأمريكية والدولية .. شرعة تخصنا نحن ، الشرعة الطائفية المالكية في العراق والأسدية في سوريا ، والحوثية في اليمن ، ونصر الله في لبنان ..الخ .. 
مطرقة الأقلوية والطائفية التي تشتغل عليها "  الكيرية " تُصنع وتكرس بواسطة طغاة يشتغلونها صح ، ويحرثون بها الشعوب  ؟ 

    لا ينقصنا أقليات ياكيري ، ينقصنا عرق الحياة والآدمية التي تمتهننا كل يوم بأقليات البيت الأبيض التي تعمم وتصنع أنموذجات التطييف والتطييف المضاد عبر مجانيين الحكم في عالمنا العربي... 
اليمن ذلك البلد المغلق على هويته التي لا تقبل الانقسام ولا التعدد والإعتراف بآخر يختلف عنها خصوصاً في ظل قبيلة  ماقبل الدولة المصفدة بالشيخ والعرف وفي ظل نظام عائلي استبدادي والأقلية الكيرية .. في هكذا بلد سيكون بها 26 مليون اقلية .. ياسيد كيري! 

الشيء الآخر ، اعتبار اليمن كحي "فلاشينغ"  في شيكاغو، ذلك  الحي الصغير الذي لا تزيد  مساحته عن  6,5 كيلو متر ، تتعايش فيه ديانات مختلفة حيث يضم 200 مكان للعبادة ويحتضن  في طياته : الكنيسة ، والمسجد ، والكنيس اليهودي ، والعديد من المعابد الهندوسية ، والهياكل ، وغير ذلك من تفرعات الديانات الأسيوية ، السيخ ، وأفراد الطائفة الطاوية / التاوية ، والبوذية .. الخ من الديانات الأخرى ..فإن كان يحدث ذلك في اليمن فلا باس من أقلياتنا ، بل وبإمكانكم أن تعتبروا " البقرة الهولندي " والماعز الأسترالي والهندي أقليات أيضاً .. 

    طردت وهجرت الطائفة اليهود ومورس التشريد والتنكيل بالطائفة الإسماعلية واعتقلت عشرات الأسر البهائية في الأمن القومي ، بما فيه أمهات .. أيها الكيري .. اقليتك الحاكمة المهيمنة أغلقت كل الصحف ومنافذ الرأي والنقابات .. في اليمن لا يوجد صحيفة سوى صحف أقليتك " الكيوت"!!

اقليتك الميلشاوية " الحوث -  فاشية" أنت تمتهنها بهذا اللقب وهي تعد نفسها أعظم وأطهر منكم ومن العالم كونها سلالة اصطفائية إلهية وأنتم "الشيطان الأكبر " الله المستعان عليك يا كيري كل هذه الإلهية ، والمعصومية ، والكربلائيات ، والملك والجاه والسلطان وتصفهم ب " أقلية " ك " اليزيدية " و"الصابئة " ،و"الغجر" و"الأخدام "  يا كيري ..ولن ينسوها لكم .. قليلاً وستجدون أقليتكم " عكفة كيري" في البيت الأبيض يؤدون "الشرغة " الموت لأمريكا .. في اليمن تسمى "الصرخة " .
 

قطف خبر : 
عندما تصبح هذه البلاد كحي فلاشينغ ، ويوجد في أراضي : صنعاء وصعدة ومران وتعز ، وحجة ، ومأرب  في المسجد ، والمعبد والكنيس اليهودي والكنائس المسيحية ، وتجد منا من يعبد الله والشمس والقمر ، والصرورة ، والبقري ، والدجي ، والتيس والحنش ،والدُندغة والعكبار ، وكذلك الملحد ، و أطياف الإثنيات والقوميات يعمرون اليمن تسودهم قيم المواطنة : التعايش والمحبة بموجب دستور الدولة المدنية .. في ذلك الوقت ياعزيزنا كيري  شرع ما يحلو لك من أقليات ، بل لن تجد أقلية واحدة  فسيكون الدستور حتماً قد كفلهم بقانون المواطنة المتساوية الذي شرع له مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 2013.. 

من المخجل بحق الولايات المتحدة الأمريكي وقانونها العلماني وتاريخها الطويل في شرعة حقوق الإنسان،  أن تقحم تبعاً لمصالحها " ميليشيات الحوث – فاشي " ك "أقلية كيرية " ، ميليشيات وجدت للغزو حولت الجيش إلى عكفة ، وقادت الحرب الإلهية باسم الفتوحات، وحولت اليمن إلى مقبرة كبيرة جل جثامينها من الأطفال مادون الخامسة عشرة ، وقود معاركهم الجهادية تحت أفيون النصر الإلهي ، وبردقان "اجعلوها حرب كبرى عالمية " و"الجهاد حتى قيام الساعة " بتعويذة "مفاتيح الجنة " !!
وإلا كيف تشوفووووا؟ 

**
إذا جاك الدبور ، جاك عوجان الألقاف
#دولة_لاميليشيات
#دولة_مدنية
#لاسيدي_ولاشيخي_سوى_الدولة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص