السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
أنياب ومخالب جديدة
الساعة 20:58
أحمد طارش خرصان



يبدو أننا في الطريق إلى إضاعة كل شيء البلد
القيم الدينية العظيمة
الأعراف والتقاليد
قيم المروءة والرجولة والشرف ... ما جعلنا أشبه بقطيع من الحيوانات المفترسة والكلاب الضالّة والمتشردة .

لم يعد هنالك من قيمة يمكن الإعتداد بها ، أمام كل هذا الإنحطاط والإنسحاق القيمي لمجتمعٍ ، لم يعد ليفاخر بغير طيشه ونزواته المقيتة ، وانحيازه لشريعة الغاب المتكأة على العنف والسلام غير المنضبط تماماً ..

لا يمكن لشخص سويٍ إلّا الإنحياز للحق ، بعيداً عن أيّ عنصرية قد تمثل عائقاً - آنياً - أمام إنفاذ الحق والإعلاء من شأنه ، ولعل ذلك يدفعنا إلى تجريم ما حصل للراحل علي عبداللطيف حجر ، والذي وافته المنية إثر إصابته يوم الجمعة الماضية ، ووجوب الإقتصاص من قاتله وفق ما يقرره الشرع والقوانين النافذة كحقّ ، الكل ملزم بالحفاظ على هذا الحق ، مع التأكيد على رفضنا لكل ردات الفعل المنفلته والتي قد تتسبب في نتائج كارثية ، لن يكون الجميع بمنأى عن نتائجها السيئة .

لا يدرك البعض أن الشيخ عبدالعزيز الحبيشي ، كان أقدر على بناء مملكة مدججة بالرجال والسلاح والمصالح ، وربما يغفل البعض ما كان يتمتع به الشيخ العظيم عبدالعزيز الحبيشي - رحمه الله ووالدي - من سلطات وإمكانات - ربما كانت - تكفي لتشييد إمبراطورية مسلحة وذات أسيجة محشوة بالبارود والعنف والموت .

لم يكن الشيخ عبدالعزيز الحبيشي - وبقناعته - أقدر على الإبتعاد عن مدينته ، فعاش بين أزقتها وشوارعها واحداً من أولئك الذين يصعب أن تكتشف فارقاً ما بينه وبين أبناء مدينته على وجه الخصوص وبقية اليمنيين على وجه العموم. 

لا أجد ما أقوله في ذكرى وفاته الأولى ، وأنا أرى مدينةً ، لم تحفظ للشيخ عبدالعزيز الحبيشي مكرمة ما ، قد تكون مانعاً أخلاقيا لذلك العمل المشين الذي طال منزله البارحة ، واختطاف ولده الشيخ عادل الحبيشي من قبل جماعة ، لم ترع حرمةً ولا موقفاً نبيلاً لسيرة رجلٍ ، لم يعد شخصاً بعينه بقدر ما هو مدينة - بأكملها - ربما تشعر الآن بالإهانة الأفدح ، ضمن سلسلة الإهانات الموجهة إلى هذه المدينة الماثلة ك( إبن ناسٍ جار عليه الزمن ).

لم يعرف عن الشيخ عبدالعزيز الحبيشي أن اتخذ مرافقين مدججين بالأسلحة ، إذْ كيف لمن حلّ بروحه وإنسانيته في قلوب الجميع ، أن يحيط نفسه بمثل تلك الوسائل ، تاركاً لأبنائه مهمة إكمال سيرته على ذلك النحو ، الذي يمنح الرجال تقديراً عظيماً ومكانةً أسمى وأجل ، وهذا ما نجح به أنجاله الشيخ نبيل الحبيشي والشيخ عادل الحبيشي والدكتور وهيب الحبيشي ، وبطريقةٍ أغرتنا أن الشيخ عبدالعزيز الحبيشي - رحمه الله ووالدي - ما زال حياً بقيمه وسلوكه كمواطنٍ بسيطٍ ، استطاع أن يتواجد في ذاكرة إب وعلى النحو الذي سيهبه الزهو لا الإهانة والإساءات المضادة للقيم والأعراف .

لن أحمل الحوثيين مسؤولية ما حدث ، غير أنني أحملهم مسؤولية الإنفلات وعدم الإنضباط لكل ردات الفعل ، في مدينةٍ يقول الحوثيون إنهم يسيطرون عليها تماماً ، ليكونوا هم أول من ينتهكون كل جزئيات هذه السيطرة ، دون أن يدركوا أثر ذلك على احترامنا لأجهزة الأمن ، وأنها لم تعد سوى أداة يكيف دورها الحوثيون وعلى النحو الذي يخدم مصالحهم واستراتيجيتهم ، لا خدمة المواطن وبثه الأمن والطمأنينة على حياته ومن يعول .

أن يقتحم منزل الشيخ عبدالعزيز الحبيشي ويقتاد نجله الشيخ عادل الحبيشي بتلك الطريقة ، فلن يكون ذلك سوى إنتهكاك صريح لشرف المدينة وروحها وكبريائها ، الذي كان يمثله الشيخ الراحل وأنجاله المعتدى عليهم .

لا أدري هل الأمور تحت السيطرة بحسب ما يردده دائماً الشيخ عبدالواحد صلاح ..؟ 
وما الذي تبقى لمدينة السلام كي تجهد نفسها في الحفاظ عليه ، وهي ترى الحوثيين وقد اقتلعوا أنياباً ومخالباً ، لا لتشعرنا بدنو اقتراب العدل ، ولكن لتهبها لرجال آخرين ، استخدموا هبة الحوثيين بطريقة هي أسوأ من ذي قبل .

لا ينقص ما قام به الأغبياء من قدر الشيخ عادل الحبيشي وإخوانه ، بقدر ما منحنا مقياساً جيداً لمدينة ، ستكتشف قريباً حجم الخطيئة التي أوقعتها في هذا السوء المتكاثر. 
للشيخ عادل والشيخ نبيل والدكتور وهيب 
كامل تضامننا مع ما تعرضوا له .
والرحمة للراحل علي عبداللطيف حجر 
ولا عزاء للقتلة والأغبياء .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص