السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
هناك... يتكاثر الأغبياء
الساعة 00:17
أحمد طارش خرصان

في جبهة الشعاور بمحافظة إب، تتواصل تعزيزات الحوثيين وحشودهم الرامية إلى كسر ما تبقى لنا من صوتٍ مقاومٍ في إب ، ورغبة في التحرر والتخلص والإنعتاق من قيود العبودية المهينة .

تقاوم الشعاور بجَلَدٍ وعزيمةٍ لم تنكسر حتى اللحظة ، قياساً على تواصل حشود الحوثيين إلى هذه الجبهة ، وكما يبدو فإن قدر هذه الجبهة - كما هو قدر كل اليمنيين - ليس جيداً ، إعتماداً على حالة الإهمال والنسيان التي ينال هذه الجبهة من قبل أولئك الذين ، دفعوا بنا إلى الموت تحت سنابك الطائفية والتغول السلالي ، ودون أن يكون ذلك كافياً - بحسب المعطيات على الأرض - لأن تجد هذه الجبهة دعماً ما ، قد يشعرها بالتواجد في مخيلة حكومة ( الفُندقيين ) ، وسماسرة المقاومة المنتشرين في شوارع الرياض ، من أولئك الذين امتهنوا الدجل والمتاجرة بالأرواح النزيهة والنظيفة .

يستدعي الحوثيون أفراداً من مناطق مختلفة في إب ، لم يسبق لها أن أهدتْ جبهات الحوثيين مدداً من نوع ما ، لكنها اليوم تهب الحوثيين مقاتلين معوزين وفقراء ، تدافعوا -تحت وقْع الحاجة - للحصول على رقم عسكري ( وظيفة ) ، وفي أفضل الأحوال ( بندقية ) ، ربما يستضيف زنادها أصابع واهنة ، لن تبقى طويلاً وستترك مكانها لأصابع أخرى أكثر وهناً وحاجةً . فيما ستحتفظ عائلات ( محابيط العمل ) بمرارة الفَقْد والحقيقة في كونهم ضحايا، لن يجد الحوثيون حرجاً في منحهم الألقاب والنياشين الجافة ، وغير القادرة على توفير وجبةً غدائية لأطفالٍ ، قيل إن عائلها - بحسب ما يروج له الحوثيون - استشهد في معركة الشرف والدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان الغاشم .

لا يدرك ( الفُندقِيّون ) ما يدور في الجبهة المنسية ( جبهة الشعاور ) ، والتي تحولت في الآونة الأخيرة إلى صداع مزمنٍ في رأس الحوثيين وقلقاً مؤرقاً ، دفع بهم إلى إرسال التعزيزات والحشود الأشبه بمساكن شعبية ، ما تلبث أن تنهار عند أول مدٍّ أو طوفانٍ ، قد يخلفها أطلالاً صالحة للعظة والعبرة .

تُترك ( الشعاور ) عرضةً في مهب العاصفة للإهمال ، وكأنها المعادل الموجع لأحد جرحى مدينة تعز ، وهو ينتظر النجدة من الضفة المليئة بالأوغاد وقليلي الشرف .

حدثني أحد العائدين من جبهة مأرب ، حاملاً الكثير من المشاهد المفزعة ومرويات عن اللصوص الكثيرين وممارساتهم ، وبنَهَمٍ بالغ الضراوة ، لم يمنعهم من الإستمرار فيه أحلام وآمال من يعولون عليهم في صدَّ فكرة الإستسلام وتخليصهم من تبعاتها القاتلة .

كان أشبه بكاميرا تصوير وهو ينقل مشاهداته ومروياته ، وكأنني أمام روائي محترف لم يغفل الجزئيات والتفاصل الصغيرة ، لا كتكتيك بقدر ما كان بوحاً صادقاً ، وباعتقاد واثقٍ من أنني سأكتب ما يجعل قيادات الصف الأول في الحكومة والرئاسة ، تلتفت إلى الوضعيات المختلة في قيادة الألوية العسكرية والمقاومة الشعبية .

ربما سأنقل مشاهدات الجندي الصادمة لما يقول عنه الوطنية والولاء لهذا البلد في تجوالي القادم ، وسأكون أميناً في تدوين تفاصيل الخطيئة المنضوية في تشكيلات عسكرية ، كقيادات....
لا تقيس الشرف إلَّا بقدرتها على إنجاز الكثير من النهب والسطو على ما يمكن أن يهبنا بعض التواجد في

محيطٍ ، مكتظ بالمساوئ والعورات التي استبقاها صالح ، بحرفية عالية هناك.....
حيث يتكاثر الأغبياء دون تعب.

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص