السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
عباس الضالعي
قلمي مكسور ولا يستطيع الكتابة
الساعة 21:48
عباس الضالعي

موجوع وحزين حزن لم اعرف مثله لفقدان اب واخ وشقيق وصديق ورفيق عمري  ، فقدت اليوم خالي الشهيد انشاء الله الشيخ صالح احمد العنهمي ..

ساعة كاملة من وصول خبر اغتياله وانا الف وادور داخل الشقة افكر بأي حيلة اكلم امي بإغتيال اخيها وشقيق ضهرها الذي تدعي له في كل فرض ، قويت قلبي وكلمتها وياليتني ما كلمتها ، انهارت ورأيت الموت في عيونها وتغيرت الوانها ومن حينه الى الان وهي على صوت ( قتلوا صالح اخي ، ودعاء على القتلة ) هي صائمة ولم تفطر الى الان .. ملكومة على فراق اخيها ، اذا كان هذا حال امي ، فكيف حال جدتي ( والدة خالي الشهيد) طريحة الفراش في اخر عمرها ( حوالي 95 عام) وكيف حال باقي خواته وزوجاته وبناته ( 10 بنات وولد وحيد وهو الذي كان برفقته اثناء الاغتيال ) ..

لم استوعب خبر اغتياله وفراقي له ، واذا بالصور تأتيني على الواتس وهي صدمة أخرى ، اغتيال يظهر قمة البشاعة والحقد والاجرام .. ثمان رصاصات افرغت في رأسه حتى تناثر الرأس وتطاير المخ في مقدمة السيارة ..

الكثيرون لا يعرفون هذا الرجل الشهم الشجاع الوفي الكريم النبيل ، ولا يعرف دوره خلال السنوات الأخيرة من أيام ثورة 2011 ومابعدها ( سأتحدث عنها بالتفصيل في وقت لاحق ) ..
اليوم المأساة والحزن تعم عشرات البيوت من الاهل والاقارب والانساب والأصدقاء لفقدان هذا البطل ، لم يكون مجرد شيخ او تربوي ناجح وانما كان انسان بقلب كبير ، بيته مفتوح على الدوام لكل الناس الصغير والكبير والمحتاج وعابر السبيل ، لم ادخل بيته يوما وهو خالي من الناس من كل مكان وليس من الاهل والمنطقة  ..

كان الأيام الأخيرة يرسل لي ان القتلة والمجرمون يراقبوه على الدوام ليلا ونهارا ، وان السيارات تحضر الى جوار منزله على بإستمرار ، قلت له ياخال غادر ذمار ، انتقل الى مأرب ، الى أي منطقة ، قال لن اغادر لان المغادرة هي غاية وهدف بالنسبة لهم ، والموت ينزل مرة واحدة ..
نجى من الموت مرات كثيرة ، ضربوا عليه رصاص اكثر من مرة ، وضربوا على بيته قنابل وار بي جي ، ولغموا البيت ونجى من كل المحاولات ، لان الله أراد له الحياة ..

اليوم الجمع كبير في منزله للعزاء وهذا ما زاد من المي لعدم وجودي على الأقل بينهم اعزي نفسي ورحي ورفيق عمر طويل عشنا معا طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا ، درسنا مع بعض حتى الجامعة ..
ثمان رصاصات وامام طفلتين من بناته وابنه احمد ( 12 عام ) فرغت كلها في رأسه في مشهد لن ينسوه اطلاقا ، خاصة ان خالي كان اب حنون الى حد لا يتصوره احد ، صرخ ابنه اسعفوا ابي و لم يتجاوب معه احد ، وهو بهذا السن الصغيرة قام بسواقة السيارة الى البيت حاملا جثة الشهيد ..

عملية الاغتيال حدثت في نقطة مزحومة بالعسكر والمليشيا وتم توقيفه بعد مراقبة حركته وقام احد العناصر بتوقيفه ليتأكد من وجوده شخصيا في السيارة ، وصاح ( الا هو الا هو ) وقام القتلة بتفريغ رصاص المسدس كاملة في رأسه ومن امام طقم تابع لنقطة الحرس ولم يتحرك رغم صراخ بعض الحاضرين وصرخات ابنه ، الاغتيال سياسي بإمتياز ، وانا سأتكلم لاحقا عن أسباب الاغتيال بموجب ما كان يفصح به الشهيد لي في معظم الليالي ..

لن يتوقف نزيف الدم والقتلة والمجرمين يبسطون سيطرتهم على اليمن ، سيظل الدم اليمني ينزف مادام هؤلاء القتلة موجودين ، كل عملية اغتيال تستهدف شرفاء واحرار اليمن هم يقفون ورائها محاولة منهم لتفريغ الساحة من كل من وقف ضدهم وضد مشروعهم الإرهابي ..

رحمك الله يا خال صالح ، وعزائي لبقية اخوالي ( الشيخ محمد احمد العنهمي وعلي احمد العنهمي والأستاذ علي صالح العنهمي وعبدالواحد العنهمي وعبد الحميد العنهمي واخوانهم واولادهم وجميع عائلة العنهمي وكل الانساب والاصهار وكل محبي وأصدقاء ورفقاء الشهيد وانا لله وانا اليه راجعون ..
كتبت حروفا غير مرتبة لان صوت والدتي ووضعها الصحي لم يسعفني على التركيز .. 

شكرا لكل من اتصل وارسل رسائل العزاء والمعذرة على الرد حتى اتمالك نفسي لاني في حالة صعبة جدا ..
اللهم اجمعنا به وجميع شهداء الوطن بالجنة مع الأنبياء والصالحين 

الملكوم الحزين 
عباس الضالعي

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً