- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
- المكتب السياسي للمقاومة يشارك احتفالات الجالية في امريكا بعيد ثورة ٢٦ سبتمبر
- 120 خبيرًا سعوديًا وعالميًا يناقشون مستقبل التعلم مدى الحياة في مؤتمر "LEARN" بالرياض
الإهداء: إلى الكتبة المأجورين الذين ينقلون البندقية ، والقلم من مكان لأخر وفقاً للقفازات التي يلبسونها
والصالحة لكل الفصول
أنتج النظام السابق في حرب اجتياحه للجنوب، وإقصاء شراكته في السلطة، والثروة، وتدمير جيشه، ونهب مؤسسات دولته (الاقتصادية، والتجارية، والمالية، وأرضه) في العام 1994م، أنتج أزمة وطنية، وسياسية بنيوية عميقة، كان من تجلياتها إفراز حالة "القضية الجنوبية" –الحراك الجنوبي السلمي- كما أنتج في طريق احتكار السلطة، والثروة، حروب صعدة الستة.
كان الهدف السياسي الأول في البداية تثبيت حكم المركز العصبوي الفردي، وفي السياق السلطوي ذاته ذهب إلى محاولة تكريس هيمنته الفردية على المركز العصبوي (المركز السياسي التاريخي)، ولم يجد بداً أمام محاولة فرض احتكاره وهيمنته على المركز السياسي التاريخي، من إقصاء شركائه في حرب الفيد والغنيمة، واحد تلو الآخر، حتى وصل إلى قلب الاسرة الصغيرة. (اللواء علي محسن). ولذلك انصب الهدف السياسي لهيمنته بعد حرب 1994م في تغيير الدستور، وفي إلغاء وثيقة العهد والاتفاق، الوثيقة التي تؤكد على قضية بناء الدولة الفيدرالية الوطنية الديمقراطية، وعلى الشراكة، أي أن هدف الحرب في 1994م كما هو اليوم –إلى جانب الاستمرار في إقصاء شراكة الجنوب وكل البلاد- كان وما يزال الحؤول دون بناء وقيام الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
في سيره باتجاه "توريث" الحكم في نطاق الأبناء، ضمن حكم عائلي عصبوي/فردي، عضوض، سعى نظام صالح سابقاً، وراهناً، لإدارة الصراع بالأزمات، بما فيها الحروب الداخلية المختلفة، (قبلية، ومذهبية، وأهلية، صغيرة وكبيرة) وكانت حروب صعدة الست نتيجة للسير باتجاه "التوريث"، لذلك وظف من أجل تحقيق ذلك جميع اوراق اللعب التي بيده، من الفتنة بين القبائل، وإشعال الحروب فيما بينها، وداخلها، إلى حروبه ضد بعضها، حتى ورقة الإرهاب وجعل من المحافظات الجنوبية والشرقية مرتعاً ومستقراً لها، (معسكرات الإرهاب المعروفة للجميع) باتفاق مع جميع أطراف حكمه في حينها، اشتركت في لعبة إنتاج الإرهاب والقاعدة،/ مؤسسات الدولة الرسمية: السياسية، والأمنية، والاستخباراتية، وقضية اغتيال الشهيد جار الله عمر نموذج لذلك الاغتيال المزدوج الموزع بين "القاعدة"، والمؤسسة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية الرسمية، ومحاضر التحقيقات الرسمية، مع القاتل علي جار الله السعواني تقول ذلك بوضوح، وقبلها اغتيال أكثر من مائة وتسعة وخمسين قيادي وكادر من الحزب الاشتراكي، وحول ذلك الانقلاب السياسي على الوحدة السلمية، يمكن العودة إلى مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر صـ248، الذي كان معداً له من قبل إعلان الوحدة. كانت حرب 1994م الجريمة/الكارثة وما تزال هي البداية، التي لم نتجاوزها حتى اللحظة، فنحن كيمنيين ما نزال حتى اللحظة نعيش أثارها المدمرة، ولذلك كان رمز النظام القديم/الراهن(علي صالح) الذي أعطي "الحصانة" المجانية، يرفض ويعوق انتاج أي حلول سياسية "للقضية الجنوبية"، واستمر مصراً على نقل البلاد من حرب، إلى حروب عديدة، ويدفع الآخرين إلى ذلك، وكان وما يزال طيلة الأربع السنوات الماضية، يعوق عملية الانتقال السلمي للسلطة، ويرفض التسوية السياسية الكاملة، ويعرقل السير باتجاه ذلك، ويرفض نقل السلطة. ففي كل المنعطفات السياسية والحربية العاصفة نجد يد، وأدوات، رمز النظام السابق/الراهن حاضرة في التعويق وتقويض العملية السياسية، وخطاب الحرب الأخير - قبل عدة أشهر- الذي أعلنه، دليل واضح أنه من يتحكم بمفاصل المشهد السياسي، والأمني، والعسكري، حتى اللحظة، وهو الوحيد المستفيد من الحرب، فالحرب في صورة تحالف ثنائي (الحرب الجارية) تعني ضرب الحوار، والقضاء النهائي على العملية السياسية، وبالنتيجة عدم تنفيذ مخرجات الحوار، مدخل اليمنيين جميعاً إلى بناء الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية.
هو اليوم يهدد اليمنيين بالحرب علناً، وصراحة، بل هو من يقودها فعلياً عبر أدواته وقواه العسكرية لأن الحرب هي منفذه الوحيد للخلاص، وهي المخرج الوحيد له من أزماته السياسية المستحكمة مع الداخل، ومع المجتمع الدولي، (الخارج) وقراراته ذات الصلة بالعقوبات التي تطاله شخصياً، ولا خيار أمامه سوى دفع البلاد نحو الحرب الأهلية، (الصوملة كما كان وما يزال يهددنا بها) فهي المنفذ الوحيد لانقاذه من المآلات السياسية، والأمنية، والقضائية، ومن العدالة، والعدالة الانتقالية ، التي تنتظره، ولذلك يدفع بالأمور بذرائع واهية نحو تفجير وتوسيع نطاق الحرب الأهلية، موظفاً جميع الأسماء والعناوين النبيلة (الوحدة،ورفض العدوان ، ومنع الانفصال) لتحقيق أهدافه، ولذلك يرفع مجدداً شعار الوحدة بالحرب والدم.
الذي سبق وأوصلنا من خلالها إلى المآلات المدمرة التي نعيشها اليوم. ألم يخض الحرب في 1994م باسم شعار الوحدة، وضداً على الانفصال، ولذلك نقول إن من لم يتعلم من التاريخ محكوم عليه بتكراره، في صور مأساوية دراماتيكية، وعلينا جميعاً أن نمنع تكرار حروبه القذرة على اليمنيين خدمة لمصالح عصبيته الضيقة. فالحرب إذا ما نشبت، وضمن معادلات الصراعات الإقليمية، والدولية، الجارية، وفي واقع حالة الفرز العبثية، والاعتباطية(سنة/شيعة) فإن من أولى مهامها، هو إعادة صياغة وتشكيل النسيج الاجتماعي، والمجتمع اليمني (اجتماعياً، وثقافياُ، ووطنيا) على أسس وقواعد الصراع الديني/المذهبي (سني/شيعي) وهي مقدمة التشظي، والتفتيت، والتفكيك، لكل البلاد، إلى ملل، ونحل، وملوك طوائف، وتجار حروب، وهو ما يجب إدراكه، قبل أن يسبق السيف العذل، فالحرب اليوم هي خيار من يريدون غسيل سيرتهم الذاتية، بالحرب الأهلية، ومعها يغسلون أموالهم المنهوبة بدم ضحايا حروبهم.
إن علينا جميعاً كيمنيين أن نسعى لتشكيل جبهة وطنية عريضة، مناهضة للحرب،على قاعدة أستعادة الدولة ، وكذا ضد مشاريع تقسيم البلاد إلى كيانات ما قبل وطنية... حوار اليمنيين، ووحدتهم، وتماسكهم، وتوافقهم،على قاعدة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيدية ، ومخرجات الحوار الوطني ، واللقرار الدولي 2216 ، هو المدخل السياسي، والعملي الوحيد للانطلاق نحو المستقبل.
إن رمز النظام السابق يريد أن يهرب من الاستحقاقات السياسية، والقضائية، والمالية (الأموال المنهوبة، والعدالة الانتقالية) والعقوبات الدولية المفروضة عليه، إلى الحرب الأهلية، ففيها خلاصه الفردي، مع أفراد أسرته، والجماعة الضيقة المحيطة به. وفيه عقابنا الجماعي، ولذلك يريد أن يجر الجميع إلى حرب أهلية مدمرة تضعه في مساواة مع الجميع، حرب هدفها خلط الأوراق، وبالنتيجة تخرجه من أزمته المستحكمة، وعلى "أنصار الله" عدم مجاراته في مسعاه ذلك. لأنه يريد بالحرب أن يأكل الثوم بأفواههم، كما يريد ضرب أكثر من عصفور بحجر الحرب الأهلية، يكون وقودها اليمنيين، وفيها يتحقق مخرجه السياسي الذاتي الآمن.
إن الأزمات المركبة والمعقدة التي انتجها النظام السابق/الراهن: السياسية، والوطنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، بما فيها أزمة نظام الحكم، وبناء الدولة، والوحدة، جميعها لن تحل بالذهاب إلى حرب، كما يريدها تجار الحروب، وثنائي الحرب ، تحت الأغطية والذرائع المختلفة، لأن العام 2016م، ليس كما كان الحال في العام 1994م. فالأزمات السياسية، والوطنية البنيوية التي انتجها نظام صالح، هي القائمة اليوم، مركبة، إضافة إلى الأزمات السياسية الجديدة التي كان طرفاً أساسياً في تغذيتها وإنعاشها، وهي ازمات لن تحل من خلال معالجات جزئية ومؤقتة لنتائجها، بل بالعودة إلى أسبابها، وجذورها العميقة، إن الموقف المطلوب اليوم هو عدم الوقوف عند النتائج، ومحاولة تقديم معالجات شكلية جزئية هنا، أو هناك لن يولد سوى أزمات جديدة، معقدة ومركبة – تأجيل وترحيل الحرب إلى المستقبل - وهو ما مارسه وطبقة نظام المبادرة الخليجية، وما بعدها، لأن جوهر النظام القديم –صالح وأعوانه- هو من كان وما يزال، يهيمن على مفاصل بنية الدولة العميقة (الجيش، والأمن، والاستخبارات، والحكم المحلي، والمحافظين، ومجلس النواب، والشورى، وحتى معظم السلك الدبلوماسي) ولذلك كانت ممانعته وتعويقه لاستكمال العملية السياسية الانتقالية، ولعدم نقل السلطة كاملة.
ولا نقرأ تهديد علي صالح العلني بشن الحرب ثانية على الجنوب،-وعلى المعارضين سياسيا له- سوى محاولة لضرب العملية السياسية في مقتل، وهو بذلك ينسجم مع نفسه، ويمارس دوره السياسي، والعسكري الطبيعي، في الحفاظ على مفاصل الدولة العميقة بيده، واعوانه، ومن يوالونه ويحالفونه، وللحفاظ على ما بحوزته من أموال وممتلكات، وكذا من هيمنته وسيطرته على العديد من الوحدات العسكرية والأمنية بيده، والمؤتمرة بأوامره الشخصية، دليل على عدم مغادرته السلطة. إن تهديده رئيس الجمهورية الشرعي، الدستوري، والتوافقي بمغادرة السلطة بالحرب عبر منفذ حدده له، هو مسبقاً، وكأنه الحاكم الفعلي في البلاد، يذكرنا بيوم 27/أبريل/1994م المشئوم الذي أعلن فيه الحرب على الجنوب واجتياحه، وإلغاء شراكة الجنوب في السلطة، والثروة، وهو اليوم كرة أخرى يعلنها حرباً، ليعيدنا من جديد إلى مربع الحرب، ونحن لم نتخلص بعد، من أذيال وكوارث حربه الأولى في 1994م، ومن حروبه الستة على صعدة، 2004-2010م، التي لم يكف إعلامه حينها، في تصويرها بأنها حرب على الإرهاب الشيعي (الاثنى عشري) وهي الشاهدة على جرائمه، وفساده واستبداد نظامه السياسي العصبوي، الذي ما يزال قائماً حتى اللحظة في جميع تفاصيله الصغيرة والكبيرة، وإلا كيف يفسر تهديده العسكري بشن حرب على رئيس شرعي يعترف برئاسته الغالبية العظمى من الشعب اليمني، كما يعترف بشرعيته العالم كله، رئيساً للجمهورية، وللدولة، وممثلاً عنها، ورمزاً للسيادة وللشعب؟!!
بصرف النظر عن كيف أدار المرحلة الانتقالية، التي جاءت وكانت في محصلتها تخدم بقاء واستمرار النظام القديم، الذي ما يزال مستمراً، ومسيطراً، ومهيمناً، لقد أسقط صالح بخطاب الحرب الذي اعلنه ضد الغالبية من اليمنيين شرعية "الحصانة" التي اعطته أياها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وأكدت بوضوح أنه ما يزال حاكماً فعلياً في البلاد بقوة الأمر الواقع، ضداً على الشرعية الدستورية، والانتخابية، التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، وليس خروج مجاميع من أعوانه حاملين صور أبنه مرشحاً لرئاسة الجمهورية، سوى جزءاً لا يتجزأ من وهم حلم استعادته للسلطة في صورة أبنه أحمد. والخشية أن ذلك الوهم، والجنون بالسلطة في واقع فراغ السلطة، السياسية، وفراغ الحالة الأمنية، والعسكرية، وحالة الانقسام القائمة، قد يقود البلاد إلى مصاعب ومخاطر لا تحمد عقباها، ليس أقلها الحرب الاهليه الممتده إلى كل الجغرافيا اليمنية ، التي ينشدها صالح وبعض أتباعه، باعتبار الحرب مخرجه، ومنفذه الوحيد من أزماته المستفحلة، الحرب/الصوملة، التي كان وما يزال يهدد بها اليمنيين منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وهو اليوم أكثر من أي وقت مضى، يجد في الحرب الأهلية((الطائفية)) مخرجه الذاتي الخاص، لأنه بالحرب ومن خلالها يجعل جميع الأطراف يقفون في مستوى واحد ضداً على بناء الدولة، وضداً على تأسيس عقد اجتماعي/سياسي جديد للوحدة، على أسس ديمقراطية وتعددية، واتحادية، على انقاض مشروعه العصبوي، العائلي التدميري، الذي ما يزال يراوده ويحلم بإعادة إنتاجه ولو على قاطرة الحرب الأهلية بين اليمنيين.
ومن هنا ليس غريباً تهديده اليمنيين بالحرب الأهلية علناً، وصراحة، مع أن اليمنيين حتى اللحظة لم يبارحوا مسرح حربه الدموية الكارثية في العام 1994م، وحروب صعدة الستة، وما تزال أثارها المأسوية قائمة وطافحة على جسد المجتمع اليمني شمالاً، وجنوباً. وليس خطاب تقرير المصير، وفك الارتباط، والانفصال، سوى نتائج سياسية، وثقافية، لاجتياحه للجنوب ونهبه وتحويله كله إلى غنيمة حرب، وسكانه إلى أهل "ذمة".
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر